منذ استئناف التحالف في الثامن عشر من نوفمبر الماضي، شن غاراته على المواقع الحوثية في صنعاء التي توقفت منذ مطلع 2018 إلا من استثناءات قليلة، يبدو أنه حصل على معلومات استخباراتية مهمة مرتبطة بالحرس الثوري وحزب الله.
 
ولأول مرة منذ سنوات ينشر التحالف مقاطع مصورة عن تحركات وأنشطة الحوثيين من أماكن قريبة منهم لا تعتمد على الأقمار الصناعية، بل على جوالات عناصر حوثية أخرى عالية مشاركة في الهجمات الصاروخية والطيران المسير.
 
ويشير المقطع الذي ظهر أثناء تدريبات العناصر الحوثية في مطار صنعاء على تشغيل وتطوير برامج الدفاع الجوي مستغلين الطائرات الأممية وصمت المنظمات إلى أن المصور كان عنصرا حوثيا مهما وفاعلا ويحظى بثقة كبيرة للسماح له بالتصوير والتحرك في أوقات متعددة أثناء التدريبات الحوثية.
 
كما أظهر المقطع المصور لإطلاق الحوثيين صاروخ باليستي من جوار المنازل والأحياء السكنية أن المصور هو عنصر حوثي ذو ثقة عالية من القيادة الحوثية على الأرجح.
 
لا يعرف حتى الآن كيف اخترق التحالف قيادة الحوثيين على هذا المستوى، لكن المؤكد أن الاختراق الأخير قاد إلى سلسلة من الضربات الجوية لمخازن سرية للصواريخ والطيران المسير بما فيها المخازن التي تقع تحت الأرض،  وأدى إلى نقص هائل في الهجمات الحوثية الصاروخية والمسيرة التي نقصت إلى خمس طائرات مسيرة فقط في عمليتين إحداهما مطلع ديسمبر بأربع طائرات والأخرى بطائرة واحدة نهاية نوفمبر أسقطها التحالف جميعا.
 
وتشير تصريحات التحالف المتكررة بنيته استهداف القيادة الحوثية والإيرانية واللبنانية المرتبطة بالطيران المسير والصواريخ إلى استئنافه خطة توقف عنها قبل سنوات بعد مصرع الصماد في الحديدة، وبالتالي الحد من قدرة القيادة الحوثية التي اعتقدت على مدى السنوات الماضية الثلاث أنها صارت في مأمن كامل بصنعاء من أي غارات جوية للتحالف.
 
تكمن أهمية الاختراق – إن حدث فعلا- في أن المؤشرات في العلاقات الأمريكية السعودية لا توحي بأن مصدر المعلومات هي أمريكا، كما أنها تدل على  أن مستوى الصراعات الحوثية الداخلية قد يكون وصل إلى النيل من بعض القيادات الحوثية ضد خصومها عبر تسريب المعلومات إلى السعودية، ولا يستبعد أن يكون إقالة ضابط الأمن الداخلي في جهاز المخابرات والأمن الحوثية ضمن هذا السياق نهاية نوفمبر الماضي.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر