محلل غربي: أبوظبي استخدمت السجون في اليمن لتنفيذ أجندتها الخاصة

[ منظمات: تزايد أعداد المعتقلات والسجون غير القانونية باليمن ]

قال ألكسندر هاربر، المحلل في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن التقرير المفزع الذي نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية عن انتهاكات وتعذيب من قبل قوات مدعومة من الإمارات في عدد من السجون اليمنية يضيف طبقة محبطة للحجم الهائل من المعاناة الإنسانية لهذا الصراع، ويكشف عن رد فعل متصاعد ضد دور الإمارات في اليمن وسعيها للسيطرة على هذا البلد.

أضاف هاربر، في مقال نشره موقع «ذا إنتربريتر»، التابع لمعهد «لوي» الأسترالي للأبحاث، أن الإمارات وحلفاؤها المحليون أقاموا هذه السجون كجزء من جهودهم لمكافحة المنظمات المتطرفة، لكنهم استخدموها بشكل عام في العديد من الأجندات الأخرى مثل اضطهاد أولئك المرتبطين بحزب الإصلاح التابع للإخوان المسلمين.

وأشار الكاتب إلى أن هذا التقرير جاء في وقت حساس للغاية بالنسبة للإمارات في اليمن، حيث انتقد المجتمع الدولي دعمها لهجوم الحكومة اليمنية على الساحل الغربي ضد ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، مع وجود تحذيرات من عواقب إنسانية كارثية في حالة إغلاق الميناء.

ولفت الكاتب إلى أن تقرير «أسوشييتد برس»، رغم أنه صادم للعديد من القراء الغربيين، إلا أنه ليس جديداً بالنسبة لكثير من اليمنيين، إذ قامت العديد من منظمات حقوق الإنسان والإعلام بكشف الانتهاكات من قبل القوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة في جنوب البلاد على مدى الاثني عشر شهراً الماضية.

واعتبر الكاتب أن الأمر المهم هو أن التقرير أحدث وأبرز رد فعل متصاعد ضد الإمارات بسبب دورها في اليمن، الذي يبدو ظاهرياً لدعم الحكومة اليمنية في حربها الأهلية ضد الحوثيين، لكنه في الحقيقة يهدف للسيطرة السياسية على المدى الطويل والتأثير على أي دولة يمنية مستقبلية.

وأوضح هاربر أن الاستياء المتزايد ضد الإمارات العربية المتحدة لا يقتصر على دورها في السجون والمواقع السوداء؛ مشيراً إلى أنه على مدى الأشهر القليلة الماضية، شاركت الإمارات في العديد من المشاحنات في تجاوزها المدرك لدعم العناصر المسلحة في الجنوب، والقواعد العسكرية في الجزر اليمنية، مثل سقطرى، والسيطرة على الموانئ اليمنية، ولا سيما عدن. لافتاً إلى أن نشر الإمارات لقوات في سقطرى كان محيراً بشكل خاص، نظراً لأن الجزيرة كانت سلمية طوال النزاع الحالي، وكانت بعيدة كل البعد عن الخطوط الأمامية.

وقال هاربر إن هناك عدداً متزايداً من اليمنيين الذين ينظرون إلى الإمارات على أنها قوة احتلال لديها أجندة لتقسيم البلاد من خلال دعمها للعناصر المسلحة المحلية، وترسيخ نفوذها على الاقتصاد، والحفاظ على السيطرة على الساحل الاستراتيجي.

وأوضح أن هذا الاعتقاد ينسجم مع سرد أوسع وأكثر وضوحاً من قبل كثيرين وهو أن مشاركة الإمارات جزء من مؤامرة استعمارية جديدة للسيطرة على القرن الإفريقي وشبه الجزيرة العربية، مما يضمن استمرارية وهيمنة الموانئ الخاصة بها في المنطقة، مشيراً إلى أن إجراء مسح سريع للقواعد العسكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة في المنطقة لا يدحض ذلك، مع وجود الأمارات القوي في الصومال وإريتريا وجيبوتي، بالإضافة إلى اليمن نفسه.

واختتم الكاتب مقاله بالقول: «بغض النظر عن تداعيات هجوم الحديدة، أو كيف تدير دولة الإمارات علاقاتها الداخلية في اليمن، هناك أمر واحد يتضح بشكل متزايد وهو أن دور الإمارات في اليمن أصبح أكثر تعقيداً وإشكالية. وهذا يعقد دورها كشريك صديق للغرب في المنطقة

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر