الموت المتفشي بالمجان منتج "حوثي"


مختار المريري

 تناول بعض القضايا الكبيرة بسطحية مفرطة، أو بعاطفة متبلدة، هو السائد المعروض..
 
 أن ينتحر أحدهم؛ أن تشعل أم النار في البيت على نفسها وأولادها الصغار؛ أن يقتل أب أبناءه بشكل جماعي ويمضي باحثا عن مكان يختبئ فيه لينجو من نظرة الناس وسوط العقاب...؛ ثم يُتهم الجوع وحده بذلك، وهو بريء من أغلبها واقعا، تفسير غير منطقي!!
 
فهل تكون الحاجة والجوع سببا رئيسا في ذلك؟!
تعددت الظروف المرة التي نعيشها، ويعيشها إخواننا وأهلنا في صنعاء، والمناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثيين خصوصا. ولها أشكال كثيرة من المخالب والانياب التي تنهش الذهن، وتسلب الوعي، وتسيطر عليك من كل اتجاه..
 
فهي تملي على جوارحك، طبيعة الفعل السلبي المرعب، كحل مناسب يقيك الضغوطات المتراكمة والمتنمرة أمامك كل لحظة، فتقوم بتنفيذه خارج الوعي، ولم تعد أنت مالكا لتفكيرك، ولا مسيطرا على جوارحك؛ بل تجعلك مقتنعا بأنك وجدت الحل الأمثل للتخلص من الألم ...!!
 
كثرت قصص القتل والانتحار، لأسباب متعددة. فلم يكن الجوع والفقر سببا وحيدا لذلك. لكن ذلك التفسير المعلب والجاهز، والمجان السهل؛ مستعد، بدون طلب، ليقوم بدوره الساذج دون أي اشارة إلى المجرمين الحقيقين، الذين لم يتركوا وسيلة قذرة إلا واستخدموها، دون حياء، أو خجل، أو خوف، وفقا لمدخلات عقائدية؛ دينية؛ سلالية؛ يشعرون بعدها بأنهم قاموا بواجب ديني شرعي مهم، خدمة للدين وقرناء القرآن وأبناء الأنبياء!!
 
يتناسى الناس، والجهات، والمنظمات، والعالم من حولنا، طبيعة الحكم السادي الذي تمارسه العصابات الحوثية؛ البدوية البدائية؛ الدينية؛ المتخلفة...؛ فما ظهر على السطح، من القضايا الجنائية المرعبة والجديدة، ليست رقما حقيقيا، ولا قريبا منه، مقارنة بما حدث ويحدث في الواقع ..!
 
فالواقع متخم بقضايا الاختطاف للنساء والأطفال، والاغتصابات، والزواج، والتجنيد الاجباري للأولاد، والنهب والسلب، والمصادرة للممتلكات- أغلبها مصادر دخل محدودة ووحيدة ...!
 
 تعرض، ويتعرض، أكثر من نصف المجتمع اليمني لسياسة فاشية نازية مركبة؛ سحق نفسي، ومادي، وروحي، تمارسه عصابات الانقلاب الحوثي في المدن والقرى التي يسيطرون عليها...
 
فهيمنة، وسطوة العنف، والقسوة، واللصوصية الحوثية، خلقت تلك الحالات والنفسيات المضطربة، التي تتصرف خارج الوعي الإنساني والتفكير الإيجابي؛ كمنتج دال، ومؤشر واضح فاضح، لطبيعة الذهنية الحوثية السياسية، وسادية المدخلات الفكرية والدينية المسيطرة، التي تبيح- كعقيدة ثابتة- دماء وأرواح وممتلكات الناس جميعا، ممن لا ينتمون إلى عرقهم وسلالتهم، باعتبار ما دونهم عبيدا وخدما وسلع تابعة لهم، وصية من الله وجدهم النبي الخاتم، حد افترائهم المتوارث!!
 
نحن بحاجة إلى جدية وإخلاص الحكومة الشرعية والتحالف العربي، في مسألة تحرير العاصمة صنعاء، وبقية المدن، لتخليص الشعب اليمني من هذا الطاعون الحوثي المدمر، واستعادة الدولة بصورة عاجلة.
 
وإذا لم يستدرك الأمر، بالسيطرة عليه اليوم، بدعم جيشنا اليمني في جبهات القتال، ودعم الحكومة الشرعية لإعادة تفعيل مؤسساتها السيادية بصورة طبيعية، فإنه سيستشري بقوة، ملتهما الجزيرة العربية بأكملها، ولن ينجو أحد، فقد اتضح للجميع بأن لهذا الطاعون أجنحة دولية تساعده على العبور والانتقال بثقة، عابرا لحدود الدول والمحيطات.. ولات حين مناص.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر