ماذا تعني الهدنة في اليمن.. وهل تسعى مشاورات الرياض إلى إضعاف الرئيس هادي؟

اتفقت الأطراف في اليمن على هدنة على مستوى البلاد لأول مرة منذ عام 2016. من المفترض أن تستمر لمدة شهرين لكنها قابلة للتجديد، وهي أهم خطوة نحو إنهاء الأعمال العدائية منذ بدء الحرب قبل سبع سنوات، وكان هذا بمثابة فوز لوسطاء الأمم المتحدة والولايات المتحدة الذين حاولوا طوال العام الماضي صياغة اتفاق سلام دائم.
 
وتهدف الهدنة، التي تم الاتفاق عليها أواخر الأسبوع الماضي، إلى وقف جميع العمليات العسكرية في اليمن وعبر حدوده، كما ستسمح باستيراد الوقود إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، فضلاً عن السماح لبعض الرحلات الجوية بالعمل من مطار صنعاء، بحسب مبعوث الأمم المتحدة.

وصفت حرب اليمن بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يُنظر إلى الصراع على أنه حرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية وإيران، ويدور الصراع بين تحالف عسكري تقوده السعودية وجماعة الحوثي المتمردة، التي تدعمها طهران.  وقد رحب البلدان بوقف إطلاق النار.
 
وبالتزامن مع اعلان الهدنة، بدأت مشاورات في العاصمة السعودية الرياض بين الأطراف اليمنية برعاية من مجلس التعاون الخليجي، والتي رفض الحوثيين المشاركة فيها رغم دعوتهم لها، واقتصرت على الأطراف المختلفة التي تقاتل ميلشيات الحوثي وتعمل تحت إطار الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
 
وتفرعت مشاورات الرياض الى مناقشة القضايا اليمنية في عدد من اللجان المتخصصة أبرزها اللجنة السياسية واللجنة الأمنية، ولم تصدر أي تفاصيل حول الاتفاق بين الأطراف في المشاورات، سوى تسريبات عن توافق على دمج القوات الأمنية في غرفة عمليات موحدة.
 

الهدنة الأولى منذ 6 سنوات
 
وعن اختلاف هذه الهدنة عن الهدنة السابقة في العام 2016، قال بيتر سالزبوري، محلل شؤون اليمن البارز في مجموعة الأزمات الدولية، في مقابلة مع سي إن إن - ترجمها "يمن شباب نت" -:"الاختلاف الرئيسي مع وقف إطلاق النار السابق هو أنه محدد زمنياً - ومن المقرر أن يستمر شهرين - ولم يرتبط بعد بمبادرة أوسع تتجاوز الأهداف المحدودة للسماح بدخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة، وإعادة فتح مطار صنعاء أمام عدد من الرحلات الجوية، وبدء المحادثات حول الطرق المؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة"
 
هذه هي أول هدنة على مستوى البلاد منذ الفترة المحيطة بمحادثات السلام في الكويت في عام 2016. أشرف الحوثيون والسعوديون بشكل مباشر على وقف تصعيد القتال في عام 2019، وبالطبع تفاوضت الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار حول مدينة الحديدة في عام 2018.
 
وأشار سالزبوري "إن أفضل سيناريو للهدنة (الذي يجب أن نلاحظه هو اتفاق غير رسمي وفعال مع رقابة ذاتية، على عكس وقف إطلاق النار في الحديدة، والذي تمت مراقبته جزئيًا على الأقل من قبل الأمم المتحدة) هو أنه يؤدي إلى نوع من نمط الإيقاف، حيث شهدنا حول الحديدة: قتال متقطع، وقصف، وضربات جوية، لكن لا شيء يعتبره الطرفان انتهاكًا تاماً، وتحولًا كبيرًا في السيطرة على الأراضي".
 
وقال: "سيكون هناك بالطبع الكثير من التكهنات حول العلاقات مع الصفقة الإيرانية، لكني لم أر بعد أي دليل واضح على وجود روابط بين الامرين، في الواقع يبدو أن التحولات في الصراع الداخلي والحرب عبر الحدود بين الحوثيين والسعوديين - التي شهدت هجوم الحوثيين على الإمارات بالصواريخ والطائرات بدون طيار في يناير وفبراير - قد لعبت الدور الأكبر.  استعادت القوات المتحالفة مع الإمارات الأراضي من الحوثيين في يناير/ كانون الثاني وعقدت بشكل كبير جهودهم للسيطرة على مدينة مأرب والمحافظة بالقوة".
 
ورد الحوثيون بموجة جديدة من الهجمات على السعودية والإمارات، في الوقت الحالي على الأقل، من الواضح أن الوضع الراهن لا يخدم مصلحة الحوثيين أو السعوديين، لذا قد يسعون جاهدين من اجل الهدنة.


الرئيس هادي ومشاورات الرياض
 
وتسعى مشاورات الرياض (اليمنية-اليمنية) إلى الوصول لصيغة جديدة لتغيير هيكلة الرئاسة اليمنية، في حين كشفت مصادر عن خلافات في اللجنة السياسية بشأن مقترح بتعيين نائبين للرئيس عبد ربه منصور هادي، طرحه الانتقالي المكتب السياسي لطارق صالح المدعومان من الامارات.
 
وتطرح تلك الأطراف منذ بدء المشاورات إقالة نائب الرئيس الحالي علي محسن صالح، ويجري رفضها من قِبل حزب الإصلاح وممثلين آخرين، وعلى إثره تنفض الاجتماعات دون اتفاق، وفق ما تحدثت مصادر مطلعة، ويقول المعترضون على المقترح ان ذلك يخالف الدستور اليمني ولا يخدم المعركة ضد الحوثيين.
 
وقال بيتر سالزبوري الباحث في مجموعة الأزمات الدولية "أنه بالنظر إلى المحادثات الخليجية الجارية في الرياض، أعتقد أن هذا سؤال أوسع، يبدو أن السعوديين بدعم خليجي، يعملون على إعادة ضبط تركيبة حكومة [الرئيس عبد ربه منصور] هادي لتشمل مجموعة أوسع بكثير من الفصائل".
 
وأضاف في مقابلة مع سي إن إن: "من شأن ذلك أن يضعف دور هادي وتأثيره في السياسة، تخلق الهدنة مساحة أكبر لحدوث ذلك ويُزعم أن السعوديين دفعوا للحكومة، لذا أظن أن هادي غير سعيد بما يحدث".

ومساء أمس الأربعاء، كشفت مصادر إعلامية أنه تقرر تأجيل اختتام مشاورات الرياض إلى موعد غير محدد، والذي كان من المقرر اختتامها اليوم الخميس 7 إبريل/ نسيان الجاري، ويأتي التأجيل عقب خلافات في اللجنة السياسية على مقترحات تتعلق بتعيين نواب للرئيس هادي.

المصدر: يمن شباب نت + سي إن إن

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر