مازالت المعارك مستمرة في محافظة الجوف (شمال شرق اليمن)، بين القوات الحكومية وميلشيات الحوثي منذ أكثر من شهر، ورغم مسار المعارك المتقلب خلال الأيام الماضية، إلا أن قوات الجيش الوطني تعاني من خذلان الحكومة الشرعية وعدم التحرك بما فيه الكفاية.
 
ففي الوقت الذي يعزز الحوثيين جبهات القتال بعشرات من المقاتلين يومياً، تعيش معظم الجبهات حالة من الجمود وهو ما جعل مهمة الضغط على قوات الجيش من قبل الحوثيين أسهل، مما جعل مسؤول محلي في محافظة الجوف يدق ناقوس الخطر فيما يحدث من خذلان.
 

ناقوس الخطر

وقال مدير عام مكتب وزارة الإعلام محافظة الجوف يحيى قمع: "لن نسوق ونبيع الوهم ان الجوف على ما يرام، الجوف في خطر حقيقي ولازالت الفرص سانحه إذا ارادة الشرعية ان نتجاوز الخطر".
 
وأضاف في سلسلة تغريدات -بحسابة على موقع "تويتر"- يجب تحريك الجبهات المجمدة، وتفعيل الطيران بشكل مستمر واستهداف الأرتال القادمة للمحافظة، كذلك يجب على قيادة محافظتي مارب والجوف أن يكون لها موقف موحد وقوي.
 
وأشار: "أصبحت الافواج البشرية للمليشيات طريقها سالك قادمة للجوف من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها"، في إشارة إلى "فرضة نهم"، التي خسرتها قوات الجيش مؤخراً وسيطر عليها الحوثيين وأصبحت منطقة لتعزيز جبهاتهم في الجوف.
 
وذكر يحيى قمع: "أن انخفاض كبير في الغارات الجوية مقارنه بالأسابيع الأولى، مع موجة الرياح والأتربة التي تشهدها الجوف هذه الايام ولابد من حلول عاجلة".
 
وهاجم الحكومة الشرعية قائلا: "محافظ الجوف محافظة يمنية، والمعارك فيها واقع، وليس خيال علمي، والموجودين فيها بشر، لا مخلوقات فضائية! قليلاً من الحيا والخجل يا شرعية!".
 

خارطة المعارك

ووفقا لمصادر عسكرية "فإن المعارك مستمرة في جبهة العقبة بمديرية خب والشعف -والتي تعد أكبر المديريات من حيث المساحة الجغرافية في المحافظة-، وتمكنت قوات الجيش يتمكن من افشال عدد من محاولات الحوثيين للتسلل إلى مواقع سيطرة القوات الحكومية.
 
أما ما يحدث في مديرية الغيل، "فإن المعارك بين الكر والفر مازالت قوات الجيش تحقق انتصارات كبيرة وتصمد في مواجهة الحوثيين رغم أنها من أصغر مديريات المحافظة". بحسب المصادر.
 
وتدور معارك أيضاً في جبهات المصلوب.
 
وكان الجيش أعلن مساء السبت، القضاء على خلايا نائمة تابعة لميليشيا الحوثي الانقلابية بعد أن حاولت تفجير الوضع في مركز مديرية الغيل غرب محافظة الجوف. بحسب ما نقلت وكالة "سبأ" الرسمية.
 
وقال مصدر عسكري "إن الجيش الوطني فرض طوقا محكما على مركز مديرية الغيل، أعقبه اشتباكات عنيفة تمكن خلالها الجيش من القضاء على تلك الخلايا وتطهير مركز المديرية".
 
كما أكدت مصادر عسكرية "مصرع قائد الخلايا الحوثية بالغيل ويدعى "خالد الأعور الشريف"، في مواجهات مع الجيش وتدمير آليات عسكرية خلال معارك أمس السبت والتي كانت الأشرس".
 
وأفادت المصادر "انه تم إحراق طقمين في جبهة الغيل بغارات جوية استهدفت تعزيزات لمليشيات الحوثي في مديرية الغيل".
 
ويرى مراقبون أن حسم معركة الجوف بحاجة إلى العمل على تأمين مفرق الجوف بشكل سريع وتحريك جبهة صرواح ونهم من جهة وكذلك تحريك جبهة عبس وبقوة، من أجل تخفيف الضغط على قوات الجيش في جبهات القتال بالمحافظة.
 
ووفقا للخبير العسكري يحيى حاتم: "يجب قطع خطوط إمداد الحوثيين باتجاه الجوف عن طريق طيران التحالف وذلك بتشكل مظلة جوية فوق المناطق المحتملة واعلانها مناطق عسكرية واتخاذ وضع الصيد الحر وتدمير كل متحرك".