تحالف "احتلال" اليمن..!


منذر فؤاد

 يثبت التحالف السعودي الإماراتي بمرور الوقت، أنه ليس سوى تحالف لاحتلال اليمن، لا داعم لها. وممارساته، التي تتكشف بين حين وآخر، ليست مجرد أخطاء قابلة للتلافي، بقدر ماهي سياسة ممنهجة، تطبّق رغم أنف الجميع، بما في ذلك الرئيس "هادي" وحكومته..!!
 
ممارسات التحالف التوسعية في المناطق المحررة؛ لم تبدأ للتو في ميون، الجزيرة الصغيرة التي تحولت إلى قاعدة عسكرية للإمارات؛ ولم تنحصر في الجغرافيا، إذا ما نظرنا إلى استغلال العنصر البشري اليمني واستخدامه في بناء تشكيلات موازية للجيش الوطني، تستخدم- وياللأسف- في تثبيت مصادرة التحالف للجغرافيا اليمنية؛ مرتزقة محليون ينفذون أجندة الخارج.
 
ماجرى في جزيرة ميون، يعيد للأذهان ماجرى قبلها في أرخبيل سوقطرة، حينما انتفض المواطنون غضبا لما حدث، وتدخلت الحكومة، مضطرة، لدى السعودية لتسوية الوضع، ثم ما لبثت أن سقطت سوقطرة في الحضن الإماراتي، وتلاشى الغضب الشعبي والرسمي وكأنّ شيئا لم يحدث. ومن باب الإنصاف، فإن الحكومة التي علمت بما جرى في سوقطرة، لم تكن تعلم بما جرى في ميون- كما صرح مسؤولوها، الذين أنيطت بهم رعاية مصالح الشعب!!
 
كيف يمكن الحديث عن تحالف لدعم الشرعية في اليمن، إذا كانت حكومة اليمن نفسها لاتعلم شيئا عن ممارسات التحالف، إلا من خلال وسائل الإعلام؟!..
 
 إن التوصيف الأمثل لما قام به التحالف في ميون، وأماكن أخرى، يأخذ صفة "الاحتلال"، لا التحالف!؛ إذ يصعب أن نسمي سيطرة دولة على أراضي دولة أخرى دون علمها، بأنه تحالف أو تعاون. وإذا كان هذا هو مفهوم التحالف، بالمنظور الإماراتي السعودي، فما هو الاحتلال إذاً؟!
 
تصُمّ الآلة الدعائية للتحالف آذان اليمنيين بحديثها عن دور التحالف الإيجابي في اليمن. ومثلها يفعل مسؤولون في الحكومة، وقيادات في الأحزاب، ونافذون في الإعلام والصحافة؛ فإذا ما انبرى صوت في وجه التحالف، يتحول مجرى الحديث إلى المصير المشترك، ورص الصف، ومتطلبات المرحلة الاستثنائية..؛ ويتم بذلك طي صفحات سوداء كثيرة من صفحات التحالف!!.
 
وحيدًا دونما سند، وأعزلًا إلا من صوته، يقف اليمني منافحا عن أرضه، رافضا للاحتلال الخارجي، مهما كانت المسميات التي تسبغ عليه لشرعنته..
 
 أما المسؤولون المتخمون بالسلطة، فأغلبهم ليسوا أكثر من أبواق تبرر لاحتلال ومصادرة الأرض، أو تتحدث بلغة ناعمة لا تتناسب وحجم الفوضى التي تحدث في البر والبحر، وهؤلاء مثلما قبضوا ثمن السكوت، سيدفعون ثمن السكوت أيضا.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر