روسيا: الهجمات الأمريكية ـ البريطانية في اليمن قد تؤدي إلى نسف جهود إحلال السلام

حذّرت روسيا الاتحادية من تداعيات الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في اليمن على جهود إحلال السلام، والوضع الإنساني المتفاقم في البلاد التي تشهد صراعاً مسلحاً منذ تسع سنوات.
 
جاء ذلك في حوار للقائم بأعمال السفير الروسي لدى اليمن، د.يفغيني كودروف، مع وكالة "تاس" الروسية، حول مستجدات الأوضاع في اليمن، أطلع عليه "يمن شباب نت" وترجمه للعربية.
 
وقال كودروف: "حتى الآن، تستهدف الضربات الأمريكية والبريطانية، بحسب المعلومات الواردة إلينا، أهدافًا عسكرية لحركة الحوثيين ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تجبر مثل هذه الإجراءات الحوثيين على إعادة النظر في خططهم".
 
وأضاف: "وفي مثل هذا الوضع، قد تقرر واشنطن ولندن، كما يخشى الكثيرون، توسيع نطاق ضرباتهما. وقد صدرت بالفعل تصريحات حول إمكانية حدوث مثل هذا التطور للأحداث من البيت الأبيض. وفي هذه الحالة قد يتأثر المدنيون اليمنيون ومنازلهم وممتلكاتهم بشكل مباشر. والوضع الاقتصادي العام في اليمن، الذي بدأ للتو في الانتعاش قليلاً خلال العام ونصف العام الماضيين بموجب شروط الهدنة، سوف يتفاقم حتماً مرة أخرى بسبب القصف".
 
وتابع القائم بأعمال السفير الروسي "ظل الوضع في الجمهورية اليمنية الصديقة لروسيا صعبًا للغاية لسنوات عديدة بسبب الأزمة العسكرية والسياسية الحادة في هذا البلد. ووفقا للأمم المتحدة، فإن الوضع الإنساني في اليمن هو من الأسوأ في العالم".
 
وأردف قائلا: "لتحسين حياة المدنيين، الذين اعتادوا على البقاء على قيد الحياة في ظروف صعبة للغاية، من الضروري زيادة إمدادات الغذاء والدواء والسلع الأساسية للبلاد، وليس قصف البنية التحتية، التي دُمرت بالفعل إلى حد ما بسبب سنوات عديدة من الأعمال العدائية".
 
وفي إجابته حول تأثير الغارات الأمريكية البريطانية على عملية التسوية في اليمن، قال كودروف "مما لا شك فيه أن تصرفات ما يسمى بـ "التحالف" البحري الغربي يمكن أن تؤثر سلبًا ليس فقط على الوضع الإنساني في اليمن، بل أيضًا على العملية الصعبة بالفعل لحل النزاع اليمني.
 
وأضاف "يمكننا أن نقول بثقة أن تأثير المغامرات العسكرية الأمريكية البريطانية في البحر الأحمر على احتمالات التسوية اليمنية سيكون سلبياً. وفي أحسن الأحوال، سيتم تأجيل التوقيع على "خارطة الطريق"... وإطلاق العملية السياسية في اليمن الذي طال انتظارها لبعض الوقت. وفي أسوأ الأحوال، مع تصاعد التوتر على نطاق واسع، فإننا نخاطر بخسارة الكثير، إن لم يكن كل المكاسب التي تحققت على مدى العام ونصف إلى العامين الماضيين. وبطبيعة الحال، يجب القيام بكل شيء لتجنب ذلك".
 
وأشار كودروف إلى أنه ورغم موافقة الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي على الهيكل العام لـ"خارطة الطريق" للتسوية اليمنية التابعة للأمم المتحدة، فإن بعض الخلافات لا تزال قائمة حول عدد من القضايا. ويواصل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إجراء مشاورات مع الأطراف لإيجاد حلول وسط.
 
وأكد القائم بأعمال السفير الروسي، دعم بلاده بشكل كامل لجهود المبعوث الأممي للتوصل إلى سلام دائم في اليمن، موضحاً أنه وفي إطار اتصالاته مع كافة القوى السياسية الرئيسية في اليمن، يحاول إقناع الأطراف بممارسة ضبط النفس والبحث عن حلول وسط من خلال المفاوضات.
 
وأضاف "نحن مقتنعون بأن نهجنا المبدئي في الحوار مع جميع الحركات الرئيسية في اليمن هو النهج الصحيح الوحيد، وقد صمد أمام اختبار الزمن. وكما أظهرت سنوات من المواجهة العسكرية، أن الصراع في اليمن ليس له حل بقوة السلاح".
 
وختم كودروف القول "آمل أن تساعد جهودنا في وقف تصعيد آخر في اليمن وفي النهاية تحقيق عملية سلام مستدامة في هذا البلد. لقد احتاج اليمنيون إلى السلام منذ فترة طويلة".
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر