كشفت مصادر أكاديمية عن تراجع كبير في نسبة الإقبال على التسجيل في جامعة ذمار الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي بمختلف كلياتها بما فيها كلية الطب التي تم تمديد فترة القبول فيها، لأول مرة في تاريخها.

وقال الدكتور عبدالله صلاح، ‏أستاذ الأدب والنقد المشارك بكلية التربية جامعة ذمار، "بعد شهر ويزيد من فتح باب القبول والتسجيل بجامعة ذمار، بلغ عدد المسجلين من الجنسين في كلية التربية بأقسامها العشرة (١٧) طالبًا فقط". 

وأضاف في منشور له على صفحته في "الفيس بوك"، "وبلغ عدد المسجلين في كلية الآداب بأقسامها الثمانية (٩) طلاب فقط، وفي كلية العلوم التطبيقية بأقسامها الستة (٢ اثنان)، وفي كلية الزراعة بقسميها الزراعي والبيطري (١٧)".

وقارن الدكتور بين واقع الجامعة في 2002 واليوم؛ لمعرفة حجم الكارثة. مشيرًا إلى أن عدد طلاب المستوى الرابع فقط، قسم اللغة العربية في العام الدراسي (٢٠٠٢)،  في كلية التربية -الدفعة التي تخرج منها- كان (٥٠٠ خمسمائة طالب وطالبة).

وأكد الدكتور صلاح أنه "لأول مرة في تاريخ كلية الطب بجامعة ذمار، تمدد فترة التنسيق، ويؤجل موعد اختبارات المفاضلة". 

وعزا أستاذ الأدب والنقد المشارك بجامعة ذمار سبب تمديد فترة التنسيق بكلية الطب إلى "ضعف الإقبال على التسجيل"، لافتا إلى أن "الكليات الأخرى في الجامعة في طريقها إلى الإغلاق، رغم أن القبول فيها مفتوح بأية نسبة وبدون أية اختبارات".

واعتبر الدكتور عبدالله صلاح هذا العزوف من قبل الطلاب على التسجيل في جامعة ذمار الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، بأنه "مستقبل واعد وزاخر بالجهل المركب". حسب وصفه.

وأكد، أن استمرار وقف صرف المرتبات سياسة ممنهجة، هدفها الأول قتل إرادة الشباب، ونزع رغبتهم نحو التعليم، وما عزوف خريجي الثانوية عن مواصلة التعليم الجامعي إلا ثمرة من ثمرات سياسة وقف المرتبات، حسب وصفه.

يأتي هذا في ظل استمرار وقف مليشيا الحوثي صرف مرتبات الموظفين بمن فيها الأكاديميين في الجامعات الخاضعة لسيطرتهم، ورفضها كل الحلول الأممية والمبادرات الحكومية بشأن المرتبات.

جدير بالذكر أن الحكومة كانت قد بدأت بصرف مرتبات الأكاديمييين في الجامعات وعدد من المؤسسات الأخرى الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي قبل أن تقوم بإلغاء العملة الجديدة، ومنعها من التداول في مناطق سيطرتها.