رمضان في تعز ..هموم وذكريات حزينة

[ سوق الخصرة في التحرير الاعلى وسط تعز(يمن شياب نت) ]

يحمل رمضان هذا العام لسكان مدينة تعز هموما إضافية تتعلق بنفقات الشهر الفضيل وأخرى تذّكرهم بأحباء وأعزاء فقدوهم جراء الحرب التي تدور رحاها منذ أكثر من عام وخلفت عشرات آلاف من القتلى والجرحى والنازحين.

ليست وحدها الحرب من أثقلت كاهل المواطنين وصادرت حياتهم,وإنما أيضا الحصار الخانق الذي رفع أسعار المواد الغذائية في رمضان أكثر مما كانت عليه,لكن هذه المرة لا يملك المواطنون الكثير من المال لتغطية احتياجاتهم ولا لمواجهة شبح الغلاء في الأسعار.

جولة في شوارع المدينة وحاراتها تشعرك بوجع الناس الذي يتجلى بملامحهم وقلة ما بجيوبهم,ومع استمرار الحرب زادت المعاناة,لكن إرادتهم أقوى للاستمرار والحياة مهما كانت قسوة الواقع.

يشكو عبدالله أحمد سائق باص صغير من ارتفاع الأسعار في كل شيء من المشتقات النفطية للمواد الغذائية,ما يفوق قدرته على شراء متطلبات رمضان من الحد الأدنى الذي اعتاد عليه كل عام.

ليس بيد أحمد خيارات كثيرة لمواجهة واقعه,لكنه يشكو حاله لربه ويثق به" إن شاء الله ربي يعيننا على تحمل الأعباء والصعاب والمعاناة  في ظل هذه الحرب والغلاء المعيشي",كما تحدث لموقع"يمن شباب نت".

قبل رمضان بأيام اعتاد الناس سباق غلاء الأسعار المتوقع بشراء ما يريدون من مواد غذائية ومتطلبات هذا الشهر,غير أن تدهور أحوالهم أكثر هذا العام مقارنة بالذي مضى,جعل قدرتهم على شراء أولوياتهم شبه محدودة.

في وسط المدينة,كانت أم أحمد(60 عاما),تبحث عن 50 ألفا قيمة علاج شقيقتها التي أصيبت بحالة نفسية جراء سقوط قذيفة أطلقتها مليشيات الحوثي وصالح جوار منزلها,لكنها لم تجد فزادت همومها وأحمالها مع مجيء رمضان.

أنفقت هذه المرأة كل ما لديها من أموال لعلاج أختها,وهي اليوم لا تجد أحدا يقف معها,كما تقول لموقع"يمن شباب نت",وتضيف بأن أملها بالله كبير وبأهل الخير في رمضان.

لا يختلف استقبال رمضان عند الأطباء عن غيرهم,بيد أن لملائكة الرحمة كما يسمّون رواية لكيفية استقباله يحكيها الدكتور محمد عبدالباري,الذي يقول" يأتي رمضان آخر علينا في مدينة تعز ونحن نعاني من الحصار وازدياد وتيرة الاعتداء على المدنيين حيث استقبلنا رمضان بمزيد من القذائف التي تحصد أرواح الأسر في الأحياء السكنية والباعة والمتسوقين في الأسواق التجارية".

ويناشد الطبيب الأمم المتحدة بسرعة التدخل والوقوف بجانب أبناء تعز المحافظة المنكوبة ورفع الحصار عنها الذي زاد المواطنين أضعافا من المعاناة.

أما يوسف عبدالعليم فلا يجد فرقا بين رمضان وسواه,فهو عاطل عن العمل بسبب الحرب ولا يرى حوله إلا إزدهار الموت وزيادة أعداد ضحايا قصف المليشيات على مدينته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر