مسلحون يختطفون أمريكيا في صنعاء..بعد أقل من عام على اختطاف أثنين وموت أحدهما تحت التعذيب

[ الصورة للمواطن الامريكي "جون هيمن" الذي أختطفه الحوثيون العام الماضي من مطار صنعاء ولقى حتفه بعد أيام من التعذيب ]


أختطف مسلحون، يعتقد أنهم يتبعون ميليشيات الحوثي المتمردة، معلما أمريكيا من أحد المعاهد في العاصمة اليمنية صنعاء، يوم الثلاثاء الماضي.

ونقلت وكالة "رويترز"، أمس الأربعاء، تأكيدات شهود عيان قالوا إن مسلحين يرتدون ملابس مدنية دخلوا إحدى المدارس بالعاصمة صنعاء يوم الثلاثاء وأجبروا المعلم على ركوب سيارتهم أمام زملائه والطلاب الذين كانوا ينظرون في ذهول.

ولم تشر الوكالة إلى اسم المدرسة، أو الجهة التي قامت بالاختطاف. وكانت معلومات متداولة كشفت أن المختطف الأمريكي يعمل مديرا في أحد المعاهد الشهيرة المتخصصة بتدريس اللغة الإنجليزية بالعاصمة صنعاء. حيث تسيطر ميليشيات الحوثي وحليفها الرئيس السابق صالح على العاصمة صنعاء منذ اجتياحها في 21 سبتمبر 2014، واستكملت انقلابها على السلطات الشرعية منذ مطلع العام الماضي.

وفيما لا يعلم حتى الأن أسباب الاختطاف، إلا أن ثمة معلومات تحدثت عن رفض الأمريكي الذي يدير المعهد منح الطلاب إجازة بمناسبة 21 سبتمبر، اليوم الذي اجتاحت فيه الميليشيات الانقلابية العاصمة صنعاء، وحولته إلى عيد سنوي. لكن لم يتسنى لـ"يمن شباب نت" التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر أخرى.

وذكرت وكالة رويترز، بحوادث خطف "عشرات الأجانب في اليمن في السنوات التي سبقت اندلاع الحرب الأهلية في مارس آذار 2015 عندما سيطرت جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء".

وهو تلميح، مع أنه قد يبعد الشبهة عن المتمردين الحوثيين، إلا أن ما نقلته الوكالة عن شهود عيان لبعض تفاصيل ما حدث، يستبعد أن يكون الخاطفون من ذلك النوع الذي المحت إليه الوكالة الدولية آنفا.

ونقلت رويترز عن معلم يمني بالمدرسة قوله: "أصبنا بالصدمة عندما دخلت المجموعة المسلحة المبنى. دخلوا إلى مكتبه واقتادوه إلى مكان غير معروف."

ونوهت الوكالة الإخبارية أنها لم تتلقى على الفور أي ردا على طلبها للتعقيب من مسؤولي الأمن المحليون (في صنعاء). لكنها أوردت تصريحات خاصة عن متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قالت فيها: "نحن على علم بتقارير عن احتجاز مواطنين أمريكيين في اليمن. اعتبارات الخصوصية تمنعنا من الادلاء بمزيد من التعقيب على هذه القضية".

وأشارت الوكالة في خبرها، إلى أن الحوثيون اختطفوا، على مدى الصراع اليمني المستمر منذ 18 شهرا، عددا من الأمريكيين بتهم التجسس. دون أن تقدم اية تفاصيل أخرى، عدى اكتفائها بلفت الانتباه إلى أن "الحوثيون المدعومون من إيران يتهمون الولايات المتحدة بتسليح ودعم التحالف الذي تقوده السعودية والذي تدخل في الصراع اليمني إلى جانب الحكومة المنفية المعترف بها دوليا".

سوابق اختطاف وقتل أمريكيين بصنعاء   

في وقت سابق من شهر يوليو الماضي، رفعت أسرتي مواطنين أمريكيين دعوى قضائية لدى المحكمة الفدرالية بواشنطن للحصول على تعويض، نتيجة تعرضهما للاختطاف والتعذيب من قبل الحوثيين نهاية العام الماضي في صنعاء، ومقتل أحدهما (من ولاية فرجينيا) جراء التعذيب بعد أيام قليلة من الاختطاف.

وكان المتمردون الانقلابيون المسيطرون على العاصمة صنعاء، اختطفوا في 20 أكتوبر العام الماضي، كل من المقاولين الأمريكيين: "جون هيمن" ورفيقه "مارك ماكاليستر"، بمجرد وصولهما مطار صنعاء الدولي مباشرة، بتهمة أنهما جاسوسان أمريكيان. وفقا لتقرير مطول نشرته مجلة "فرجينيا بايلوت" نهاية يوليو الماضي، وأطلع عليه "يمن شباب نت" في حينه.

وقالت المجلة أن المقاولان الأمريكيان قدما إلى اليمن للعمل على ترميم فندق شيرتون بعقد رسمي مع وزارة الخارجية الأمريكية التي تستأجر الفندق منذ فترة لقواتها العسكرية وبعض موظفيها الدبلوماسين، قبل أن تمنحه أخيرا لاستخدام مكاتب وموظفي الأمم المتحدة عقب تعليق السفارة الأمريكية بصنعاء أعمالها في 11 فبراير 2015 بسبب تدهور الأوضاع الأمنية أثناء ما كانت الميليشيات التابعة للحوثي والمخلوع صالح تقوم بتنفيذ انقلابها الأخير على السلطة.

وبعد مقتل المواطن الأمريكي الأول "جون هيمن" تحت التعذيب، توسطت سلطنة عمان لدى الحوثيين بتسليم جثته وإطلاق سراح المحتجز الأمريكي الأخر، والذي استلمته واشنطن في إبريل الماضي.    

وتتهم الدعوى، التي رفعها محامون عن الاسرتين، في يوليو الماضي، الحكومتين السورية والإيرانية بأنهما ترعيان الارهاب من خلال توفير الدعم المادي للحوثيين، الجماعة الشيعية المتمردة على الدولة. حسب وصف المجلة، التي أشارت إلى أن الدعوى القضائية استشهدت في هذا الجانب "بتقرير سري للأمم المتحدة لعام 2015، يذكر أن إيران قدمت الدعم العسكري للحوثيين في اليمن من خلال عمليات نقل الأسلحة وجلب الآلاف من المقاتلين الحوثيين إلى معسكرات الجيش في جنوب سوريا لكسب المعركة والتدريب على الأسلحة".

والمح تقرير المجلة الأمريكية، بناء على ما تضمنته الدعوى، إلى وجود تواطؤ أمريكي مع الحوثيين في قضية مقتل مواطنها "هيمن". حيث أشار التقرير إلى تبني الخارجية الأمريكية لرواية الحوثيين حول أسباب الوفاة، والتي تقول إنهم "وجدوه مقتولا في غرفته"، لكن تشريح الجثة في أحد المختبرات في قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاوير "خلص إلى أن سبب الوفاة كان نتيجة الخنق وأنه قُتل ولم يمت بشكل طبيعي". تضيف المجلة.

كما أكد تشريح الجثة أيضا "أن رأس هيمن كان به جرح كبير، وأضلاعه اليمنى مكسورة والعديد من السحجات والكدمات"، بحسب ما ذكرته المجلة الأمريكية نقلا عن الدعوى المرفوعة للمحكمة.  

 

 

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر