مؤسسة أمريكية: واشنطن تعتزم إعادة 77 قطعة من آثار اليمن المنهوبة بعد انحسار الصراع في البلاد

أعلنت مؤسسة 'سميثسونيان'، يوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تعتزم إعادة 77 قطعة أثرية منهوبة إلى حكومة الجمهورية اليمنية.
 
وحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن العودة الفعلية للقطع المنهوبة إلى البلاد ستتأخر نظرا ً للصراع العنيف الحالي.
 
وأضافت: "خلال العامين المقبلين على الأقل، سيتم وضع القطع في متحف سميثسونيان الوطني للفن الآسيوي في واشنطن، حيث قد يتم عرض بعضها" بموجب اتفاقية مع الحكومة اليمنية.
 
ووفقاً للصحيفة تشتمل القطع الأثرية على (65 لوحة جنائزية، أو أحجار منحوتة، من شمال غرب اليمن، مؤرخة في النصف الثاني من الألفية الأولى قبل الميلاد، ووعاء من البرونز، و 11 صحيفة من مصاحف القرآن القديمة).
 
وأوضحت أنه "قد تم الاستيلاء عليها من تاجر فنون بنيويورك منذ أكثر من عقد من الزمان، ومنذ ذلك الحين، تم تخزينها، حيث أن الشراكة الجديدة، وهي أول إعادة للأشياء الثقافية من قبل حكومة الولايات المتحدة إلى اليمن منذ ما يقرب من 20عامًا، تعني أن البعض قد يخرج قريبًا من ظلام التخزين ويتم عرضه".
 
ولفتت إلى أنه قد "تم تسليم القطع إلى عهدة المتحف الوطني للفنون الآسيوية بعد ظهر يوم الثلاثاء خلال حفل أقيم في سفارة الجمهورية اليمنية بواشنطن، مع مسؤولين من وزارات الأمن الداخلي والدولة والعدل الأمريكية".
 
وقال محمد الحضرمي سفير اليمن في الولايات المتحدة في بيان "في ظل الوضع الحالي في اليمن، ليس الوقت مناسب لإعادة القطع الأثرية إلى البلاد".
 
وقال المتحف في إعلان الشراكة، وفقًا لاتفاقية الوصاية الأولية لمدة عامين، والتي يمكن لليمن طلب تمديدها، سيقوم المتحف بتخزين وتوثيق والعناية بالتحف وسيكون قادرًا على "عرض المجموعة لتعزيز فهم أكبر للفن اليمني القديم".
 
وأضاف أن اليمن "شهدت نهبًا شديدًا وتدميرًا لتراثها الثقافي المادي" خلال الحرب المستمرة منذ أكثر ثماني أعوام بين الحكومة المدعومة من السعودية وجماعة الحوثي المتمردة.
 
وتابع: "هذه الشراكة مع اليمن ستكون بمثابة نموذج مثالي لكيفية عمل المتاحف الأمريكية مع الدول الأخرى لرعاية المقتنيات الثقافية ومشاركتها مع جماهير واسعة".
 
من جهته قال تشيس روبنسون، مدير متحف الفن الآسيوي في مقابلة: "الوضع الحالي في اليمن مأساوي"، وأضاف "هذه مجرد لحظة صغيرة يمكننا فيها الاحتفال ببعض التعاون".
 
وتابع: "إنه يضمن الحماية الحالية للقطع الأثرية الثمينة من العصور القديمة في اليمن، ولكن ذلك يعني أيضًا أنه سيتم إعادتها عندما يقرر اليمن أن تلك الأشياء ستكون آمنة".
 
وأردف: إن عددًا قليلاً من الأشياء التي أعيدت إلى الوطن يمكن أن تنضم إلى المعرض الحالي تحت عنوان "اليمن القديم: البخور والفن والتجارة" حيث يمكن استخدامها لرواية قصة اليمن، وتدمير تراثها الثقافي، والعودة الناجحة للتحف المهربة.
 
ونظرًا لأن المتاحف قد تبنت بشكل متزايد إعادة الأشياء المسروقة من بلدان أخرى أو التي تم الحصول عليها في ظل ظروف متنازع عليها، فقد سعت مؤسسة سميثسونيان لتكون صوتًا بارزًا في النقاش حول كيف ومتى يجب إعادة الأشياء.
 
وقال لوني جي بانش ، سكرتير مؤسسة سميثسونيان، إنه يريد من متاحف المؤسسة تحديث ممارسات مجموعاتها، واعتمد العام الماضي سياسة إرجاع أخلاقية تنص على أن قضايا الإنصاف يمكن أن تتفوق على أي سند قانوني للأشياء التي قد تمتلكها.
 
وبسبب الحرب الأهلية في اليمن، والمخاوف بشأن عمليات النهب التي عززتها، كان المسؤولون الأمريكيون يضغطون بشكل عاجل لمصادرة أي عناصر من هذا البلد يتبين أنها دخلت الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
 
 ودخل متحف متروبوليتان للفنون أيضًا في اتفاقية قرض تعيد ملكية القطع الأثرية إلى بلد المنشأ ولكنها تسمح باستمرار عرضها من قبل المؤسسة. 
 
وتعد شراكة مؤسسة سميثسونيان مع اليمن أحدث مثال على التعاون بين متحف أمريكي وبلد المنشأ. 
 
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن وثائق المحكمة، فإنه قد تم تهريب القطع اليمنية إلى الولايات المتحدة في عامي 2008 و 2009 من قبل موسى خولي من بروكلين، المعروف أيضًا باسم موريس خولي الذي باع العملات القديمة والتحف من معرض مانهاتن ويندسور للآثار، الذي لم يعد نشطا ًحاليا.
 
وأضافت: "في عام 2012، أقر السيد خولي بأنه مذنب بالتهريب والإدلاء بأقوال كاذبة، وحُكم عليه بالسجن لمدة عام تحت المراقبة، وستة أشهر في الحبس في المنزل و200 ساعة من الخدمة المجتمعية، كما وافق على التنازل عن أي مطالبات بالأشياء المضبوطة".
 
ونقلت المحققين القول إنه شحن الأحجار الجنائزية المنحوتة البالغ عددها 65، والتي تزن حوالي 1000 رطل، عبر الإمارات العربية المتحدة، من خلال وصفها بأنها "رؤوس منحوتة من الحجر المزخرف" من الهند وتقييمها بمبلغ 75 دولارًا للقطعة الواحدة.
 
وتابعوا إنه حاول فيما بعد بيع اثنتين من الأحجار على أنها "منحوتات من الحجر الجيري" من اليمن والسعودية، أحدهما بمبلغ 700 دولار والآخر بمبلغ 2000 دولار.
 



مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر