لماذا لم تُعلن نتائج التحقيقات بسفينة السلاح المضبوطة بعدن؟

ثمانية أيام مضت على وعود محافظ محافظة عدن، عاصمة البلاد المؤقتة، اللواء عيدروس الزبيدي، بنشر نتائج التحقيقات مع طاقم سفينة الأسلحة التي أعلن عن ضبطها في الـ10 من يوليو/تموز الجاري، قادمة من القرن الإفريقي كانت في طريقها لجماعة الحوثي،لكن لم يتم الوفاء بشيء.

وقال محافظ عدن في بيان وزع على وسائل الإعلام حينها، إن السفينة وطاقمها بيد السلطات، وسيتم التحقيق من قبل الأجهزة المختصة مع طاقم السفينة، ونشر نتائج التحقيق وكل التفاصيل للرأي العام موثقه بالصور ونوع السلاح وكميته وبشكل شفاف، إلا أن شيئا مما ذكر لم يتم حتى كتابة التقرير.

ويحذر مراقبون يمنيون من تمييع القضية، وطي صفحتها دون الكشف عن من يقف ورائها للرأي العام، في ظل أنباء تتحدث عن تورط جهات في عدن في العملية، التي ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، وفقا لتصريحات مسؤولين في الجيش الموالي للرئيس هادي.

وأطلق نشطاء وصحفيون أمس الأحد، تظاهرة الكترونية على شبكات التواصل الاجتماعي، تطالب محافظ محافظة عدن اللواء عيدروس الزبيدي ومدير أمن المحافظة، سرعة الكشف عن نتائج تحقيقات السفينة، وإعلانها للرأي العام.

تمرد على الشرعية

وفي هذا السياق يقول المحلل السياسي محمد الغابري، إن الحالة في محافظة عدن تبدو أقرب إلى التمرد منها إلى الشرعية، وصحيح أن وجود رئيس الحكومة وبعض الوزراء في عدن ربما يروض السلطة المحلية والحزام الأمني لكن ما هو ثابت أن السلطة المحلية لا تتوافق مع الشرعية، حسب قوله.

وأضاف الغابري في تصريح لـ"يمن شباب نت" إن السلطة تبدو في الوقت الراهن غير قادرة على إحكام سيطرتها على المناطق المحررة، ومن المحتمل أن إعلان نتائج التحقيقات حول سفينة السلاح المضبوطة قد تفجر أزمة بين السلطة المركزية والسلطة المحلية.

وتابع" للأسف أصبحت الثقافة العامة لدى المسئولين لا تحترم المواطنين، ومن ثم لا تهتم بنشر نتائج التحقيق لتبين لهم ماذا حدث، وهكذا تظل الحالة يكتنفها الغموض، وربما يكون إخفاء النتائج لظهور أدلة على تورط السلطة المحلية في الحادثة.

جهات تمنع إعلان الحقيقة

من جهته قال الباحث والمحلل السياسي نبيل البكيري، إن عدم إعلان نتائج التحقيقات حول سفينة السلاح المضبوطة مؤخرا في عدن، تأتي وفقا لرغبات أطراف لا ترغب في إعلانها، أو حتى تشكيل لجان للتحقيق فيها، وكل يحدث هو عبارة عن تضارب تصريحات من قبل قيادات مسؤولة في عدن خصوصا محافظ المحافظة.

وأضاف البكيري في تصريح لـ"يمن شباب نت" أن هناك أطراف في إطار السلطة المحلية في عدن، والحراك الجنوبي، متورطة في هذه الشحنة، ونحن أمام لعبة واضحة ومكشوفة على أكثر من طريق، وهناك تحالفات خفية بين فصائل من الحراك الجنوبي وجماعة الحوثي وصالح.

وتابع" نطالب بتشكيل لجان للتحقيقات في هذا الخصوص، وفي حال تم تشكيل لجان لإجراء التحقيقات ستكشف الكثير من خيوط اللعبة التي تدار، والتي أفشلت جعل عدن عاصمة مؤقتة لليمن، وأفشلت كل جهود استعادت الشرعية بالمناطق المحررة.

وكان قائد المنطقة العسكرية الرابعة التي تضم محافظات(عدن – لحج - أبين - الضالع - تعز)، احمد سيف اليافعي، إن الجيش الوطني، ضبط مركبات مزودة بكميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة? وملايين الذخائر الحية? قرب شواطئ باب المندب? وأن تلك المركبات كانت معدة للإبحار إلى مواقع مختلفة.

 وذكر اليافعي إن التحقيقات التي أجراها الجيش بشأن الحادثة أثبتت أن تلك الأسلحة نقلت من جزيرتين كانت إيران استأجرتهما من إحدى الدول الأفريقية القريبة من اليمن? بهدف التدريب وتزويد الميليشيات الحوثية بالسلاح.

وأضاف إن التحقيقات أثبتت استخدام إيران «جسرا عائماً»، يصل الجزيرتين بشواطئ باب المندب? ويتم عبره نقل الشاحنات المحملة بالأسلحة? من أجل إيصالها في الأخير إلى الجبهات المشتعلة في اليمن، مشيرا إلى أن كميات الأسلحة المضبوطة تكفي لقرابة 20 يوًما من المعارك المباشرة.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر