رسالة واضحة وجهها الشيخ عبدالوهاب معوضة إلى أكابر مجرمي السلالة في عتمة بعد أكثر من عام على انهزامه أمامهم في معاركه التي خاضها ضدهم لمدة ثلاث سنوات، يتوعد السلالة المتورطة بنسف وتفجير المنازل وتهجير الناس ومصادرة أموالهم بدفع الثمن، وكما قال إن المعتقلين  سيعلقون المجرمين يوما، يراه هو قريبا جدا.

عكست فحوى رسالة معوضة وعيه الشامل بطبيعة المعركة القائمة بين الجمهورية والإمامة وتشعباتها الدقيقة وأدواتها الفاعلة والحاسمة، ذلك أن معركة عتمة اندلعت في بادئ الأمر في 2015م باقتحام المليشيا السلالية بأطقمها المدججة بالسلاح لمركز المديرية المسالمة، فأخرجها أبناء عتمة بقوة السلاح وحفظا لماء الوجه تم الانسحاب الإمامي بوساطة قبلية على وقع انتصار معوضة. انتصار لم يحوله معوضة والمقاومة إلى انتقام ولا عمليات سلب ونهب وتفجيرات وإذلال.
 
لكن الأيام دارت وشنت المليشيا حربا ضروسا ضد عتمة  في 2017م انتهت باقتحامها وهزيمة المقاومة التي انسحبت أو قتلت أو جرحت وأسرت. لتتصور السلالة الإمامية المتورطة بالدم أنها نهاية للصراع وحسم أبدي لعتمة، وبالتالي فتح المجال أمامها لإذلال الناس وقمعهم وتشريدهم وتركيعهم ومصادرة أموالهم وتفجير منازلهم، ولم يقتصر الإجرام السلالي على فئة المقاومة في عتمة فقط، بل انحصر العدوان من قبل نقائل بيت الجرموزي والسلالة على كل مواطن في عتمة.
 
والحقيقة أن الإذلال الإمامي لعتمة ليس استثناءا أو طارئا بل ينبع من صميم العقيدة السلالية الكهنوتية بإذلال الناس وإفقارهم وانتهاك حرماتهم، لكن الفارق والاستثناء هو الموقف الصارم من قائد عتمة تجاه هذه السلالة المتورطة بالإجرام.
 
وبدون أي عنصرية وبأخلاقية رفيعة ودقيقة توعد معوضة بأخذ العدالة من المتورطين من السلالة وخاصة بيت الجرموزي وعملائهم: البيت بالبيت والنفس بالنفس والمال بالمال والأرض بالأرض. وكما لم يردع عاقل الإمامة من الإيغال في إجرامها أرسل معوضة رسالة للسلالة ومواليها المتخفين بالحياد يحذرهم لحظة النصر من أي تدخل محتمل يردع المظلومين عن أخذ حقهم، فهؤلاء الصامتون الآن أمام جرائم الكهنوت هم متواطئون مشتركون معها فعلا بصمتهم.
 
غير أن رسالة معوضة فتحت آفاقا جديدة لمناهضة الإمامة يمكن توظيفها في مقاومة الكهنوت الحوثي وهي بحشد ضحايا الإمامة وتوجيه غضبهم وآلامهم لهزيمة السلالة بدلا من انتظار تقدم قوات الجيش الوطني لتحريرها، وتلك أولوية ملحة تنقل المعارك إلى عمق مناطق المليشيا التي تظنها خاضعة لها.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر