تجنيد الحوثيين للأطفال.. اغتيال للمستقبل

[ أرشيفية ]

لم يكن يعلم أربعة أطفال وهم يغادرون قريتهم برفقة أحد مشرفي جماعة الحوثي المتمردة في منتصف إحدى الليالي أنهم ذاهبون بلا عودة، وأن النظرة في وجوه أمهاتهم وأهاليهم قبل غروب شمس ذلك اليوم كانت هي النظرة الأخيرة لكلا منهم.

أربعة أطفال، أعمارهم لا تتجاوز الرابعة عشر، من أبناء قرية "جعر" التابعة لمديرية "عنس" بمحافظة ذمار جنوبي العاصمة صنعاء، يعملون في مزارع القات، استغل أحد مشرفي جماعة الحوثي بالمديرية، والمكلفين بجمع مقاتلين، صغر سنهم، وبراءة طفولتهم، ليزج بهم في حرب عبثية لا يعلمون من هم أطرافها.

غادر "أحمد الكبسي، أحمد البجل، إدريس الكوكباني، صالح القرعلي" قبل نحو  "ثمانية أشهر" قريتهم، طمعا في مغريات قدمها لهم المشرف الحوثي المدعو "أبو يعقوب" باتجاه جبهة تعز، على متن طقم عسكري تابع لمليشيا الحوثي، بصحبة اطفال آخرين من قرى أخرى بالمحافظة.

صدمة الأهالي

فوجئ أهالي الأطفال أن أبنائهم قد توجهوا إلى جبهات القتال، حاولوا تلافي ذلك من خلال تواصلهم بعدد من قيادات مليشيات الحوثي بالمحافظة، لكنهم لم يتلقوا جوابا كافيا، أو حلا سريعا، يضمن عودة أبنائهم سالمين، من قبل تلك القيادات الحوثية.

يقول الأهالي لـ" يمن شباب نت" عندما سألنا مسؤول جماعة الحوثي بذمار عن مصير أبنائنا رد علينا أنهم في مهمة مقدسة، وقد أصبحوا رجالا مجاهدين، يقاتلون من أجل الوطن، وليس بالإمكان التواصل معهم، إلا بعد نحو أسبوع.

وأضاف الأهالي " مر ذلك الأسبوع وكأنه عاما كاملا، ليأتي الرد من قبل مليشيا الحوثي، أن المشرف على الأربعة الأطفال، والمسئول عنهم أبو يعقوب قد قتل في إحدى جبهات تعز، وأنهم باتوا غير قادرين على التواصل مع بقيه أفراده الذين أصبحوا في عداد المفقودين" .

مرت الأشهر الثمانية، ولم يعود الأطفال الأربعة، ولا يزال آبائهم يمنّون أنفسهم بعودتهم أو حتى سماع خبر عنهم حتى اللحظة، باذلين في سبيل الكشف عن مصيرهم كل غالي ونفيس، لتستغلهم المليشيات من جديد عن طريق أحد مشرفيها بذمار الذي لا يزال يعطيهم الوعود الواهية دون اي نتيجة تذكر حتى هذه اللحظة.

وأكد الأهالي لـ" يمن شباب نت" أن مجموع المبالغ النقدية التي استلمها مسئولي المليشيات الحوثية بذمار قد تجاوزت "خمسة مليون" ريال، مقابل الكشف والبحث عن مصير أولادهم في جبهات القتال المختلفة، لكنهم يصرفون لنا وعود كاذبة كل مرة، مستغلين اندفاعنا بقوة نحو عودة أطفالنا المفقودين" حد تعبيرهم.

تجنيد الأطفال

واتجهت مليشيات الحوثي والمخلوع صالح بمحافظة ذمار نحو تجنيد الأطفال والزج بهم في صفوف القتال، بالجبهات المختلفة، في محاولة منها لسد العجز الحاصل في صفوفها، بعد أن فقدت أغلب عناصرها المسلحة.

وأنشأت المليشيات الانقلابية "أربعة" معسكرات خاصة بتجنيد الأطفال وتجميعهم وتدربيهم فيها، قبل ارسالهم إلى خوض المعارك في المحافظات المختلفة.

 وبحسب المركز الإعلامي لمقاومة ذمار ، فإن هناك معسكر خاص بتجنيد الأطفال في منطقة آنس بمديرية "جبل الشرق" غرب المحافظة .

وتشير الاحصائيات والأرقام التي رصدها فريق الرصد الحقوقي بذمار أن عدد الأطفال المجندين بالمحافظة بلغ نحو "670" طفلا، أعمارهم لا تتجاوز الرابعة عشرة، أغلبهم لقوا حتفهم، إضافة الى عشرات الجرحى والمعاقين، ناهيك عن بعض الأطفال الذين أصيبوا بأمراض نفسية وعقليه بعد عودتهم من جبهات القتال المختلفة.

وأفاد التقرير الحقوقي" أن أغلب حالات تجنيد الأطفال بالمحافظة، لا يتم الإبلاغ عنها من قبل الأهالي الذين ذهبوا أولادهم إلى القتال بدون علمهم، وذلك بسبب التهديدات التي تلقوها من مليشيات الحوثي بعدم الإبلاغ عن ذلك".

واتهم تقرير أممي سابق الحوثيين بتجنيد ما نسبته 72% من أصل 762 حالة تجنيد أطفال. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر