ظهر ديفيد شينكر في مقال نشره خلال اليومين الماضيين يدعو إدارة بايدن لوضع استراتيجية جديدة تجاه اليمن باعتبارها ستسقط حتما في أيدي الحوثيين.
 
وقال شينكر الذي قاد مفاوضات مع الحوثيين في عهد ترامب إن الاستراتيجية الجديدة التي ينبغي على بايدن وضعها في أن الحوثيين قد يسيطرون على الحديدة وباب المندب وخليج عدن بالإضافة إلى سيطرتهم على المدن الساحلية الجنوبية في اليمن.
 
ومن وجهة نظره الجديدة فإن الحوثيين لن يجنحوا إلى السلام أبدا حتى لو سيطروا على اليمن كاملا وستكون اليمن أول دولة في الجزيرة العربية تقع تحت سيطرة إيران منذ قرون طويلة.
 
تشير تصريحات شينكر إلى اعترافه شخصيا بأن الجمعة الحوثية هي جماعة إيرانية لكن بعد فوات الأوان، حيث كان يعمل في الرياض أثناء توليه منصبه مساعد وزير الخارجية الأمريكية قبل سنتين على إقناع التحالف وخصوصا السعودية بأن الحوثيين جماعة محلية يمنية يمكن التفاوض معها على صفقة معينة والتعايش مع هذا الوضع.
 
وبعد مغادرته لمنصبه أدرك شينكر أن نائبه السابق تيم ليندركينغ الذي صار مبعوثا أمريكيا خاصا لا يمكنه إنجاز شيء في اليمن.
 
يمكن القول إن الاستراتيجية الأمريكية ومصالح الضغط الخاصة واللوبي الإيراني واللوبيهات المناهضة للسعودية تعمل بانتظام في البيت الأبيض، ومؤسسات صنع القرار الامريكية على تغير مفاده التحول عن السعودية ودول الخليج العربية والانسحاب من المنطقة كليا بإشراك إيران وإغراق دولا لمنطقة في صراعات هوية تستنزف قدراتها وتكون إيران هي الوكيل الحصري لأمريكا في المنطقة، على غرار ما قبل الثورة الخمينية، خصوصا إذا تمت العودة إلى الاتفاق النووي.
غير أن هذه الاستراتيجية الأمريكية لن تنجح، فهي تتجاهل كليا الوضع في اليمن تاريخيا باعتباره بلد الهويات المجزأة والقوى المتعددة وتاريخيا لم يحكم اليمن نظام مهيمن باستثناء فترات قليلة، ما يعني أن الاستراتيجية الأمريكية التي تفترض سيطرة إيران المطلقة على اليمن ليست صحيحة، حتى وإن حدث أن سيطرت إيران كليا فهي ليست نموذجا يمكن الاقتداء بها أو تلهم سكان المنطقة على التأثر بها، بل مجرد مجموعة طائفية مشحونة بعصبية فارسية مستبدة تستدعي المقاومة ضدها بلا شك.
 
كما أن الجماعة الحوثية التي أنشأتها إيران ليست غرضها السيطرة على اليمن كبعد نهائي، بل مجرد تقريب ساحة المعركة الإيرانية تجاه السعودية ومكة والمدينة ومنابع النفط والبحر الأحمر وباب المندب، ما يعني أن الحرب المباشرة بين السعودية وإيران التي تتفادها أمريكا عبر الضغط على السعودية بقبول الدور الإيراني في اليمن والمنطقة سيصل إلى طريق مسدود.
 
إن المزايدة الأمريكية طوال سنوات على أن الحوثيين جماعة مهمشة في اليمن غير صحيحة ولا تستند إلى أي معلومات حقيقية بل إلى شغل حوثي منظم في المؤسسات ومعاهد الأبحاث بخبرات إيرانية وأن الأمريكيين سيجنون قريبا نتائج استراتيجيتهم الكارثية بحق اليمن واليمنيين.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر