ناشطون يُحيون أربعينية الفقيد "عبد الفتاح البتول" ويصفونه بـ"النذير السبتمري"

[ عبد الفتاح البتول ]

أحيا اليمنيون على مواقع التواصل الإجتماعي، أربعينية الفقيد والباحث اليمني، عبد الفتاح البتول، والذي كان له دور بارز، وإسهامات مبكرة في التعريف بمخاطر الإمامة، ومشروعها العنصري والسلالي. 

واستشعر البتول منذ وقت مبكر بخطر الإمامة، والتي ألّف عنها كتابًا أسماه "خيوط الظلام"، وذلك للتعريف بمخاطر الإمامة، ومشروعها الخطير في تمزيق النسيج الإجتماعي بين أبناء اليمن.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل مقتطفات من كتاب الفقيد البتول والذي حمل عنوان "خيوط الظلام"، للاستشهاد على استشرافه للمستقبل، ومخاطر عودة الإمامة الكهنوتية، وسخر لأجل ذلك قلمه، ووقته وجهده للتعريف بهذا الخطر، وحث المجتمع على مواجهته بكل الأساليب والطرق المتاحة.

إدراك مبكر

وفي هذا الصدد، وصف الناشط والسياسي اليمني وليد الجعور الفقيد عبد الفتاح البتول بأنه "النذير السبتمري"، الذي أدرك مبكرًا المرامي الخبيثة للمشروع الحوثي العنصري العفن".

وقال الجعور في مقال له على صفحته في "الفيس بوك"، "رحل البتول والمعركة في أوجها ضد الإماميين الجدد الجاثمين على صنعاء الحضارة والتاريخ والجمهورية". مشيرًا إلى أن "البتول رحل، ولم يشهد بعدُ هزيمة المشروع السلالي وسقوط الادعاء الصفوي، وانقشاع غبار الكهنوت الإمامي".
 
وأضاف: "رحل البتول بعد ثلاثين عامًا من النضال الدؤوب، والعمل الوطني الصادق". وتابع" "رحل البتول ذلك السياسي الشجاع، والوطني المخلص، والباحث المنهجي، والكاتب المتمكن، والقارىء العميق، وهو يمتطي صهوة جواده قائدًا لمعركة التنوير، وفارسًا لايشق له غبار في ساحة الفكر والثقافة والوعي".

المُتنبأ بعودة الإمامة 
 
واستطرد وليد الجعور قائلا: "رحل البتول، وهو الذي استشعر قبل ثلاثين عامًا الخطر القادم، وتنبأ بعودة الإمامة الكهنوتية، وحذر من مخططات تجريف الهوية اليمنية".

وأكد في هذا السياق، أن "البتول رحل بعد ألف سطرٍ من مقاربات الوعي وقراءات الواقع واستشراف المستقبل وسبر أعماق التاريخ".
 
وتابع: "رحل البتول فارس اليمن الأول في مواجهة السلالة الإمامية الكهنوتية، لكنه أثبت لنا جميعا أن جبهات مناهضة المشروع السلالي الاستبدادي ليست مقتصرةً على الجبهات العسكرية، بل إن جبهة الوعي والفكر أكثر أهمية وخطورة".
 
وزاد الجعور قائلا: "رحل البتول وقد أثبت لنا عمليًا أن مداد القلم الواعي أشد على السلاليين من أزيز الرصاص وأصوات المدافع". مؤكدًا أن "البتول رحل وقد خاض معركته الوطنية في مواجهة جحافل الجهل، وعصابات الكهف، مشيدًا بناءات الوعي، محصنًا المجتمع من اختراقات السلالة".

ودعا الجعور كل السبتمبريين وقادة الفكر والثقافة، ووزارة الثقافة، وكل الميسورين، ورواد المشروع الوطني لمواصلة معركة البتول، وتبني طباعة كل إصداراته، و موروثه الفكري وإنتاجه العلمي، و المساهمة في تلك المعركة التي بدأها الثائر المفكر البتول في بناء وعي وطني مقاوم لكل مشاريع تجريف هوية شعبنا اليمني وتزييف حقائق الواقع وطمس جرائم الإمامة عبر التأريخ".

تتبع خيوط الضوء

من جهته، تساءل الكاتب الصحفي عبد الخالق عطشان قائلا: "كما استطاع الفاتحُ عبد الفتاح البتول رحمه الله اكتشاف وتتبع خيوط الظلام، فهل ياترى سينبري فاتحٌ وبتولٌ آخر لاكتشاف خيوط الضوء وتتبعها بعمل توثيقي يكشف انجمًا يمانية، بدّدت خيوط الظلام منذ حلولها وحتى قيام ثورة 26 سبتمبر".

وعقّب الدكتور عمر ردمان على تساؤل عطشان بالقول: "سؤال جميل، يحمل فكرة أجمل". مضيفًا: "لقد شهد التاريخ اليمني عدة مواقف من ثورات وحركات وجهود علمية وتجارب مجتمعية لليمنيين في مواجهة كهنوت الإمامة وتسلطها، وتحتاج تتبع وبحث واستقصاء، وهو جهد عظيم وشرف كبير لمن سيضطلع به".

سؤال الوعي

وأكد الدكتور عمر ردمان في منشور له على صفحته في "الفيس بوك"، أن "الأمية في اليمن ليست تلك المنحصرة في عدم القدرة على القراءة والكتابة، الأمية الحقيقية هي عدم فهم مخاطر السلالية والأفكار التي تقوم عليها".

واستحضر الدكتور ردمان في أربعينية الفقيد عبد الفتاح البتول سؤالًا لأحد الشباب الذي وصفه بـ"المتنور" وهو: لماذا لم أسمع بعبدالفتاح البتول وبكتابه خيوط الظلام إلا بعد وفاته؟ لماذا لم أسمع به أو أعلم بكتابه من قبل رغم أنه من منطقتي؟!

وعزى ردمان السبب في ذلك إلى "فشل الدولة وغياب رؤيتها في تجذير النظام الجمهوري كمنظومة أفكار تحررية في معادلة الصراع مع الإمامة، ويوجه عتبه للنخبة المثقفة التي لم تتمكن من الاضطلاع بدورها لتمثل جسر عبور بين تاريخ الصراع وجذوره وخلفياته وبين الأجيال القادمة".

وأكد أن هذا سؤال يستحق أن يطلق عليه (سؤال الوعي) ومسئولية النخبة المثقفة اليوم الالتحام بالجيل القادم من شباب اليمن لصناعة وعي جمهوري بمضامينه الفكرية لمحو الأمية القاتلة، وضمان عدم عودة ثعبان السلالة من جديد". حسب وصفه.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر