مواقف روسيا تجاه اليمن: دعم للشرعية أم ابتزاز للسعودية بملفات أخرى؟

أثارت تصريحات المسؤولين الروس حول اليمن تساؤلات حول ما يراه البعض تناقضا بين دعم السلطة الشرعية وبين التأييد الضمني لإجراءات الانقلابيين، في حين فسروها محللون بأنها تعكس ابتزاز روسي بملفات أخرى.

وعلى الرغم أن موسكو تؤكد دعمها لشرعية الرئيس هادي وسبق أن التزم مندوبها بمجلس الأمن الصمت عند التصويت على القرار 2216 في أبريل 2015، إلا أن مواقفها الأخيرة أو على الأقل تناقضات بعض مسؤولييها خاصة بعد نكستها بحلب بتمكن المعارضة السورية من فك الحصار جعلها تأخذ منحى أقرب للتصعيد.

فقد قال السفير الروسي في اليمن، فلاديمير ديدوشكين، إن الوضع العسكري في اليمن قد تفاقم في الآونة الأخيرة وعقّد الصراع أكثر من أي وقت مضى.

وأضاف في تصريحات لوكالة " تاس" الروسية، اليوم الاثنين، إن "الوضع في اليمن يتجه من سيء لأسوأ" ، مشيرا إلى أن "أن القوات الرئاسية المدعومة من قوات التحالف تحاول اقتحام العاصمة من عدة جهات ولقد كان هناك اشتباكات حتى في أراضي المملكة العربية السعودية وللأسف فإن الوضع العسكري والسياسي تعقد في هذه المرحلة".

وتابع "إن الصراع في اليمن يزداد تعقيدا أكثر من أي وقت مضى وهذا يسبب قلق كبير وبناء عليه يجب تسوية جميع القضايا حصريا من خلال المفاوضات ".

تناقض صارخ

وفي تناقض واضح، أعلن القائم بأعمال السفير الروسي لدى اليمن، “أوليغ دريموف”، الاثنين، تأييد بلاده لتشكيل ما يسمى" المجلس السياسي " الذي شكله الانقلابيون مؤخرا، معتبرا ذلك “خطوة في الاتجاه الصحيح”.

 وقال “دريموف” في تصريح لقناة “اليمن اليوم” المملوكة لصالح، إن روسيا أيدت ولا تزال تؤيد كل الجهود الرامية إلى إيجاد تسوية سلمية وسياسية ومن بينها “المجلس السياسي” الذي شكله الحوثيون وصالح الأسبوع الماضي.

واعتبر الدبلوماسي الروسي هذا الأمر “خطوة في الاتجاه الصحيح”، وقال: “بشكل عام، يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، نظرا لمشاركة أهم الأحزاب فيما وصفها بـ”السلطة الواقعية””.

  وحضر “أوليغ دريموف” مراسم تسليم رئيس ما يسمى" اللجنة الثورية العليا" للحوثيين المنحلة، محمد علي الحوثي، للقصر الجمهوري، وإدارة شؤون الدولة، إلى الرئيس الدوري لـ”المجلس السياسي”، صالح الصماد، يوم الاثنين.

وأشار إلى أنه “على كل حال.. نتمنى من الشعب اليمني ألا يكون موضوع الشرعية نقطة الخلاف”، مؤكدا أن “الوفاق الوطني هو أهم عنصر في الطريق إلى التسوية”، معبرا عن أمنياته للشعب اليمني بالتوفيق في هذا الاتجاه.

ابتزاز للرياض

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني، ياسر الزعاترة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبق الموقف الراهن بتأييد "المجلس السياسي" بتعطيل صدور بيان من مجلس الأمن يدين إجراءات الانقلابيين.

وأرجع هذا الموقف الروسي في تغريدات بحسابه بتويتر إلى محاولة ابتزاز السعودية على دعمها للمعارضة السورية ونجاحها في فك حصار حلب، فضلا عن أنه يعني "أن كل الدبلوماسية الخليجية مع بوتين لم تؤت أكلها، وهي مساومة أخرى على سوريا" حسب رأيه.

وانتقد الزعاترة مواقف موسكو حين تقول إنها مع التسوية حين يتعلق الأمر بمن سرقوا ثورة شعب ضد طاغية فاسد، وبسلاح خارجي، في إشارة إلى تحالف الحوثيين وصالح.

يشار إلى أنه وفي الرابع من آب/ أغسطس الجاري، اعترضت موسكو على مشروع بيان تحدث عنه الوفد البريطاني بمجلس الأمن الدولي يطالب جماعة الحوثي وصالح بالتعاون مع المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر