جردة حساب لعُهدة "غريفيث".. اتفاق يتيم ورحلات مكوكية للبحث عن سلام لم يتحقق

[ مارتن غريفيث ]

أنهى المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، مهمته في اليمن بعد أكثر من ثلاث سنوات، دون تحقيق انجاز كبير يُذكر بالنظر إلى النتائج على الأرض.
 
وغريفيث الذي عُيّن مبعوثاً إلى اليمن في 15 فبراير 2018م، تم تعيينه في الثاني عشر من مايو الماضي وكيلاً للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ لتنتهي بذلك مهمته في اليمن.
 
وبانتهاء مهمة غريفيث في اليمن يتبادر السؤال ماالذي أنجزه خلال أكثر من ثلاث سنوات؟
 
خلافاً لانطباعات اليمنيين عن ماتم انجازه، يورد"يمن شباب نت"، جهود "غريفيث" في إحلال السلام في اليمن، من واقع تقرير نشره مكتبه عن خلاصة ماأنجزه خلال فترة عهدته.
 
وقال التقرير المنشور في الموقع الالكتروني لمكتب غريفيث أنه "على مدى السنوات الثلاث الماضية، تعامل مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن مع حالات الطوارئ التي هددت بعواقب إنسانية خطيرة، فدعم مكتب المبعوث الأممي الخاص حكومة اليمن وأنصار الله (الحوثيين) في التوصل إلى اتفاق ستوكهولم في ديسمبر/كانون الأول عام 2018، وقد تضمن الاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة، وهي المعركة التي حذر جميع الخبراء الإنسانيين من أنها كانت لتقطع خط المساعدات الإنسانية الرئيسي في البلاد وتدفع اليمن إلى مجاعة واسعة نطاق".
 
وأضاف: "كما ألزم اتفاق ستوكهولم الطرفين بتبادل جميع الذين حرموا من حريتهم نتيجة للنزاع، بمن فيهم المدنيون المحتجزون تعسفيًا، وبالبناء على هذا الالتزام، جمع كل من مكتب المبعوث الأممي الخاص ولجنة الصليب الأحمر الدولية ممثلين عن الأطراف في لجنة التقت عدة مرات وتفاوضت بنجاح لإطلاق سراح أكثر من 1000 محتجز في عام 2020. كما تبادل الطرفان من خلال اللجنة قوائم المحتجزين كأساس للمفاوضات المقبلة بشأن إطلاق سراح المزيد من المحتجزين".
 
 
وذكر التقرير أنه "في خريف عام 2019، توسط مكتب المبعوث الأممي الخاص بين الطرفين مما أدى للتوصل إلى اتفاق حول مجموعة من الترتيبات المؤقتة لتسهيل دخول سفن الوقود إلى اليمن عبر ميناء الحديدة على أساس استخدام العائدات في دفع رواتب موظفي الخدمة اليمنية، وقد أنهت هذه الآلية أزمة نقص الوقود في صنعاء والمحافظات المحيطة بها بشكل فعال أثناء فترة عملها"
 
 
وفي ملف مساعي وقف إطلاق النار، أوضح أنه "مع بداية جائحة كوفيد-19 في عام 2020، بدأ مكتب المبعوث الخاص في الوساطة للتوصل إلى اتفاق يلزم الأطراف بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ومجموعة من التدابير الإنسانية والاقتصادية لتخفيف المعاناة ودعم اليمن في التصدي للوباء، واستئناف محادثات السلام لإنهاء النزاع بشكل شامل".
 
وأضاف: "وبعد العديد من جولات الدبلوماسية المكوكية والعديد من المسودات، وعدة جولات من التعديلات التي قامت بها الأطراف، قام مكتب المبعوث الأممي الخاص بتضييق نطاق المفاوضات لتركز على وقف إطلاق النار على مستوى البلاد بالكامل وفتح مطار صنعاء ورفع القيود المفروضة على الوصول إلى موانئ الحديدة والالتزام باستئناف المحادثات الشاملة لإنهاء النزاع".
 
عراقيل حوثية أعاقت التنفيذ
 
جهود غريفيث المعلن عنها، اصطدمت بتحديات كبيرة وعراقيل دائماً ما وضعتها المليشيا في طريق التنفيذ ـ حسب الحكومة ـ، فجهود وقف إطلاق النار "المبادرة الأممية" لم يفلح غريفيث والمساعي الدولية في إقناع المليشيا بالقبول بها رغم الجولات المكوكية التي شملت عدة دول في المنطقة.
 
وبشأن اتفاق دخول الوقود من ميناء الحديدة مقابل وضع عائداتها في حساب خاص لدفع مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين، انقلبت المليشيا على الاتفاق بعد تسهيل عملية دخول سُفن الوقود وصادرت عشرات المليارات من الحساب وفق إحاطة سابقة لغريفيث.
 
كما أن اتفاق الحديدة، لم ينفذ منه سوى وقف تقدم القوات الحكومية للسيطرة على مركز المحافظة، في حين واصلت مليشيا الحوثي سيطرتها على المدينة والموانئ ولم تنفذ الانسحاب المتفق عليه، كم بقي ملف الأسرى والمعتقلين معلقاً إلا من عملية تبادل وحيدة، وذلك بسبب تعنت الحوثيين، وفق بيانات للجانب الحكومي.
 
وبانتظار وصول مبعوث جديد هو الرابع إلى اليمن منذ العام 2011م، يتطلع اليمنيون إلى تحقيق سلام دائم يُنهي معاناتهم ويضمن استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، بعد حرب دامت سبع سنوات أتت على كل شيء وأعادت البلد عقوداً للوراء.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر