النصر يهِل من مأرب 


سلمان المقرمي

فشل الهجوم الحوثي الأكبر على مأرب مرة أخرى، وكل هجوم يكون أكبر من سابقة، لكن الهجوم الأخير حشدت له مليشيا الحوثي معظم عناصرها الخطرة، المولغة في الدماء، مثل علي علوان أركان نجدة المليشيا في تعز، وجحاف، ولطف الماخذي، والأخيرين وقعوا أسرى، ودحوة وروح الله مصلح والقديمي والمغربي قتلوا في الأسابيع الأولى من هذه الجولة، ومعهم محافظ البيضاء. 

 

بمعنى أن أهم ما حققه الجيش والمقاومة في مأرب، هو إهلاك القيادة الميدانية والوسيطة بين قيادة المليشيا العليا والميدان، إن هلاك الجزء الأكبر من هذه القيادة هو بداية الضعف الذي سيدب في تنظيم المليشيا العقائدي والصارم. 

 

تنهار الجيوش والدول بفقدان القيادة الوسطى، مهما كانت قوة القيادة العليا، ولنا في الجهة المقابلة خير مثال على ذلك عندما انهاروا بين الثورة والانقلاب. 

 

في مطلع سبتمبر كانت المليشيا تمني نفسها وتغري أتباعها بأن ذكرى انقلابها المشؤوم سيكون في قلب مأرب، وستكون آبار النفط والغاز لهم، وستكون مليارات الريالات من العملة الجديدة لأتباعها وكل الأسواق الناشئة، لقياداتها، ومزارعهم ومنازلهم. 

 

كانت تمنيهم بإرث النهضة والبناء الذي ازدهر خلال السنوات الخمس الماضية، هناك، كانت تعدهم بتهجير مليوني ساكن من المحافظة الصحراوية، وبوادي حضرموت وشبوة والمهرة. 

 

في نهاية الأسبوع الجاري، بدا أن الجيش يطرق أبواب الحزم ويطوقها، ويبدل دفاعه هجوما كاسحا، ها هو يقترب من اللبنات والحزم والخنجر، سقط مئات القتلى والأهم الأسرى، رأينا الذل في وجه سجاني المليشيا في صنعاء وغيرها. بدا مشهد جحاف وهو يقول غرروا بي وأنا في وجهك، غاية الذل والمهانة واللؤم أيضا، رأينا في وجهه تلون الحربة والحيات. 

  

وما بدا انكسار أيضا في الجبهة الجنوبية، لملمته مراد، والجيش، وبدأوا بالهجوم بدلا عن الدفاع، وبدأت المعارك في الاشتعال لتحرير وتطهير ما سقط ودنس من أراض هناك. 

 

ثمة شيء آخر في المعركة الحالية في الدفاع عن مأرب، وهو يبرز لأول مرة في الحرب منذ خمس سنوات ضد المليشيا، فقد جاءت تعزيزات عسكرية من عدة مناطق عسكرية إلى مأرب، لم تكن بينها الأولى -حسب المعلومات- ولكن من مناطق أخرى، ولأول مرة تقاتل الثالثة والسادسة والسابعة في معركة واحدة ممتدة بقيادة موحدة. 

 

لم يكن ذلك هو العامل الأهم فالمقاومة القبلية والشعبية حضرت بقوة في هذه المعركة، وأبادت سلسلة من الأنساق العسكرية لمليشيا الحوثي، وجرعته المر وأذاقته الويل، وتنفست بهم اليمن واليمنيين الصعداء. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر