الحوثي في أضعف حالاته


سلمان المقرمي

 خلال الشهرين الماضيين زادت الاغتيالات والقتل في صفوف قيادات مليشيات الحوثي السلالية، وصُفي العديد من القادة الذين خدموا الانقلاب خصوصا في محافظة عمران، بعض التصفيات كانت جهارا نهارا، لكن بعض التصفيات الأخرى كانت سرية ولم يعرف أحد عن دوافعها.
 
مثل مقتل إبراهيم الحوثي شقيق عبدالملك الحوثي دلالة واضحة أن المليشيات تعاني صراعا شديدا داخل أجنحتها وصفوفها، على مستوى الأسرة الإمامية الحوثية، ولم يكن كثرة القرارات الحوثية بتدوير رجال الأسرة في المناصب العليا في المناطق المحتلة من قبلهم سوى انعكاس لاحتدام الصراع فيما بينهم، خصوصا حين نشاهد تغييرات تطال عبدالكريم الحوثي ومحمد علي الحوثي وغيرهم.
 
ومثَّل حل جهازي الأمن السياسي والأمن القومي في صنعاء أحد علامات الصراعات المستمرة في صفوف المليشيات ومحاولة منها لتلافي الصراع، خصوصا مع انتشار الجرائم الجنائية بشكل كبير وفق اعترافات المليشيات التي قدرت أن جرائم القتل والشروع في القتل في مناطق سيطرتها تصل إلى عشرين جريمة يوميا خلال الستة الأشهر الأولى من العام الجاري.
 
وقبل أن تصل الصراعات إلى مستوى أسرة الحوثي نفسه ورجالاتها كانت الصراعات محتدمة فيما بينهم عند الصف الثاني من عصابات المليشيات الحوثية، مثلت مدينة إب أحد أهم مسارح الصراعات وتصفية الحسابات بين أجنحة المليشيات السلالية، وصلت فيما بينهم إلى حرب واختطافات وقتل وأسر وتعذيب.
 
كما أن قدرة الهجمات الحوثية في الجبهات ضد الجيش في أضعف حالاتها؛ شهدت تعز خلال العام الجاري حربا ضروسا بين الشرطة وبين العناصر الخارجة عن القانون، وكذلك مدينة مأرب بين الجيش وبين الحوثيين من الأشراف من الخلايا النائمة، وشبوة بين الجيش وبين عناصر النخبة المدعومة إماراتيا، وحتى عدن،بالإضافة إلى سحب الإمارات قوات كبيرة من الحديدة وإرسالها للقتال في عدن ضد الحكومة، إلا أن المليشيات الحوثية لم تستطع أن تقوم بهجوم واحد على القوات الحكومية سواء في مأرب أو البيضاء، أو شبوة وأبين وتعز والحديدة.
 
تلك الحقائق العسكرية، يمكن مقارنتها مع قدرة المليشيات الحوثية قبل سنوات قليلة من فتح عشرات الجبهات في مختلف المحافظات وصارت اليوم عاجزة عن فعل شيء.

وبناءا على ذلك يمكن القول إن  التجهيز لحرب شاملة تنسف الخطوط الدفاعية الأولى للمليشيات الحوثية في أكثر من جبهة قد تمكن من نصر مؤزر على المليشيات في عدة محافظات مثل تعز أو مأرب باتجاه خولان.

وفي هذا السياق والحقائق العسكرية يمكن قراءة الحوار الأمريكي الحوثي الذي اعترف به الحوثيون على خجل، فلا يمكن للحوثيين أن يدخلوا في حوار مادامت لديهم القدرة العسكرية، ذلك تاريخ الإمامة طوال ألف عام.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر