لدعم قيمة العملة الوطنية..

الحكومة تدعو إلى وضع آلية لمصارفة أموال المانحين عبر البنك المركزي اليمني

دعت الحكومة اليمنية، الإثنين، المجتمع الدولي إلى وضع آلية لمصارفة الأموال المقدمة من المانحين للعمل الإغاثي؛ عبر البنك المركزي اليمني، بما يساعد في دعم قيمة العملة الوطنية، والاستقرار الاقتصادي.
 
جاء ذلك في كملة مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي، أمام مجلس الأمن الدولي.
 
وقال السفير السعدي، إنه "بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة اليمنية للتخفيف من الآثار الاقتصادية المدمرة للحرب، إلا أنها تبقى غير كافية".
 
وأضاف: "وهنا نكرر دعوة المجتمع الدولي للمساهمة في تقديم الدعم العاجل لجهود الحكومة ودعم إجراءاتها وخططها لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتفادي التبعات الخطيرة لاتساع الكارثة الإنسانية".
 
وشدد على ضرورة "دعم جهود تعزيز قدرات الاقتصاد الوطني ووقف تدهور العملة الوطنية عبر العديد من الإجراءات "كوضع آلية لمصارفة الأموال المقدمة من المانحين للعمل الإغاثي في اليمن عبر البنك المركزي اليمني، مما يساعد على دعم قيمة العملة الوطنية والاستقرار الاقتصادي".
 
كما دعا إلى دمج الأولويات والاحتياجات الإنمائية في جميع التدخلات الإنسانية للمساعدة في تحقيق التعافي المبكر عبر التركيز على الأنشطة الاقتصادية المجتمعية وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، والتحول من الأعمال الإغاثية إلى دعم مجالات التنمية والقطاعات الإنتاجية والاقتصادية ".
 
سياسيا.. جدد السفير السعدي، حرص الحكومة على إنهاء الصراع في اليمن الذي تسبب بأسوأ أزمة إنسانية، وأدى إلى موجات نزوح للملايين بين أوساط الشعب اليمني.
 
وأكد السعدي، استعداد الحكومة لتقديم كل الدعم للمبعوث الأممي الى اليمن هانس غرندبرج، بهدف استئناف العملية السياسية والتوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الانقلاب والحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي.
 
ودعا إلى مواصلة الجهود المبذولة خلال الفترة السابقة والبناء عليها وليس خلق مسارات وأفكار جديدة تطيل من معاناة الشعب اليمني.
 
وقال إن"الحكومة عبرت عن استجابتها لكافة خيارات ومساعي السلام وجهود إنهاء الحرب العبثية حفاظا على أمن ووحدة واستقرار اليمن، ورفع المعاناة الإنسانية، وقدمت التنازلات من أجل حقن دماء اليمنيين بهدف التوصل إلى تسوية سياسية شاملة وفق مرجعيات المتفق عليها".
 
وأكد أن تلك المرجعيات تشكل القاعدة الأساسية للانطلاق نحو الشراكة الوطنية الحقيقية والتعايش السلمي بين كافة أبناء ومكونات الشعب اليمني، وتؤسس لبناء يمن ديمقراطي جديد.
 
وتابع: "إن شعبنا اليمني لم يعد يحتمل المزيد من المعاناة الإنسانية ومزيد من الأعباء في ظل إمعان مليشيات الحوثي، بدعم من النظام الإيراني، في مواصلة نهجها وسلوكها العدواني والتدميري لمقدرات البلد ونسيجه الاجتماعي واستمرار التعنت والصلف الحوثي في رفض كل الحلول والمبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام الشامل والمستدام".
 
وأكد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي ومجلس الأمن الموقر بمسؤولياته، والقيام بدوره لممارسة الضغط على المليشيات الحوثية للجنوح للسلام وإيقاف التصعيد وقتل اليمنيين.
 
ولفت السعدي، إلى أن عدم اتخاذ إجراءات حازمة قد شجع تلك المليشيات على الاستمرار في حربها ورفضها لمبادرات السلام والانخراط مع جهود المجتمع الدولي .
 
وبين أن قيام مليشيات الحوثي بعرقلة عمليات الإغاثة الإنسانية في مناطق سيطرتها، يؤكد انتهاج المليشيات لسياسة التجويع وعدم الاكتراث بالمعاناة الإنسانية والحالة المعيشية لملايين اليمنيين، واستغلال أوضاعهم المأساوية كورقة وابتزاز وتضليل المجتمع الدولي.
 
ودعا السفير السعدي، إلى وقف هذه الممارسات لضمان وصول المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين ووقف مساعي تلك المليشيات لتوسيع الكارثة الإنسانية.
 
كما حمل المليشيات الحوثية المسؤولية الكاملة عن أي ضرر ينجم عن خزان النفط العائم صافر بعد عرقلتها وصول الفريق الفني للأمم المتحدة لإجراء عمليات التقييم والصيانة.
 
وحذر من أكبر كارثة في البحر الأحمر سيكون لها عواقب وخيمة على كافة الأصعدة الاقتصادية والإنسانية والبيئية في حال حدوث أكبر تسرب نفطي في التاريخ بسبب الرفض المتكرر للحوثيين.
 
 ودعا الأمم المتحدة لتكثيف جهودها للوصول إلى الناقلة وإجراء المعالجات اللازمة دون تأخير قبل حدوث هذه الكارثة الوشيكة.
 
وقال السعدي، إن "استخدام الحوثيين لمدينة الحديدة وموانئها لتجهيز وإطلاق الزوارق المفخخة المسيّرة وزراعة الألغام البحرية والقرصنة بات يمثل خطرًا على الأمن والسلم الإقليمي والدولي واستهداف غير مسبوق لخطوط الملاحة الدولية وحركة التجارة وأمن الطاقة العالمي في أحد أهم الممرات البحرية الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".
 
واعتبر أن ذلك "يؤكد استغلال تلك المليشيات لاتفاق ستوكهولم لزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة، واستهداف المدنيين والأعيان المدنية في مدينة الحديدة، بالإضافة إلى فرض القيود والعراقيل أمام عمل بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)".

لفت إلى أن الحكومة قد أكدت أمام هذا المجلس الموقر وفي أكثر من مناسبة على أهمية نقل مقر البعثة إلى منطقة لا تخضع لسيطرة الحوثيين والتي أصبحت مسألة ضرورية حتى تتمكن البعثة من القيام بمهامها وفق الولاية المناطة بها.

وأكد السعدي أن استمرار هجوم مليشيات الحوثي على محافظة مأرب والاستهداف الممنهج للمدنيين ومخيمات النازحين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة وأنواع الأسلحة الثقيلة قد تسبب في زيادة معاناة أكثر من مليوني نازح وأسفر عن قتل المدنيين معظمهم من النساء والأطفال.

وأشار إلى جرائم القتل اليومي التي تمارسها تلك المليشيات من قصف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على المناطق والأحياء السكنية في مدينة تعز والاستهداف بنيران القناصة التي يذهب ضحيتها الكثير من المدنيين.

وطالب من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه هذه الجرائم الممنهجة ووضع حد لها بحق السكان المدنيين والنازحين والتي تهدف إلى افشال الجهود والمساعي الدولية لتحقيق السلام.

واختتم مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، كلمته، بدعوة مجلس الأمن إلى القيام بدوره في وقف هذه الهجمات ورفع المعاناة عن الشعب اليمني والدفع بمسار الحل السياسي لإنهاء الصراع.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر