اللواء العرادة: مأرب تعيش منذ أسابيع وضعية الهجوم.. ونهاية الحوثي ستكون سيئة جدا

أكد محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة، الجمعة، أن المحافظة تعيش منذ أسابيع وضعية الهجوم وأن نهاية الحوثي ستكون سيئة جدا إذا استمر بتمسكه بالفكرة التي يريد فرضها بقوة السلاح.
 
وقال العرادة في مقابلة مع قناة "الشرق" السعودية، إن "حشود الحوثي التي جمعها من مختلف جبهاته وزج بها نحو مأرب في تصعيد مستمر منذ بداية 2020 واجهت مجازر وهزائم نكراء على يد الجيش والمقاومة وطيران التحالف العربي".
 
وأضاف، "ليس بمقدور مليشيا الحوثي أن تعمل أكثر مما عملت، وإنما تطيل من أمد الحرب ونزيف الدماء، ونطمئن الجميع بأن الحوثي لن ينال ما يريد في مأرب".
 
وأوضح أن مأرب صامدة منذ العام 2015, وأوقفت الحوثي عند حده، مما حال دون تحقيقه للسيطرة الكاملة على اليمن ومنعه من تشكيل ضغط على دول الجوار.
 
وأرجع اللواء سلطان العرادة سبب صمود محافظة مأرب إلى الفهم الدقيق للمشروع المليشاوي الإيراني، وإدراكها لما يريد الحوثي أن يصنعه بالبلد، ولما رأته من هدم لمؤسسات الدولة، وللإنسان اليمني، وللتاريخ، وللهوية.
 
وأعرب عن ثقته واطمئنانه بأن اليمنيين سيستعيدون دولتهم عاجلا أم آجلا، وقال إن "مشروع الحوثي سينهار وينتهي لأن طبيعة مشروعه كفيل بإزالته، كونه مشروع تدميري ومشروع موت لن يقبل به الشعب اليمني وأي إنسان يريد الحياة بكل معاني الحياة".
 
وأكد أن مليشيات الحوثي تمارس الخداع بشأن المعارك في مأرب التي لم يظهر منها سوى المقابر والقتل، وتقوم بزج أبناء الناس إلى المحارق، وأخذهم على أساس المشاركة في دورات ثقافية، ثم تحملهم إلى محارق الحرب لكي ينتهوا.
 
وقال العرادة، إن"أساليب الإكراه والقوة التي استخدمتها مليشيا الحوثي لجمع مقاتلين للقتال إلى جانبها في جبهات مأرب، جعل عناصرها تتقاتل فيما بينها في الجبهات وبعضها يفر".
 
واستدرك: "لذا خصصت للفارين أشخاصا معنيين بمقاتلة الهاربين من المعركة. مجموعة من الحوثيين تصل إلى 35 فروا من المعركة ودخلوا منزلا في إحدى المناطق المحاذية لمأرب فقامت مليشيات الحوثي بتفجيره، ونسبوا ذلك إلى طيران التحالف".
 
ولفت إلى أن مليشيات الحوثي استخدمت مقدرات وسلاح الجمهورية اليمنية بأكمله، بما فيها الأسلحة التي منحت من الدول الصديقة والشقيقة لمكافحة الإرهاب، واستخدمتها ضد الشعب اليمني.
 
وخلال المقابلة، أشاد اللواء العرادة  بدور قبائل المحافظة جميعها بلا استثناء، والمحافظات اليمنية في الشمال والجنوب التي وقفت بإخلاص ودفعت برجالها إلى مأرب، إضافة إلى شرفاء اليمن النازحين في المحافظة.
 
وأكد أن المعركة لا تهم مأرب لوحدها؛ بل هي معركة شعب ووطن، ومسألة هوية، وتاريخ، مشيرا إلى أن وقوف التحالف وصموده مع الهوية اليمنية والشعب اليمني هو ما ساعد مأرب لتصمد هذه الفترة كاملة وحتى استعادة الدولة اليمنية بإذن الله.
 
ودعا محافظ مأرب، العالم إلى إدراك حقيقة أن مليشيا الحوثي لا ترغب في السلام بعد أن رفضت المبادرة السعودية، وهي تريد أن تسيطر وتفرض أفكارها ورؤيتها بقوة السلاح.
 
وقال إن "المبادرة السعودية لها أهميتها الكبيرة، لكن الجانب الآخر لا يعرف معنى السلام أبداً، وشعاره الموت، ولا يريد إلا الموت ، ولم يترك خط رجعة للتفاهم أو السلام، ولم يشكل نفسه كمكون من المكونات اليمنية التي تقبل بالعيش والسلام أبدا".
 
وأضاف "عُمان وبعض القوى الدولية والجهات الأممية تحركت في اتجاه إنجاح المبادرة السعودية، لكنها قوبلت من الحوثيين بإرسال الصواريخ البالستية، وإرسال الطيران الإيراني المفخخ، لأنها ترى أن السلام سينهي ما تبقى منها.
 
وبشأن اتفاق الرياض، أكد العرادة، أن أي خلافات بين مناهضي مليشيا الحوثي تهيئ الفرصة للمشروع الحوثي بأن يستمر في غيه وطغيانه، معرباً عن أمله أن تحل الخلافات بالاتفاق والحوار، وفهم المسئوليات تجاه المشروع الحوثي الذي يهدد البلد وتاريخه، ومستقبل الأجيال.
 
ودعا إلى توضيح الحقائق بخصوص الطرف الذي يعرقل تنفيذ اتفاق الرياض، وقال إن "اتفاق الرياض من أهم المنعطفات والتحولات التي ينبغي التمسك بها وأن يلقى طريقه للتنفيذ".
 
ولفت إلى إن "المملكة ومنذ المصالحة الوطنية في سبعينات القرن الماضي تسعى لرأب الصدع داخل اليمن، وتصبر وتتحمل، والعقلاء من أبناء اليمن يدركون تماماً هذه المساعي عبر تاريخها".
 
وأعرب عن أسفه للموقف الدولي تجاه الأحداث في اليمن، والتماهي أمام الشرذمة الحوثية المدعومة إيرانيا، ويأمل على الأمم المتحدة أن تقف عند قراراتها الأممية بالضغط على الحوثي ومن وراءه لتنفيذ قراراتها.
 
ودعا محافظ مأرب الولايات المتحدة الأمريكية - كدولة لها حجمها الكبير داخل الأمم المتحدة – إلى أن تقف عند دورها الدولي المسؤول تجاه مليشيات لحوثي الإرهابية، مشيدا بموقفها خلال الأسابيع الأخيرة تجاه المليشيا الحوثي.
 
وأكد أنه لا توجد أي مصلحة لدول العالم مع مليشيات الحوثي عدا إيران وأمثالها لأنها مليشيات دمار وموت تربي في أحضانها الإرهاب وتؤثر على الممرات الدولية والمصالح الدولية.
 
وقال: "الحوثي إذا استمر في تمسكه بالفكرة التي يريد فرضها بقوة السلاح  فلا شك أن نهايته ستكون سيئة جدا وإن اغتنم الفرصة لكي ينخرط في السلام وينخرط في الشعب اليمني فسيكون جزءً من أبناء الشعب اليمني".
 
ودعا محافظ مارب اليمنيين جميعا إلى السعي نحو استعادة الدولة اليمنية كي نحفظ لليمن كرامته ونحفظ الجوار لمن حولنا ونحفظ العلاقات الدولية لمن بيننا وبينهم مواثيق واتفاقات دولية.
 
وأوضح أن اليمن يتسع لكل أبنائه بمختلف مشاربهم وعلى مختلف مناطقهم، فالدولة اليمنية هي الظلال الذي سيستظل به الكل بدون استثناء في ظل الدستور والقانون  وفي ظل النظام.
 
في سياق أخر، أعرب اللواء العرادة عن استغرابه واحتجاجه على صمت المنظمات الأممية والإنسانية غير المبرر تجاه ما يتعرض له المدنيون والنازحون بمأرب من استهداف ممنهج من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية بالصواريخ البالستية والطائرات المفخخة.
 
ودعا المنظمات والجمعيات سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية إلى تحمل مسؤوليتها وأن توضح حقائق انتهاكات الحوثي خاصة وأنها تشاهد ما يحصل بأم عينها.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر