وكالة: المبعوث الأممي يبدأ غداً زيارة إلى صنعاء في محاولة أخيرة لوقف معركة الحديدة

[ المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث (ارشيف) ]

يبدأ المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، غدا السبت، زيارة إلى العاصمة اليمنية صنعاء، للقاء الحوثيين، في محاولة أخيرة لوقف معركة الحديدة المتصاعدة منذ يومين.


وقالت مصادر مقربة من المبعوث الأممي للأناضول، إن جريفيث، سيجري في صنعاء السبت، لقاءات مع قيادات جماعة الحوثي، وعرض الشروط الإماراتية من أجل وقف معركة الحديدة، والتي خرج بها من زيارته إلى أبوظبي، مطلع الأسبوع الجاري.


ومن المقرر أن يعرض المبعوث الأممي تلك الشروط على زعيم الحوثيين مباشرة، عبدالملك الحوثي، والذي سبق أن التقاه في زيارات سابقة، غير معلنة، وفقا لذات المصادر.


جريفيث، الذي يعود إلى صنعاء مجددا بعد 10 أيام من مغادرتها، يحاول ترك بصمة كبيرة وتحقيق اختراق مهم بوقف معركة الحديدة.

والأربعاء، دعا المبعوث الأممي إلى "ضبط النفس"، وقال إن التصعيد العسكري في الحديدة "مقلق للغاية ومؤثر على الصعيدين الإنساني والسياسي".


وكانت الإمارات، التي تتزعم معركة الحديدة وتقدم دعما لا محدودا لقوات يمنية مشتركة، أمهلت المبعوث الأممي 3 أيام، من أجل إقناع الحوثيين بالانسحاب من الحديدة ومينائها الاستراتيجي، قبل التحرك العسكري صوب مطار الحديدة، وذلك بعد زيارته العاصمة أبوظبي، قبل أيام، وفقا لمصادر الأناضول.

ويطالب التحالف العربي والحكومة الشرعية بضرورة إخلاء الحوثيين للمنفذ البحري الأكبر في البلد، وتسليمه لإشراف أممي، في مقابل وقف العمليات، وتجنيب الحديدة القتال.


وأثار الهجوم العسكري على الحديدة، الذي بدأ الأربعاء، وأعلن التحالف انطلاقه رسميا مساء الخميس، مخاوف دولية وأممية واسعة، من تدهور جديد للأوضاع الإنسانية المتردية منذ بداية النزاع، والتي تصنف بأنها الأسوأ في العالم.


وعقد مجلس الأمن الدولي، جلستين طارئتين في غضون يومين، قبيل الجلسة الرئيسية في 18 يونيو/حزيران الجاري، ومن المقرر أن يقدم فيها المبعوث الأممي إطار عمل لخارطة سلام تنهي النزاع.

ويحاول المجتمع الدولي مسابقة الزمن ووقف العملية العسكرية قبل وصولها إلى ميناء الحديدة، الذي يستقبل حوالي 70 بالمائة من واردات اليمن الغذائية والتجارية، لكن التحالف العربي، أعلن الخميس، أن العملية العسكرية جاءت بطلب من الحكومة الشرعية، وأن أهدافها عسكرية وإنسانية.


وأعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي، الخميس، عن القلق بشأن الوضع الإنساني في اليمن، وجددوا دعوتهم لمواصلة فتح ميناءي الحديدة والصليف، كما حثوا كل الأطراف على احترام التزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي".


وتحدثت القوات اليمنية، مساء الخميس، عن وصولها إلى مشارف مطار الحديدة واقتراب المعارك من أول منافذ مركز مدينة الحديدة، وهو "الدوّار الكبير"، كما زعمت مقتل قرابة 100 مسلح حوثي.


ولا يٌعرف ما إذا كانت القوات ستواصل التوغل صوب ميناء الحديدة، مع دخول أول أيام عيد الفطر المبارك، أم أنها ستتوقف من أجل إفساح المجال لجهود المبعوث الأممي التي ستبدأ السبت من صنعاء.


ولا توجد أي بوادر لقبول الحوثيين شروط التحالف بالانسحاب من الميناء ومركز المدينة من أجل تجنيبها القتال، ومساء الخميس، دعا زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، أنصاره إلى الصمود، وقال إن الحديدة "معركة رئيسية لهم".

وفيما أقر بخسارته مساحات جغرافية في الساحل الغربي وصفها بالصحراوية، أشار زعيم الحوثيين إلى أنه "لا ينبغي لأي اختراق أن يُحدِث حالة إرباك، ويجب العمل على تأمين الزخم البشري لمعركة الساحل"، كما وعد باستعادة ما وصفها بـ"الاختراقات".


وتأمل دول التحالف والحكومة الشرعية، أن تثمر معركة الحديدة بكسر شوكة الحوثيين، وانصياعهم للحل السياسي وتنفيذ القرار الدولي 2216، الذي ينص على انسحابهم من المدن وتسليم السلاح الثقيل للدولة.

واعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، انطلاق عمليات تحرير ميناء الحديدة ، بأنه "سيفتح الطريق أمام عملية سياسية ناجحة تؤدي لإحلال السلام في اليمن".


وقال قرقاش في بيان صحفي، مساء الخميس، "تحرير الحديدة سيعجل بإنهاء الانقلاب في اليمن وسيدرك الحوثيون، أنه لم يعد بمقدورهم أو باستطاعتهم فرض إرادتهم عبر فوهة البندقية (..) سيصبحون مجرد مجموعة ضمن غيرها من المجموعات اليمنية التي تتفاوض فيما بينها لتحديد مستقبل البلاد عبر عملية سياسية تحت إشراف الأمم المتحدة".


وأصبحت معركة الحديدة، محط أنظار المجتمع الدولي والإقليمي، ففيما يدفع الأخير بقوة بهدف تحجيم الدور ما يصفونه بـ"الدور الإيراني"، المهدد لممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، عبر حلفائهم الحوثيين، تحاول دول كبرى، على رأسها بريطانيا، كبح جماحها لاعتبارات إنسانية.


وُينظر لمعركة الحديدة، بأنها الأكبر منذ اندلاع النزاع في اليمن قبل أكثر من 3 سنوات، ففي حين يعتبرها التحالف والشرعية المعركة الأهم في رسم خارطة القوى على الأطراف وإضعاف الحوثيين بعد دحرهم موقع يحتل مكانة عسكرية واقتصادية كبيرة، ينظر الحوثيون إلىها بأنها "مصيرية"، وأن إزاحتهم من أهم منفذ بحري يسيطرون عليه سيفقدهم أبرز أوراق التفاوض السياسي، كما سيفتح المجال سريعا أمام انهيار محافظات أخرى، هي حجة وريمة والمحويت.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر