حرب الوعي


فكرية شحرة

 إننا لا نكتب ..نحن نستغيث فقط؛ نصرخ بشكل مهذب؛ ونلعن صمتكم بكل صدق.
 
الكيانات المنظمة هي التي تصل إلى هدفها في وقت أسرع وتحقق أهدافا ناجحة أكثر.

في مجتمع مفكك تتناوشه القبيلة والحزبية والأهواء الشخصية وسحر السلطة الأخاذ.

تنظيم الهاشمية خير مثال على هذه التنظيمات.

المؤكد أن الحوثية ليست سوى أداة لفكر وتنظيم الهاشمية ولا يعدو عبدالملك الحوثي وأخيه سوى رموز من ورق يراد لها أن تسكن الذهنية الجمعية لليمنيين كرموز مبهرة أسطورية.

عقود طويلة يخططون لسقوط اليمن في أيديهم ثمرة لكل ترتيباتهم المتأنية وما سنوات الحرب الباردة هذه إلا جزء من ذلك التخطيط المسبق والمتفق عليه مع رعاتها.

هذه السنوات التي لا ندري كم ستمتد هي خلاصة النصر لكيان الهاشمية السياسية.

في هذه السنوات ترتكب الجريمة الكاملة في حق هذا الشعب من تجريف للعقول وإلغاء للهوية ووأد لحرية القول والفكر.

إن تأثير جرائم الفكر وتجريف العقول أشد فتكا من حروب الإبادة الجسدية فالضحية هنا هو المستقبل والحاضر لشعب بأكمله.

في منأى عما يدور خارج اليمن من مفاوضات وأكاذيب سياسية واستغلالا لحالة الفقر تدأب الهاشمية السياسية في فرض حاضنة شعبية فكرية لوجودها غير المشروع.

في صبر مشهود لتدرج خطواتها تسعى لغرس فكرها حول الولاية والحق الإلهي وتقديس رموز من قش في عقول الأجيال المتعطشة لوجود الرمز البطل.

 إنها تعمل بصمت ودون ضجيج تحت لافتات براقة من الاهتمام بعقول أبناء هذا الشعب.

تنشئ المراكز الصيفية وتفتتح الدورات وتقيم المحاضرات وتصل إلى أدنى المناطق وعيا وتغرس بذرتها الخبيثة لتجييش البسطاء باستنهاض فكرة التضحية من أجل الوطن.

شماعة العدوان ..كانت وما زالت أجمل النعم التي فتحت أبواب الرخاء والثبات للحوثيين.

لن نقول هدية السماء فالسماء لا تساند الظلم ولكنها هدية النظام الدولي لتنظيم يخدمها.

لولا هذا العدوان الذي ضاعف مأساة اليمنيين وصرف أذهانهم عن عدوان داخلي أشد قبحا لعدوان خارجي أشد غباء لاختلف الوضع منذ زمن طويل.
الآن تقوم دول رعاة الحرب بإتاحة الفرصة الزمنية لهذا التنظيم كي يوطن لفكر جديد وثقافة مجتمعية جديدة.

كل هذه المظاهر التي تتناولها الأقلام بسخرية من ترديد الصرخة في المساجد والمدارس وإقامة الاحتفالات الطائفية الدخيلة علينا والتدرج في تغيير المناهج المدرسية وتقديس ملازم الحوثي.

وفرض القداسة لشخوص على أنهم مناضلون من أجل الشعب ويحملون فكر هذه الجماعة.

إنهم ينشطون كأزيز الذباب عبر الإذاعات المحلية؛ في الجوامع والشوارع حيثما تصرف نظرك تجد لافتاتهم وخرافات شعاراتهم الزائفة.

يفرضون ملازمهم على طلاب الجامعات ليدرّسها الدكاترة وعلى التلاميذ في مراكزهم الصيفية يحاصرون العقل اليمني في كل اتجاه فكيف لا يثمر هذا الضخ المركز لذات الفكرة ؟

كل هذه المظاهر وغيرها كثيرة جدا تستوطن بمرور الوقت ذهنية اليمني كحقائق وما أسهل تزييف حقائق التاريخ.

إن مستقبل أبنائنا في خطر وهم الفئة المتلقية النقية التي يُحفر فيها التلقين منذ الصغر وهذا ما تركز عليه هذه الجماعة العنصرية بدقة أكبر.

نحن أمام حرب فكرية أشد شراسة وقبحا لتجريف الهوية اليمنية والعقيدة الصحيحة دون أن يكون هناك حواجز صد من تربية وطنية كانت وما زالت هزيلة.

لا نعول على وعي الشرعية لما يحدث فهي خواء من الداخل؛ ولعل البيت اليمني هو حاجز الصد الوحيد أمام ما يحدث من جرائم فكرية.

الأمر أكبر من سلطة الأنظمة كلها ..وما يحدث لن يقف أمامه سوى سلطة الوعي المواجه.

فهذه حرب العقول في مواجهة العقول.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر