البطولة في المقاومة اليمنية


سلمان المقرمي

 تكمن البطولة في المقاومة الشعبية للغزو الإيراني أنها انطلقت من الصفر وقت أن تخلت الدولة وقيادتها العسكرية والأمنية والمالية والأحزاب السياسية والإعلام عن مواجهة مليشيا الحوثي والغزو الإيراني، وقررت المواجهة منفردة بإمكانياتها الذاتية.
 
بعد ثمان سنوات من تدخل التحالف العربي في اليمن فإن البطولة هي للمقاومة في الداخل حصرا مع عدم إنكار دور التحالف في مساعدة المقاومة والذي لا قيمة له بدون وجود مقاومة ولا يمكن عكس هذه المعادلة.
 
تلك المقاومة التي يمر على أفرادها ستة عشر شهرا على الأقل دون مرتب لا يزيد قيمته عن ستين دولار مقابل أن يتسلم الآف المسؤولين مرتبات بالدولار في الخارج.
 
البطولة هي من اجترحها أولئك المحاربون الذين سقطت نصف أجسادهم برصاص الغزو الإيراني كي لا يسقط اليمن في براثن الأحقاد الفارسية، وكي لا يدنس الجزيرة العربية فارسي إيراني بغيض.
 
إن البطولة هي في الصمود في كل الجبهات عبر قيادات محلية أنتجتها ظروف الحرب من مدرسين وضباط سابقين وعمال وشباب يقودون باقتدار معارك مقاومة شرسة ضد الحرس الثوري الإيراني.
 
لقد حققت المقاومة الشعبية بكل تشكيلاتها انتصارات في مواقفها الدفاعية، ورغم سقوط كبار القادة في الدولة فإن إرادة المقاومة الشعبية المسلحة بإمكاناتها البسيطة في الجبال والصحاري والشعاب والوديان لم تسقط لهم إرادة.
 
إن مليشيا الحوثي ومن خلفها إيران لا تواجه في اليمن سوى شعب مقاوم يفتقر للتنظيم والتمويل والسلاح ولكنه مليء بالعزة والكرامة ويفضل الموت دفاعا عن الجمهورية واليمن على أن يكون عبدا ذليلا للفرس وأذنابهم من بني هاشم ومن غير بني هاشم في اليمن.
 
بالحسابات المنطقة للحرب فإن المقاومة لا تمتلك أي شيء يمكنها من المواجهة من أسلحة وتمويل وتنظيم وتعبئة وإعلام، لكنها تستند فقط إلى الكرامة الشخصية التي تحولت إلى كرامة جماعية تستلهم الحضارة اليمنية العريقة التي تأبى أن يدوس عليها أعجمي فارسي بأي صيغة كانت.
 
حكايات البطولات التي يسطرها المقاومون بدمائهم في الحرب ضد الاحتلال الإيراني صارت أخبارا يومية وأساطير تصنع الانتصار وتصد الغزوات الانتحارية لإيران، ولا يقابل هذه البطولات ما يناسبها من تعبئة عامة على مستوى الإعلام والكتابات والمؤلفات والدراسات والأبحاث.
 
لا يمكن أن تكون هناك بطولة تفوق بطولة الجبهات التي تواجه مليشيا الحوثي في ظل صراعات النخب اليمنية، والحكومة والقيادة العسكرية البعيدة عن الميدان، وضعف أداء التحالف واقتصاره على الجو في المعركة التي تهدد الجزيرة العربية.

من الصعب المقارنة بين المقاومة الأوكرانية للروس والمقاومة اليمنية لإيران، لكن من الصعب أن نرى مقاومة غير منظمة في أي دولة من الدول على غرار المقاومة اليمنية بكل ما تعانيه من عوامل الضعف تستطيعان تقف حاجزا أمام العدوان والاحتلال الإيراني لليمن وللعرب في المشرق كله.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر