تعز عصية على مخططات الأعداء


سلمان المقرمي

  منذ خمس سنوات، تكثفت الهجمات المسلحة على محافظة تعز، لإسقاطها عسكريا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا، ليست الهدف الجغرافيا فقط، وإنما السكان والسياسة والثقافة والعمل المدني والحزبي، تدمير مؤسسات الدولة الضعيفة أصلا، إحياء النزعات المناطقية، وتحويل الأحزاب إلى أيديولوجيا تقوم مقام القبلية والطائفية.

حرب وحصار وتجويع تفرضه مليشيا الحوثي الانقلابية، يسانده خذلان التحالف من السعودية، وبجانبهم عدوان إماراتي واضح وخطير على البنية السياسية والاجتماعية والجغرافية والعسكرية، ويكمل فساد الحكومة والسلطة المحلية، ما ينقصه الخصوم من هجمات على تعز، وتغرق الأحزابُ المحافظةَ بصراعاتها ومحاصصاتها.

وبينما فشلت ثلاثمائة عملية اغتيال في تعز من تفجير حرب تقسم السكان إلى وقود حرب، وبقيت آثار تلك الدماء محدودة في صراع بين الدولة وأمراء الحرب، فإن عملية اغتيال العميد عدنان الحمادي –رحمه الله- ستفشل في جر المحافظة إلى انقسام اجتماعي وجغرافي وسياسي.

يعي السكان  في تعز، أن الحجرية ليست منطقة قبلية أو طائفية وإنما كانت تقسيما إداريا فرضته الإمامة البائدة للسيطرة على محافظة تعز، والمحاولات الحثيثة –حاليا- من قبل الإمارات وعائلة صالح وحلفائهم المحليين لن تنجح، ومحاولة تقسيم المديريات التي سلمت من المحرب على مناطق غنيمة يتقاسمها بعض من يمنون أنفسهم بالتحول إلى أمراء حرب لن يكون، فكل العوامل السياسية والاجتماعية والثقافية والوطنية تصير في غير صالحهم.
 
بغض النظر عن الطريقة التي قتل بها العميد الحمادي، وسواء كانت العملية جنائية –وفق ما نشر مقربون من العميد- أو غير ذلك ، فإن هدف إشعال معركة في تعز تسقط الدولة وتقسم المحافظة إلى مربعات أمنية خاضعة لأعداء المحافظة لا تخفى على السكان، ذلك أن الشارع يعي جيدا بفطرته حجم العدوان على المحافظة.

إن التقسيم الذي فرضاه مليشيا الحوثي بسيطرتها على منافذ تعز وحدودها، وسيطرة الإمارات على الشريط الساحلي للمحافظة، ليس له مستقبل، وستعود تلك المناطق إلى مواقعها الطبيعية رغم كل المحاولات الهادفة إلى تغيير التركيبة السكانية والاجتماعية والثقافية، ولن تكون الحوبان إلا جزءا من المدينة الصناعية التي تشكلها تعز، ولن تكون المخا إلا جزءا من الشريط الساحلي للمحافظة بسكانها.

وكما يرفض السكان في تعز عبر مقاومتهم وفعالياتهم الحزبية والمدنية والثقافية قلب نظام الحكم وتمزيق البلاد، فموقفهم من السيطرة على سلطة المحافظة بالقوة وتقسيمها وتشتيتها أقوى بكثير وأشد تمسكا بالدولة والوضع الطبيعي للمحافظة.
 
 
 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر