أحزاب محلية بأجندة خارجية


منذر فؤاد

 الفاعلية السياسية التي اتسمت بها أحزاب المعارضة في اليمن خلال العقد الماضي، وبلغت أوجها مع اندلاع ثورة فبراير 2011، تلاشت شيئا فشيئا بمجرد أن أصبحت هذه الأحزاب جزءا من السلطة الحاكمة..!
 
كلما زاد تغلغل الأحزاب في مفاصل السلطة، انعدمت فاعليتها السياسية، ودخلت حالة من الدعة والركود التي تتسق مع جو السلطة، وتناقض جو الشارع، الذي يتصف بحركية تتناسب مع فاعلية السياسة.
 
الأحزاب السياسية اليمنية، أصبحت اليوم جزءا من السلطة. وبصرف النظر عن مصادرة الانقلابين، الحوثي والانتقالي، لجزء كبير من هذه السلطة، فإن هذا لايبرر حالة التبعية للخارج؛ السمة الأبرز للسلطة وأحزابها منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015.
 
لقد حولت عاصفة الحزم الأحزاب السياسية، من أحزاب محلية، طالما تغنت بأوجاع وتطلعات الشعب، إلى أحزاب محلية تنطق بلسان الخارج، وهي بذلك لاتفقد استقلاليتها فحسب- تحت مبرر الضغوط السياسية- بل تحشد الناس للمشاركة في تشييع جنازتها والتعجيل بدفنها في المستقبل القريب.
 
إن دور الأحزاب في هذه المرحلة التاريخية المهمة، يجب أن يكون معبرا عن الإرادة الشعبية، لا الخارجية. غير أن مايحدث الآن هو العكس؛ تتولى بعض الأحزاب تلميع العبث الخارجي كلما اشتد حنق الناس وضاقوا ذرعا بهذا العبث! ومن يراجع المواقف السياسية للأحزاب، من عبث دولة الإمارات، سيدرك كم أن هذه المواقف خدعت الناس لفترة طويلة، قبل أن تتغيّر فيما بعد؛ ليس لأجل الشعب، بل لإن حساباتها الخاصة اقتضت ذلك..! وإلا ما المعيار الذي يجعل من العبث الإماراتي مرفوضا، ويقوّض الاستقرار، بينما يجعل من العبث السعودي داعما لاستقرار اليمن؟!
 
معظم الأحزاب اليمنية ظلت طريقها عن عمد وإصرار، بعد أن ذابت في مشاريع أكبر منها، ولم تعد تهتم للصراخ الشعبي، الذي كان البوصلة الرئيسية في توجيه مسارها السياسي..
 
 وإذا كان هذا الجيل مازال متأثرا بالرباط الحزبي، بما يجعله متسامحا مع مبررات تلك الأحزاب في مواقفها المتراخية تجاه مايحدث، فكيف ستبرر الأحزاب السياسية هذا التراخي للجيل القادم، عندما يطالع تاريخها فيشتّم منه رائحة العمالة والخنوع للخارج؟!
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر