في الفترة الزمنية الواقعة بين أواخر 2015 ومطلع 2016، اشتدت وتيرة الحصار المفروض على مدينة تعز من قبل ميليشيا الحوثي وقوات صالح.
 
كان طارق عفاش خلال تلك الفترة يؤدي دورا إجراميا مهما جنبا إلى جنب مع الحوثيين، في سبيل إسقاط المدينة. إضافة إلى المشاركة الفاعلة في قصف وحصار المدينة، أشرف طارق على تخريج دفعات من القناصة، وأرسلهم إلى تعز، "لدق أبنائها بالقناصات" وفق تعبير المخلوع صالح.
 
ما سبق من معلومات، يعرفها الجميع ولا يوجد خلاف حولها، لكن من المهم استحضارها حاليا، في ظل محاولة البعض التغاضي عن جرائم طارق عفاش، والترحيب بالاصطفاف معه ضد الجيش، انطلاقا من "مكايدات سياسية رخيصة" تبحث عن مصالح خاصة، ولو تتطلب الأمر" القفز على تضحيات المدنيين والعسكريين" ومنح قاتليهم "صك المغفرة والبراءة".
 
هل يعقل أن يتحوّل مجرم بحجم طارق عفاش إلى محامي يدافع عن تطلعات أبناء ريف تعز، لمجرد أنه أبدى دعمه لتحركات سياسية مشبوهة داخل أحد ألوية الجيش؟ هل يعي الذين "يوادّون" طارق عفاش نكاية بالجيش وخصوم السياسة، أنهم يقامرون بمستقبل أبناء تعز، وربما مستقبلهم، في سبيل إشباع "نزوة حزبية"؟
 
من الملاحظ أن المكايدات السياسية التي تستهدف الجيش في المعسكر الرافض للانقلاب، بلغت مرحلة من الغباء، لأن تتحول بعض الأحزاب إلى مطية لأطراف خارجية وميليشيات محلية، سعيا لأن تسيطر على لواء عسكري، وهذا لا يتناقض مبادئ هذه الأحزاب نفسها، بل يحوّلها إلى ميليشيات سياسية لا تختلف في ما تؤديه من أدوار عن الميليشيات المسلحة.
 
هل الجيش وقياداته في وضع مثالي لا يستحق النقد والتصويب؟ كلا، فهناك اختلالات وأخطاء لا يمكن السكوت عليها وتتطلب التصحيح لا التغاضي وعدم اللامبالاة، وهناك قيادات أضحت موالية للخارج، فاقدة لقرارها العسكري، حالها كحال القيادات السياسة، لا يهمها سوى المنصب والراتب، وهناك جرائم ينفذها بلاطجة باستخدام الرقم العسكري، ويجب محاسبتهم والتصدي لهم، لكن نقطة الخلاف تكمن في مدى استقلالية الناقد سواء كان فردا أم مكونا سياسيا وعدم تبعيته للخارج، وتكمن في مدى الهدف من النقد، إذ ثمة فرق بين من ينتقد متجردا من كل مصلحة ذاتية، بهدف البناء والتحسين وبين من ينتقد نزولا عن مصلحة أو إرضاء لجهة ما، بهدف الهدم والتخوين والتشكيك.
 
لقد صنعت المكايدات السياسية في السنوات القليلة الماضية، من ميليشيا الحوثي " قوة ثورية صاعدة" ومن الجيش "ميليشيا حزبية" ومن التدخل الخارجي "جهودا أخوية" ومن الساسة "رموزا مقدسة" ومن الخيانة "اجتهادا سياسيا"، وكانت النتيجة كارثية على البلد وأبناء البلد. هل من معتبر؟
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر