منذ تولي المبعوث الدولي مارتن غريفيث مهمته في اليمن في أواخر فبراير الماضي بدأت مليشيا الإمامة السلالية بشن هجمات جديدة وقوية بشكل لم يسبق أن قامت بها من قبل دون أن يدين أي تصعيد حوثي.
 
في زيارته الأولى إلى المليشيا في صنعاء شنت المليشيا الانقلابية قصفا بسبعة صواريخ دفعة واحدة على مطارات في الرياض ومدن سعودية أخرى ولم يتحدث غريفيث بكلمة عن صواريخ استهدفت مقرات ومؤسسات مدنية.
 
وفي كل زيارة للمبعوث الدولي -الموكل إليه مراقبة تنفيذ الأطراف اليمنية للمبادرة الخليجية والقرارات الدولية الملزمة بشأن اليمن بما فيها القرار 2216 – تقوم المليشيا الحوثية بتصعيد خطير بالصواريخ والطائرات المسيرة وأخيرا الملاحة الدولية.
 
وفيما نجح المبعوث الدولي إيقاف معركة الحديدة التي انطلقت في الثالث عشر من يونيو الماضي وتوقفت في عشرين من ذات الشهر بعد أن وصلت طلائع الجيش إلى مطار الحديدة، صمت كليا عن التصعيد الحوثي الخطير ضد الملاحة الدولية.
 
وبينما تلقى المبعوث الأممي قبل أيام ردا مكتوبا من الحكومة اليمنية تجاه مبادرته بشأن معركة الحديدة استقبلته السلالة الإمامية المدعومة من إيران بزورق مفخخ في البحر الأحمر، وأثناء ضيافته في صنعاء للحديث معهم حول ردهم عن مبادرة الحديدة قاموا بشن هجمات استهدفت ناقلتي نفط عملاقتين تابعتين لشركة أرامكو السعودية، وأصاب الهجوم الحوثي إحدى السفن بأضرار خطيرة ، وبصعوبة نجا باب المندب من كارثة بيئية فيما لو كان تسرب النفط من الناقلة.
رغم ذلك صمت المبعوث الدولي كليا وابتلع لسانه بينما يعد من صميم عمله تحديد المهدد لأمن وسلامة العملية الانتقالية في اليمن ومهدد الأمن والسلام  الدولي في المنطقة.
 
برأي مراقبين فإن المبعوث البريطاني غريفيث يعمل بعيدا عن مهمته الأساسية وتحول إلى مبعوث يعمل فقط على إمكانية جمع طرفين متحاربين بغض النظر عن مدى شرعية كل طرف، لينسج حلا يمهد لشرعنة الأمر الواقع لإدخال اليمن حالة من اللا حرب واللا سلم لتتمكن المليشيات الهاشمية من اليمن وتصبح بؤرة استنزاف لتهديد واستهداف المملكة استراتيجيا وماليا واقتصاديا، وفي هذا السياق يعمل المبعوث الدولي بخبرة  بريطانية لهم علاقات وثيقة مع الإمامة منذ عقود طويلة.
 
 
وأمام هذه الانحراف الخطير من قبل المبعوث الدولي فإنه يجب تذكير غريفيث أنه جاء لليمن ضمن قرارات دولية ملزمة ووفقا لمواثيق الأمم المتحدة التي ترفض الاعتراف بالانقلابات المسلحة والنتائج المترتبة على انقلابات الجماعات الإرهابية بأسلحة أقوى من أسلحة الجيوش النظامية للدول الشرعية، أو أن يتخلى عن مهمته كمبعوث للأمم المتحدة ويتحول إلى مبعوث إنساني تابع لأي منظمة حقوقية أو إغاثية.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر