حكومة الواهمين


سلمان المقرمي

  كثرت الأحاديث في الأيام الماضية عن تعديل حكومي وشيك في طاقم معين عبدالملك، وأكثر من ذلك تسريبات عن صراع محموم بين أجنحة السلطة في اليمن والأحزاب على ترشيح قياداتها ومواليها في هذه المناصب.

ما تسرب من الصراع المحموم على السلطات والحكومة المزعومة يبدأ من شخص الرئيس هادي ونائبه وحلفائهما ورؤساء الأحزاب وشيوخ القبائل وحتى كبار التجار.
 
على مستوى رئيس الحكومة يريد معين عبدالملك إثبات جدارته في منصب رئيس الحكومة ضد طامحين كثر، لا أول لهم ولا آخر.

في مستوى وزارة الخارجية ينشط معمر الإرياني لتولي المنصب، بعد أن اشتهر بتغريدة فارس في مشيته في وزارة الإعلام، وعدة تغريدات أخرى يعتقد أنها المؤهل اللازم لتولي وزارة الخارجية.

في مستوى وكلاء وزارة الإعلام وجلهم من الصحفيين السابقين والحزبيين يقودون حملات قوية في وسائل التواصل الاجتماعي وجروبات الواتس على أهمية ترشيح الإرياني وزيرا للخارجية وأنه إنسان نشط ويستحق المنصب، أملا في تولي وزارة الإعلام، الطامحون في هذه الوزارة كثر من فئة السياسيين الجدد.
 
أما الرئيس المبجل ونائبه الذين كان لهم دور في الحكومة والحكم في اليمن من قبل ميلاد ثلثي اليمنيين فهم يجرون اللقاءات مع المكونات السياسية ويريدون تشكيل ائتلاف حكومي عريض، وأحيانا ينغمسون في إدارة الصراع بين هذه القوى بشكل يعتقدون أنه عبقري ولأجل المصلحة الوطنية.
 
أما طريقة الوصول إلى المنصب في حكومة هادي فهي متعددة، أولا التغريدات المقربة من السعودية وأشهرها على الإطلاق تغريدة الإرياني فارس في مشيته وهو في الأصل فارس عن ولي العهد السعودي. بمستوى مقارب وبعلاقات وثيقة بين معين والسفير السعودي يحاول رئيسا لحكومة الحفاظ على منصبه، أكثر الطامحين ارتأوا سلوك ذات الطريق التي تسلكه المنظومة كلها، وهي التغريدات للوصول إلى السلطة. وتلك – في الحقيقة- وسيلة مثلت المعيار الأهم في قرارات هادي في المنفى.
 
غير أن شيئا واحد يجمع هؤلاء الخصوم كلهم، أنهم بلا عمل ولا مؤسسات وأعمالهم كلها لا ترى إلا في تويتر وأحيانا في وكالة سبأ، وينمو في عهدهم فقط الكروش والأرصدة البنكية وتتراكم سفرياتهم وصورهم في هذه السفريات.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر