تقرير اممي حديث: أكثر من 3 ملايين شردوا قسريا بسبب النزاع في اليمن..وتعز في المرتبة الأولى

بلغ عدد المهجرين قسريا في اليمن بسبب الصراع أكثر من ثلاثة مليون من السكان، بينهم أكثر من إثنين مليون و200 ألف من النازحين داخليا، جراء الصراع الدائر منذ مارس 2015. طبقا لآخر تقرير صدر عن مفوضية اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة باليمن حتى شهر يوليو الماضي.

ويعتبر هذا التقرير هو العاشر الصادر عن مفوضية اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة ويعنى بإحصائيات النزوح السكاني جراء الصراع الدائر، إلى جانب النزوح جراء الكوارث الطبيعية.

وطبقا لبلاغ صحفي صدر مع التقرير يوم أمس، 19 أغسطس، فإن هذا يعني أن النزوح الداخلي في جميع أنحاء البلاد شهد ارتفاعا قدر بسبعة في المائة منذ أبريل الماضي، أي ما يقارب 152,009 من الفارين من العنف في تلك الفترة.

وقال التقرير الرئيسي، الذي حصل "يمن شباب نت" على نسخة منه باللغة الإنجليزية، أن عدد المهجرين قسريا بسبب الصراع حتى الآن بلغوا 3,154,572 من السكان، ومن هذا العدد هناك ما يقارب 2,205,102 ممن ما زالوا في حالة نزوح داخلي حتى الأن في 21 محافظة يمنية، بينما أن 949,470 نازح حاولوا العودة إلى ديارهم في 19 محافظة.

ويؤكد البلاغ الصحفي أنه و"كنسبة تراكمية، تقدر نسبة سكان اليمن ممن نزحوا بسبب النزاعات والكوارث الطبيعية بثمانية في المائة وهم لا يزالوا نازحين حتى الآن".

تعز الأولى في النزوح

وحازت خمس محافظات من بين 21 محافظة على نسبة 67% من إجمالي عدد السكان النازحين داخليا، هي حسب الترتيب من حيث الأكثرية في عدد النازحين: تعز، التي حازت على نسبة 24.2% من إجمالي عدد النازحين في الوقت الراهن، تليها حجة في المرتبة الثانية بنسبة 20.2%، ثم محافظة صنعاء (10.3%)، فأمانة العاصمة (6.8%)، ثم محافظة ذمار (5.9%).

ويوضح الجدول المرفق، الذي أعده "يمن شباب نت" اعتمادا على التقرير، أن عدد الأسر النازحة في محافظة تعز أرتفع من 86,408 أسرة في مايو 2016، إلى 88,832 أسرة في يوليو الماضي، أي بزيادة 2,424. بينما أرتفع عدد الأفراد النازحين من 518,448 شخصا في مايو الماضي، إلى 532,992 في يوليو، وبزيادة وصلت إلى 14,544 نازح.

5 Governorates_Placement_In_Yemen2016

وفي الجانب الأخر يوضح التقرير أن عدد 14,571 أسرة نازحة عادت إلى مساكنها في تعز، بينما وصل عدد الأفراد العائدين إلى 87,426 نازح عادوا إلى مناطقهم.

أما محافظة حجة التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث إجمالي عدد النازحين، فقد أنخفض عدد الأسر النازحة بفارق 2,143 ما بين شهري مايو ويوليو الماضيين، إلا أن المفارقة تكمن بكونها المحافظة التي شهدت أعلى نسبة نزوح بين الأفراد بفارق وصل إلى 79,977 نازح خلال الفترة ذاتها (مايو – يوليو).  

وجاء في البلاغ الصحفي الصادر أمس، أن التقرير الأخير والأرقام الواردة فيه، صادر عن الفريق المعني بحركة السكان (TFPM) "كونه فريق تقني مختص في مفوضية اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية حيث يعد هذا الفريق هذا التقرير كجزء من الاستجابة الإنسانية للأزمة في اليمن".

وأشار أنه "مع استمرار الصراع بلا هوادة فإن ذلك يطيل من متوسط ??الفترة الزمنية التي يقضيها النازحين بعيدا عن ديارهم، فمعظم النازحين والتي تقدر نسبتهم بـ 89 في المائة قضوا مالا يقل عن 10 اشهر بعيدا عن ديارهم".

[caption id="attachment_6282" align="alignleft" width="286"]Governorate_Order_Placement مخطط يوضح ترتيب المحافظات بحسب نسبة النازحين[/caption]

وأضاف: "كما ان استمرار النزوح لفترات طويلة يؤثر سلبا على المجتمعات المحلية التي تستضيف النازحين من السكان، وهذا يشكل ضغط لزيادة الطلب على الموارد الشحيحة أصلا، حيث يعتمد 62 في المائة من النازحين على كرم عائلاتهم وأصدقائهم القائمين على استضافتهم".

وعلقت إيتا سخويتي، نائبة ممثل مفوضية اللاجئين في اليمن، على الأرقام الواردة في التقرير بالقول: "إن الأزمة الراهنة تجبر المزيد والمزيد من الناس على ترك منازلهم بحثا عن الأمان. حيث ان أكثر من ثلاثة ملايين شخص يعيشون حاليا حياة عابرة غير مستقرة تحفها المخاطر، ويكافح هِؤلاء من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية".

عدن الأولى في عدد العائدين

بينما يؤكد التقرير أيضا ان عددا كبيرا من النازحين يحاولون العودة إلى ديارهم، أي ان نسبة الزيادة تصل الى 24% وقدرت هذه النسبة بـ 184,491 شخص، كما يفيد التقرير بأن محاولات العودة لا تزال مترددة يشوبها الحذر الشديد حيث يترقب السكان تحسن ملموس في الصراع القائم.

واستأثرت خمس محافظات أيضا، من أصل 19 محافظة، على نسبة 67% من إجمالي عدد النازحين الذين عادوا إلى ديارهم، هي حسب الترتيب: عدن في المرتبة الأولى بنسبة 35%، تليها في المرتبة الثانية أمانة العاصمة بنسبة 23.5%، ثم محافظة تعز ثالثا بنسبة 9.2%، فمحافظة لحج رابعا بنسبة 6.7%، وحجة في المرتبة الخامسة بنسبة 4.4%.

ويذكر التقرير أن 55,372 أسرة نازحة عادت إلى عدن، بينما وصل عدد الأفراد العائدين إلى عدن 332,232 نازح، حتى شهر يوليو الماضي.

 وشدد ممثل منظمة الهجرة الدولية في اليمن السيد لوران ديبوك على ضرورة اعتبار "النازحين العائدين ضمن دورة النزوح المستمر لطالما لم يتمكنوا من استعادة الاستقرار المستدام ولطالما استمروا في احتياجاتهم الشديدة، وهذا الحال ينطبق ايضا فيما يتعلق بمصالح المجتمع المضيف من غير النازحين".

وحسب البلاغ الصحفي أيضا "يبرز التقرير صورة مقلقة لحياة أولئك النازحين، حيث تثبت التقارير وجود تحديات حقيقة متعلقة بالاحتياجات الأساسية والضرورية للاستمرار على قيد الحياة ومن تلك الاحتياجات الغذاء، يليها المأوى ومياه الشرب".

ويتضمن التقرير TFPM أيضا بيانات النزوح الذي تعود أسبابه الى الكوارث الطبيعية. حيث عاد منذ ذلك الحين قرابة 41,730 شخص ممن نزحوا بسبب الأعاصير والفيضانات، بينما حاليا هناك 24,744 شخص مازالوا نازحين بسبب ذلك. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر