مأرب.. ازدياد سكاني يقابله ندرة في المساكن وارتفاع بالايجار

ما تزال أزمة الإسكان في محافظة مأرب قائمة مع توافد مستمر للنازحين من مختلف المحافظات اليمنية إليها باعتبارها المحافظة الأكثر أمنا من بين المحافظات التي حررتها الحكومة الشرعية من قبضة الانقلابين.

ويعيش في المحافظة قرابة مليون مواطن يمني 70% منهم نازحون من محافظات أخرى وهو الأمر الذي شكل اختناق سكاني كبير في المحافظة خصوصا مدينة مأرب عاصمة المحافظة حيث تعيش أكثر من أسرة في شقة واحدة في كثير من المساكن فيما تكتفي بعض الأسر بالسكن في غرفة واحدة كبديل للشقق أو دكان تجاري أو خيمة في مدينة صغيرة لم تكن مؤهلة لاستيعاب هذا العدد الكبير من النازحين .

وتؤرق مشكلة الإيجار الساكنين بعدما ارتفعت أسعار الشقق السكنية ثلاثة أضعاف الوضع الطبيعي بالإضافة إلى عدم وجود مصادر دخل فأغلب المستأجرين  منتسبون للجيش والمقاومة وموظفين فقدوا أعمالهم في المحافظات الأخرى ويعيشون بمعونات توزعها بعض الجهات الإغاثية والإنسانية ما يضطرهم لدفع مرتباتهم كاملة للإيجار.

تجاهل حكومي

وكانت السلطة المحلية في المحافظة، ناقشت منتصف أغسطس الماضي، مشكلة ارتفاع الإيجارات من قبل أصحاب المباني السكنية وملاك العقارات ومعاناة المواطنين، خاصة النازحين بسبب الارتفاع الكبير في إيجارات الشقق السكنية والمحال التجارية.

وشكلت حينها لجنة برئاسة مدير عام أراضي وعقارات الدولة وعضوية مدراء عموم مكاتب الأشغال العامة والشؤون القانونية والسياحة والمجلس المحلي في مديرية المدينة وشرطة المديرية، لوضع آلية خاصة بالإيجارات وتحديد ما يتناسب مع أوضاع المواطنين والنازحين غير أن هذه الجهود لم تثمر حتى الآن.

همّ الايجار

في الوقت ذاته يبحث الكثير من النازحين عن أماكن للسكن حتى يتمكنوا من استقبال اهاليهم القادمين من محافظات أخرى والبعض منهم يسكن في غرفة في أحد الفنادق بأجور مرتفعة جدا.

يقول العقيد عادل قائد سعيد وهو ضابط في الجيش الوطني:" هجرونا قسرا من بيوتنا والان أعيش مع أسرتي في هذا الفندق وأدفع باليوم عشرة الف ريال هذا إجار الفندق فقط بخلاف الصرفة اليومية، ولا يمكنني الاستمرار مع عائلتي أكثر من أسبوعين بسبب هذه الاجور المرتفعة.

أما اياد أحمد عبيد  النازح من صنعاء يقول: "لأكثر من ستة أشهر وأنا أبحث عن شقة سكنية ولم أجد إلا شقق ومبالغها باهضة جدا لا استطيع تحملها فالبعض يطلب 100 الف ريال والبعض 150 الف ريال والبعض 200 الف ريال والذي يطلب 60 الف ريال يريد دفع أجور شهرين أو ثلاثة أشهر  مقدما ولا أسطيع دفعها وما زلنا نعاني حتى اللحظة، ونطالب الرئيس والحكومة والجيش الوطني بسرعة الحسم والتحرير كي نعود الى بيوتنا ومزارعنا".

معاناة النازحين

ويعيش النازحون ظروف صعبة وقاسية جدا ويجددوا مطالبهم للسلطة المحلية في محافظة مأرب بالنظر الى هذه المشكلة وايجاد الحلول اللازمة للتخفيف من معاناتهم، وبالرغم من ارتفاع الاجور بشكل كبير الا ان مارب لا زالت وجهة اليمنيين لشعورهم فيها بالأمن وتوفر الخدمات وعلى رأسها الكهرباء والنفط أفضل من غيرها من المحافظات المحررة .

ويقول محمد أحد النازحين يقول: "أنا كل ما أجمعه طوال الشهر  أدفعه لإيجار شقتي المكونة من غرفتين صغيرتين ومطبخ ودورة مياه واحدة وأنا اقوم بدفع خمسين الف ريال ولولا رحمة الله والجهود الاغاثية المقدمة من مركز الملك سلمان ودولة الامارات وغيرهم لما استطعنا ان نقاوم سوء الظروف المعيشية في هذه المدينة بالرغم من توفر الامن والخدمات".

 

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر