الوديان الخضراء والشلالات الطبيعية.. حدائق يتنفس منها سكان تعز

بعد أيام قليلة من تمكن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تحرير طريق الضباب غرب تعز الرابط بالمدينة، توافدت الأسر إلى الوديان الخضراء والشلالات الصغيرة هناك للتنفس والراحة بعد حصار خانق حرمها من كل شيء بما فيها حقها في زيارة المناطق الجميلة.

وتعد منطقة الضباب ذات طبيعة جميلة تتميز بخضرتها على مدار العام وجريان المياه في سواقيها وسط الأشجار المتنوعة بما فيها أشجار الزيتون التي تعد أحد مصادر دخل أهالي المنطقة.

وادي حنا التابع إداريا لمديرية جبل حبشي أحد هذه الأماكن الجميلة التي يقصدها المواطنين مع عوائلهم وأطفالهم لقضاء أجمل الأوقات بالاستمتاع بالطبيعة الخلابة والسباحة في مياه السيول واللعب مع الأطفال وتناول الأكل تحت ظلال الأشجار الوارفة.

وعلى الرغم من افتقار هذه الأماكن التي هي أقرب لمحميات طبيعية لأبسط مقومات السياحة مثل وجود أماكن مخصصة للنساء أو خدمات، إلا أنها تظل مقصدا لا غنى عنه لمواطني تعز الذين تدمرت حدائقهم ومنتزهاتهم وتعرضوا لحصار خانق منعهم حتى من زيارة مناطق قريبة.

وادي الضباب

تتميز محافظة تعز بالتنوع البيئي ومحمياتها الطبيعية ، وكثرة الأودية وكثافة الأشجار واخضرارها في كل الفصول، وخصوصاً في ريفها ومناطقها الممتدة إلى خارج المدينة، وهو مما جعل السكان من أبناء المدينة والمحافظات الأخرى يقطعون المسافات ليصلوا إليها لقضاء اجازتهم الرسمية والصيفية في جو المحميات الطبيعية التي تتمتع بها تعز .

"موقع يمن شباب" زار الأودية التي تتمتع بها تعز في مناطقها الغربية، وسلط الضوء على أكثر الأودية التي قصدها سكان تعز بعد كسر الحصار عن المدينة . والشعور الذي يسكن لدى الزوّار .

"وادي الضباب" والذي يعتبر أحد أشهر الأودية التي يقصدها الزوار والسيّاح من مختلف المناطق والمحافظات والدول، حيث يقع إلى الغرب من تعز، وتبعد عن المدينة مسافة 17 ك. م .

ويتميز الوادي بتناسق الطبيعة وانسجامها مع نفسية الزوّار وارتياحهم لواجهة تلك المشاهد الخلابة، فضلاً عن تميزه أيضاً بزراعة العديد من الفواكه والخضروات والمانجو وغيرها، فضلا عن وجود الأشجار الكبيرة المنتشرة في أرجائه، والتي تعد كظلال للاستراحة والاسترخاء والاستمتاع بالمناظر والاجواء المدهشة .

والأهم احتراف سكان الوادي صناعة "الجبن البلدي" الذي يعتبر وجبة شعبية وشبه أساسية لدى سكان تعز.. لما له من مذاق رائع، وفوائد عديدة صحية وجسدية .

إذ يتحدث "علي الرعوي" وهو أحد صانعي الجبن في الوادي أن هذا المكوّن يُنتج من عدة مواد حيوانية ونباتية، كالألبان وغيرها ويعمل على تكوينها وبلورتها وتنظيفها ويفرز ذلك بمواد حافظة .

وأشار في تصريحه لـ" يمن شباب نت" إلى أن تلك الوجبة الشعبية تساهم بشكل فعّال في تقوية البنية الجسدية والروحية والنفسية والصحية، وهو ما يلبي الرغبات الضرورية لدى عامة الناس .

ويضيف: هذه الميزة الشعبية أضافت للوادي لفتة ودفعت به نحو واجهة الإشهار، وهو ما أهّل وادي الضباب إلى أن يحظى بإقبال كثيف، وحضور شعبي وزوّار من عدة محافظات وليس من تعز فحسب .

وادي حنّا الجميل

ومن المحميات والأودية الطبيعية الذي تتميز بها تعز "وادي حنّا" الذي يمثل هو الآخر واجهة سياحية فريدة من نوعها بالنسبة للزوّار، لما يتمتع به من طبيعته الخلابة، وأشجاره الكثيفة والمنتشرة على طول الوادي.

ويقع إلى الغرب من تعز بعد منطقة الضباب، ويتبع مديرية جبل حبشي، إذ يبعد عن المدينة حوالي 20 ك.م .

ويتميز وادي "حنّا" بجاذبية المناظر في محيطه واجوائه، واخضرار الطبيعة التي تكتسي الوادي، وتفوح على اطلاله نسائم الهواء الطلق، والهدوء الساكن الذي يشدّ كثيرين لغسل جوارحهم، وقضاء إجازاتهم بعيداً الضجيج والتوتر .

وما يجعل وادي "حنّا" فريد من نوعه على عكس الوديان الأخرى، اكتمال مشهد الطبيعة فيه من خلال اتمام ابداعات الطبيعة والتي سكنت في الوادي، وتتمثل في اشكال الطيور النادرة، والأنهار الصغيرة الجارية التي تمتد في وسطه والممتزج بتشكيلة عديدة من الصخور المتنوعة والتي شكلت منها عوامل التعرية أحواضاً مائية ومساقط للمياه تتمثل في شلالات صغيره .

وبحسب شهادات من سكان الوادي فإن كل عام تنشط الحركة السياحية في هذا الوادي وترتفع نسبة الزوار من حين لآخر ليس على مستوى تعز فحسب بل على مستوى زوار ابناء المحافظات الأخرى وخاصة أيام الأعياد والعطل الصيفية .

وكما يقول أبناء الوادي أنه طيلة عام ونيف منذ بداية المواجهات، واطباق الحصار عن مدينة تعز افتقد الوادي لعوامل الإقبال نتيجة انقطاع الزوار، بسبب تدهور الأوضاع على كافة الأصعدة. بينما ظل يتردد عليه بعض أبناء المناطق المجاورة له بين حين وآخر .

ومؤخراً ومع كسر الحصار الجزئي عن المدينة،، بزر الوادي الى الواجهة ليعود تنشيطه تدريجياً الى مساره الطبيعي وبلهفة أعمق في اقبال الزوّار، رغم بقاء الوضع الامني والمشهد العام في المدينة بذات القالب المتدهور وان كان بشكل أخف على العام الماضي .

4

عودة الحياة

ويتحدث صدام الرعيني وهو أحد الزوّار مندهشاً عن جمال الطبيعة التي تسكن أودية تعز وكيف أصبحت مصدرا لابتسامة وسعادة الأسر التي سلبتها الحرب فرحها وبهجتها.

ويرصد محمد مهيوب وهو أحد سكان وادي "حنّا" إقبالا كثيفا من سكان المدينة يفوق زوار العام الماضي الذي انقطع فيه الزوار بشكل شبه كلي.

من جانبه، يعتبر "محمد أمين" وهو أحد الزوّار ويعمل كاتبا وناقدا فنيا أن وادي الضباب وكل الوديان في ضواحي تعز هي متنفسات سياحية رائعة، محطات أسبوعية لمعظم الأسر في تعز، حيث يقصدون هذه الادوية بحثاً عن الطبيعة وغسل جوارحهم من الضجيج .

ويتابع: خلال هذه المدة ظل التعزي يعيش وادي دوي القذائف ورائحة الموت، لكن عندما تم تحرير المنفذ الغربي لمدينة تعز المتمثل في خط الضباب كان ذلك يمثل فرحة عامرة للناس في المدينة وانا منهم .

ويضيف "تنفست تعز من رئة الضباب وعاد لنا متنفس طبيعي حرمنا منه شهور جميل ومئات الاسر تتدفق الى هذا الوادي تتجول في ربوع هذا الوادي تترجم فرحة الانتصار بالبهجة وعلى ايقاع موسيقا ينابيعه " .

5

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر