كشفت طريقة مقتل الأغبري على يد عصابة متمرسة بالقتل والتعذيب، من خلال ما ظهر عليهم من برودة الأعصاب، ورش العطور على ملابسهم – عطر الأغبري- بعد ساعات من التعذيب حتى الموت، كشفت تلك العصابة عن رعب حقيقي يُدار خُفية. 

هناك بمناطق سيطرة الحوثيين "الرعب" مُسيطر على الجميع، ذلك الرعب الذي جعل صادق أبوشوارب خادم الحوثيين الشهير في عمران، يلجأ لوسائل التواصل الاجتماعي للسؤال عن مصير سبعة من أفراد قبيلته مخطوفين ولا يعرف من خطفهم، ولم يدل على خطفهم إلا ثامنهم الذي سُلمت جثته مشوهة وميتة ومقطعة إلى أهله بعد ستة أشهر من الخطف. 

في منشور صادق أبوشوارب تطبيل ومدح، وهو كان عضوا في اللجنة الثورية العليا، لم يستطع أن يحدد مسؤولا ليسأله من خطف ومن قتل ولماذا قتل "الغاوي" من أبناء قبيلته؟ 
 

كما كشفت تلك الجريمة البشعة عن سلسلة عصابات بشرية متوحشة ومتمرسة وعلى قدر هائل من النفوذ والقوة لتفعل ما تشاء، وتلك نتاج طبيعي لانقلاب عصابة، والعصابات لا يمكنها أن تنتج الأحزاب والمجتمع الحي إنما ستنتج سلسلة من العصابات المتوحشة الأخرى، تقل قوة أو تزداد. 
 

ولو أن كل الجرائم هناك تظهر للإعلام، كما تظهر في تعز لتبيّن أن الناس هناك يعيشون في رعب حقيقي وذل دائم، لا يعرفون الأمن، وبحسب إحصاءات الأمن الجنائي الحوثي لعام 2019م فإن عشرين جريمة قتل او الشروع فيها تحدث يوميا هناك، باعتراف البحث الجنائي نفسه الذي أورد الخبر على أنه إنجاز له. 
 

هناك حيث الأمن المزعوم تتوقع المداهمات أي وقت صبحا أو مساءا في الطريق أو المنزل أو العمل، ولا يمكنك أن تسأل لماذا؟ ولا على أي أساس؟ فمجرد السؤال جريمة وجناية ستعاقب عليها حتما. 
 

وشاء الله أن تكشف تلك الكاميرات عن التوحش المرعب والحكم بالعصابات على أحياء وحارات صنعاء والمدن غير المحررة. 
 

 ورغم فساد وإفساد الشرعية وخدمتها للحوثي خصوصا من قبل القيادة العليا في الشرعية وحكومتها المفندقة، فإن المناطق المحررة هي بالتأكيد أقل رعبا وأقل خوفا وأقل وجودا للعصابات، ومؤشر ذلك كله أن معظم الجرائم والانتهاكات في مناطقها تظهر للإعلام، في دولة الرعب لا يظهر الإعلام أبدا، ولا تصله الجرائم.  
 

هل ثمة رعب أشد من أن تقول شيئا عما أصابك؟ 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر