قصص مأساوية لضحايا تداعيات توقف الحملة الأمنية بتعز

[ جلسة استماع لأهالي الضحايا ]

في أواخر أبريل الماضي، أطلقت السلطة المحلية بمحافظة تعز(جنوب غرب اليمن)، حملة أمنية لاستعادة مؤسسات الدولة من قبضة مجاميع مسلحة، وضبط عناصر متورطة في تنفيذ الاغتيالات، التي طالت جنود من الجيش الوطني والأمن، لكن الحملة توقفت فجأة، قبل أن تحقق أهدافها، دون معرفة أسباب ذلك.

وبحسب مصادر خاصة، فإن، 19 فردا من الحملة الأمنية، قتلوا وأصيب61 آخرون، فيما اختطفت العناصر التي تصفها السلطة بـ الخارجة عن القانون 27 جنديا، قتلت تلك العناصر، خمسة منهم ودفنتهم سراً، في حين لازال مصير 22 آخرون غير معروف حتى اللحظة.

ويقول أهالي الضحايا، إن اختطاف وإعدام أقربائهم ، يعود إلى توقف الحملة الأمنية في منتصف الطريق وعدم استكمال أهدافها.

وكانت الحملة الأمنية قد توقفت في 27 من أبريل الماضي بشكل مفاجئ، وتفيد المعلومات أن إيقافها جاء بناء على توجيهات المحافظ أمين محمود، بموجب اتفاق سعت له شخصيات في السلطة المحلية مع كتائب أبو العباس بقيادة عادل عبده فارع (أبو العباس)، التي تتبع اللواء 35 مدرع، حيث قضى الاتفاق بوقف إطلاق النار والانسحاب من المؤسسات الحكومية وتسليمها للقوات الخاصة والشرطة العسكرية.

وللوقوف أمام ضحايا تداعيات توقف الحملة الأمنية ، حضر "يمن شباب نت" جلسة استماع عُقدت ،مساء الثلاثاء الماضي، حول تفاصيل اعتقال و إعدام خمسة جنود في الجيش والشرطة على أيدي مسلحين خارجين عن القانون.

ذبحوا خمسة وباقي 22مختطف..ما مصيرهم؟

"نجم الدين هزاع" و "عبدالله هزاع" و" محمد  سيف" ثلاثة جنود ينتمون إلى أسرة واحدة قبل أن ينتمون للجيش الوطني باللواء 22 ميكا اختطفوا الثلاثة خلال انطلاق الحملة الأمنية من قبل مسلحون خارجون عن القانون شرقي مدينة تعز، دون علم ذويهم عن سر اختفائهم ليُعثر عليهم بعد أكثر من شهر جثث هامدة مدفونة جوار مبنى الاستخبارات بحي الجمهوري.

و يروي عبدالجليل سيف (شقيق محمد  سيف وصهير الجنديين نجم وعبدالله) تفاصيل اعتقالهم وتعذيبهم في سجون الجماعات الخارجة عن القانون قائلاً: تركوا أسلحتهم في مواقعهم شرق المدينة، ونزلوا الى المدينة لقضاء حاجتهم وعندما عادو تقطعت لهم الجماعة الخارجة عن القانون عند مدرسة  ناصر.

عبدالجليل الذي كان على تواصل مستمر بهم يقول أنه انقطع الاتصال بهم خلال عودتهم من المدينة إلى ثكنتهم العسكرية دون أن يعرف مصير اختفائهم المفاجئ.

يضيف "بعد بحث استمر لعدة أيام حصلنا على معلومات من قبل مصادر لم يسميها لأسباب أمنية تفيد على أنه تم اختطافهم وإعدامهم ودفنهم سراُ جوار مدرسة الأقصى بحي الجمهوري".

و عن معرفة أماكن الجنود يستدرك عبدالجليل بالقول "عندما علمنا أنه تم دفن خمس جثث في مقبرة وادي المدام تواصلنا مع قيادة المحور والسلطة المحلية بالمدينة وأبلغناهم بذلك فشكلت لجنة للنزول الميداني لإخراج الجثث".

في 31 مايو أخرجت الأجهزة الأمنية خمس جثث لجنود في الجيش ونقتلها إلى مستشفى الروضة بالمدينة للتعرف على هوية الجثث التي كانت قد تشوهت بسبب التعذيب.

يقول عبدالجليل "عندما وصلت أنا وزوجتي إلى مستشفى الروضة ذهبت أنا وزوجتي للتعرف على الجثث وجدنا عليها اثأر التعذيب فلم نستطيع معرفة ملامح وجوههم فلم نستطيع التعرف عليهم إلا من خلال علامات أخرى في الجسم". مشيراً إلى أن أساليب التعذيب تمثلت في حرق الوجه بالأسيد والطعن والضرب والرصاص.

يواصل حديثه: تعرفت على أخي من خلال ظفر إحدى أصابعه في رجله الأيسر وحرق في رجله فيما صهيري تعرفت عليه عن طريق شظية سابقة أصيب بها في اليد اليسرى وكذلك الملابس.

أما انتصار هزاع شقيقة الضحيتين فتقول بأن "نجم الدين ، عبدالله" مضت لهما ثلاثة سنوات على فراق أسرتها وكان كل واحد منهم في موقعين مختلفين وعندما اجتمعوا تم اختطافهم وإعدامهم من قبل الخارجون عن القانون.

تضيف "ابتسام" التي بدت على ملامحها علامات الحزن والكمد على فراق أخويها "عندما علمنا بخبر إعدامهم وتعذيبهم أمي أصيبت بحالة نفسية". متسائلة "هل هذا جزائهم لأنهم دافعوا عن تعز وكرامتها؟ أين الجهات المعنية لما يحدث؟".
 
اختطاف
حال ذوي الجنود القتلى لا يختلف عن حال أهالي الجنود المختطفين والمخفين قسراً في سجون الجماعات الخارجة عن القانون.

الستيني "عبدالله أحمد" أصبح رفيق المعاناة والحزن اللذان اصبحا يرافقنه منذ اختفاء نجله نشوان وغياب معرفة مصير حياته.

يقول"عبدالله" أن نجله ( نشوان)  وزميله (زكريا) اختطفا من قبل مسلحين خارجين عن القانون اعترضوا طريقهم في منطقة النقطة الرابعة أمام مبنى البريد العام شرق المدينة وذلك خلال قيامهم بتوصيل الطعام لزملائهم في الشرطة العسكرية وذلك في الثالث والعشرين من شهر أبريل  الماضي عند  الساعة 12 ظهرا.

وبحسب الحاج "عبدالله" فإنه بعد أن تم القبض على نشوان وزميله "أخذوهم المسلحين إلى عمارة السعودي بجوار البريد المركزي ، وهناك قاموا بوضعهم في سجون انفرادية"؛ مبيناً أن نجله وزميله جنديان في الشرطة العسكرية ويعملان كإمداد.

نقل لنا عبدالله عن ما رواه له "زكريا" رفيق نجله قوله أنه "استمر في الحجز لمدة ثمانية أيام" مشيراً إلى أن "المسؤول الذي يتزعم المجموعة المسلحة التي قامت باختطافهم يدعى أبو انس وأن الشخص المسؤول عن احتجازهم يدعى أبو علي.

يضف الحاج ،عبدالله: "بعد مرور ثمانية أيام على احتجاز "زكريا" في عمارة السعودي تم نقله إلى حجز آخر يقع في مجمع هائل بحي المظفر( معقل القيادي السلفي عادل عبده فارع المكنى بـ"أبو العباس")  ومن هناك تم إطلاق سراحه برفقة جنود آخرين عبر قسم شرطة  باب الكبير". مؤكداً أن نجله نشوان لازال مخفي قسراً ولم يستطيع التواصل أو الوصول اليه و لا يعلم عن مصيره شيء.

حال الحاج "عبدالله" لا يختلف عن حال منير سرحان الذي اعتقل شقيقه ،عبدالجبار، مطلع شهر رمضان ولا يعلم مصير اختفائه حتى اليوم الثلاثاء.

يقول "منير" أن شقيقه اُختطف أثناء أدائه الواجب الوطني في منطقة العرضي شرق المدينة خلال ذهابه لاستلام راتبه من الشرطة العسكري.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر