البيضاء تلتهم قيادات الحوثي والمليشيات تستعين بما تبقى بذمار

 

شكلت زيارة محافظ محافظة البيضاء المعين من السلطات الشرعية  "نائف صالح القيسي" لعدد من مواقع المقاومة الشعبية  في جبهة الحازمية بمديرية الصومعة وتفقده أوضاع المقاتلين في الجبهات المتقدمة وخطوط التماس؛ إزعاجا كبيرا لدى قيادات مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح الانقلابية بالمحافظة وضاعفت حالات التخبط والقلق التي تعانيه الجماعة منذ أكثر من عام ونصف في حرب مفتوحة وطويلة تحولت إلى كابوس مرعب يورق مضاجعهم وثقب أسود يلتهم مسلحيهم ويستنزف قياداتهم الميدانية.

وعلى غير عادتها لجأت جماعة الحوثي الانقلابية إلى الإستعانة بوفد من اللجنة الثورية وأعضاء السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية بمحافظه ذمار, القريبة من محافظة البيضاء والتي لا توجد بها جبهات قتالية في محاولة منها لتدارك الموقف الخطير الذي تعيشه في جبهات القتال وإعادة بعض من الروح المعنوية والنفسية لدى أفرادها المقاتلين.

وطلبت قيادة المليشيات من أعضاء السلطة المحلية ومدراء المكاتب التنفيذية بمحافظة ذمار "وسط اليمن" مرافقة رئيس وأعضاء اللجنة الثورية بالمحافظة خلال الزيارات العيدية للمقاتلين في جبهة مكيراس وبعض الجبهات الأخرى في البيضاء، لكن دعوتها قوبلت بالرفض من قبل بعض الأعضاء ومديري العموم.

ما استدعى جماعة الحوثي إلى ممارسة الضغوط على بعض أعضاء السلطة المحلية بذمار الذين رفضوا التوجه إلى الزيارات الميدانية العيدية للمقاتلين من خلال التهديد بالاقصاء عن العمل الذي يتولونه تارة، وتارة أخرى من خلال التهديد بالاغتيال والتصفية الجسدية.

وكان الرافضين للنزول إلى الزيارات الميدانية للجبهات القتالية من أعضاء السلطة المحلية ومدراء المكاتب التنفيذية بذمار هم من أعضاء وقيادات حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للمخلوع صالح بالمحافظة والذين اعتبروا توجيه الأوامر إليهم من قبل جماعة الحوثي إهانة لهم ولحزبهم.

وحاول الرافضين لأوامر جماعة الحوثي المماطلة والتسويف قبل أن يأتي الإنذار الأخير من اللجنة الثورية الحوثية بضرورة التوجة إلى جبهتي البيضاء القريبة من ذمار يوم الثلاثاء لجميع أعضاء السلطة المحلية ومدراء المديريات والعموم؛ ومهددين من تغيب عن النزول بالتصفية الجسدية بتهمة الخيانة ومساندة دول ما يسمونها ب"العدوان"

وتوجه وفد من اللجنة الثورية برئاسة المدعو "همدان الأكوع" رئيس اللجنة بالمحافظة وأعضاء السلطة المحلية ومدراء العموم وعدد من أعضاء البرلمان صباح الثلاثاء من ذمار إلى محافظة البيضاء إضافة إلى جبهة مكيراس.

وخلال الأيام القليلة الماضية دفعت المليشيات الحوثية  بتعزيزات ناحية مديرية مكيراس الحدودية مع محافظة أبين  الجنوبية، مصحوبة براجمة صواريخ ، وضعتها في تبة الخزينة في بلدة عريب شرق مكيراس، وتحدثت المصادر أن الراجمة وضعت  فوق تبة الخزينة،  استعداداً لقصف مديريات محافظة أبين بينها منطقة لودر  الواقعة أسفل عقبة ثرة .

همزة الوصل بين الشمال والجنوب

ويرى الباحث في العلاقات الدولية بدر الزوبه أن أهمية جبهة مكيراس من أهمية موقعها الاستراتيجي حيث تمثل همزة وصل بين المحافظات الشمالية والجنوبية ، فهي بوابة الجنوب وهي مفتاح محافظة البيضاء من الجهة الجنوبية

وقال الزوبه:  يأتي الدفع بتعزيزات للمنطقة في إطار الرغبة الحوثية والتفكير بإعادة احتلال بعض المحافظات الجنوبية وعلى رأسها محافظة أبين كورقة ضغط على الحكومة الشرعية لتحسين ظروفهم التفاوضية وكسب المزيد من عناصر القوة بالسيطرة على مزيد من الأرض والتوغل فيها ..بالإضافة إلى إحكام السيطرة على محافظة البيضاء التي يعتبرونها مدخلا أيضا وطرق إمداد إلى جبهاتهم في بعض مديريات محافظة شبوة وبعض المواقع العسكرية على حدود محافظة مأرب .

ضعف قيادة وأزمة ثقة

كشفت وثائق سرية ومراسلات خاصة لقيادات تابعة للحوثيين في البيضاء وبين قيادات عليا في الجماعة ،عثر عليها رجال المقاومة الشعبية بجبهة ذي ناعم في هواتف وأجهزة كمبيوتر محمولة لبعض القيادات الميدانية الحوثية اللذين تمت تصفيتهم في كمائن نوعية للمقاومة، حجم القلق والتوتر والخوف لدى جماعة الحوثي  جراء الخسائر الفادحة التي تتكبدها في البيضاء وصلت إلى أرقام مهولة وغير متوقعة .

ويقول الباحث في العلاقات الدولية بدر الزوبه أن الاستعانة بقيادات من ذمار يتم إرسالهم لزيارة جبهات  البيضاء يأتي  تأكيدا على ضعف ثقة الحوثيين بالقيادات المحلية الموجودة بالبيضاء وفقدان الكثير من القيادات التي أتت من خارج المحافظة وسقوطهم قتلى على يد المقاومة الشعبية ، فهي إشارة على حجم الخسارة التي تكبدتها المليشيات على المستوى القيادي ، بالإضافة إلى محاولة رفع الروح المعنوية والقتالية لمقاتليهم حيث يواجهون مقاومة شرسة في آل حميقان وذي ناعم وهي الجبهتان التي تهدد مدينة البيضاء ويمكنها من تحريرها .

ويضيف الزوبه قائلا: ولاشك أن لزيارة المحافظ الشرعي نائف القيسي  لعدد من جبهات المقاومة بمديرية الصومعة  أثر كبير على هذه الخطوة التي أقدم عليها الحوثيين فقد أثارتهم بقوة وأرادوا أن يصرف الناس أنظارهم عن زيارة المحافظ نايف القيسي ودورها في تعزيز المعنويات ورفعها وإثبات التلاحم الشعبي مع الرسمي .

فيما يقتصر موقف الحكومة الشرعية تجاه محافظة البيضاء  تهيئة  وتدريب اللواء 117 مشاة بمنطقة العبر وتفويضه بعملية التحرير مع دعم محدود لجبهات القتال والمقاومة كوسيلة استنزاف للحوثيين وإضعافهم ، ولعل اشتداد المعارك وحساسيتها في مأرب  وبيحان ونهم ألقى بظلاله على محافظة البيضاء وأجل كثيرا من الملفات المتعلقة بالمحافظة .

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر