الحرب تدفع نساء الحديدة إلى سوق العمل لإعالة أسرهن

ما أن تشرق الشمس بأشعتها الذهبية حتى ينتشر النساء في مناطق شتى بمحافظة الحديدة, بحثاً عن مصدر رزق يساعدهم على تجاوز صعوبات الحياة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة, وتوقف الكثير من أرباب عن مزاولة اعمالهم بسبب الحرب والصراع.

"أم أحمد" –امرأة خمسينية- من سكان حارة الشحارية بمدينة الحديدة, غيرها من النساء الذين دفعت بهم الظروف المعيشية إلى سوق العمل المحلي بعد أن توقف زوجها عن مهنة الصيد التي كان يزاولها ويعتمد عليها اعتماداً كلياً كمصدر رزق لأسرته.

منذ الساعات الأولى في كل يوم تعمل على إعداد الفطائر أو ما تسمى بـ"اللحوح" التي يقبل عليها غالبية السكان في المحافظة لشرائها باعتبارها أحد أصناف وجبة الغداء.

دوافع

 تتحدث "أم أحمد" لـ"يمن شباب نت" أنها تصنع يومياً مع بناتها, كماً محدوداً من فطائر "اللحوح" وتقوم ببيعها في سوق "عثمان" الواقع وسط مدينة الحديدة, مؤكدة بقولها "أنها تبيع أحياناً نصف الكمية وأحياناً ثلثين منها وسعر الحبة من اللحوح (50) ريالاً, وتشير ان الظروف الصعبة دفعت بها إلى السوق للحصول على بعض من النقود لشراء احتياجات اسرتها من الغذاء يومياً على حسب ما تجنيه من مال وراء بيعها لـ"اللحوح".

وتضيف "أم أحمد" أن زوجها كان يعمل في مهنة الصيد, لكنه ترك المهنة منذ أكثر من ثمانية أشهر بسبب ارتفاع اسعار الوقود لمحركاتهم الاصطيادية والرسوم الكبيرة التي فرضت عليهم  وراء كل رحلة صيد في أعماق البحر.

أسباب

تسببت الأوضاع المعيشية الصعبة بدفع مئات النساء في محافظة الحديدة إلى سوق العمل لتجاوز صعوبات الحياة في ظل سيطرة ميليشيات الحوثي والمخلوع (صالح) على المحافظة ونهب ثرواتها.

فالظروف الراهنة أجبرت المرأة إلى الذهاب لسوق العمل كشريك أساسي في الحياة, خصوصاً بعدما تحول العشرات من أرباب الأسر في المحافظة الساحلية إلى طوابير في رصيف البطالة بعد توقفهم عن مزاولة مهنهم التي كانوا يجنون منها ارباحاً تأمن لهم الاحتياج الغذائي, لكنهم فقدوها مؤخراً بعدما فرضت عليهم الميليشيا إتاوات ومبالغ مالية كبيرة, حيث ذهب نصيب الأسد من هذه الارباح القليلة لما يسمونه دعماً لـ"المجهود الحربي".

إقبال على التدريب المهني

لم يقتصر النساء على مزاولة المهن العادية بل اتجه معظمهن إلى المعاهد والمؤسسات التي تقيم دورات تدريبية في مجال الخياطة وصناعة البخور والعطور  للخروج بعد ذلك إلى سوق العمل كعاملة ومنتجه متخطية بذلك كل الصعوبات الذي يفرضها الواقع المعاش.

تقول الناشطة المجتمعية كفاية محمد يحيى -ممثلة مديرية الحالي في مشروع مناهضة العنف والتمييز ضد المرأة- فتتحدث لـ"يمن شباب نت" بقولها, نلاحظ حالياً إقبال كبير على العمل من قبل النساء في الحديدة خصوصاً في الآونة الأخيرة لتحسين دخل الأسرة, لمواجهة الصعوبات الحياتية التي فرضتها الأوضاع الراهنة.

وتضيف "كفاية" أن النساء في الحديدة اتجهوا بشكل كبير إلى التدريب والتعليم لمهارات حرفية تستطيع من خلالها الحصول على المال مثل "الكوافير والخياطة وتصنيع البخور والعطور , وقد ارتفع الإقبال بنسبة تتجاوز 70% مقارنة بالإقبال قبل الحرب والصراع فكانت النسبة لا تتعدى الـ30% وكل ذلك من أجل تحسين مستوى الدخل المالي لدى الأسر خصوصاً بعد انقطاع الرواتب عن الموظفين.

صراع

تواصل المرأة العاملة في محافظة الحديدة مهامها في ظل هذه الظروف الصعبة, فالنساء في المحافظة لا زلن يصارعن الحياة الشاقة مستمرة في صناعة المشغولات اليدوية وبعض الأكلات تنجز منه ما يحتاجه المتسوقون ليعود عليها ولو بقليل من الربح.

عدة أعمال معهودة من عمل النساء مثل "الخياطة والتطريز " إلى صناعة وترويج المكانس اليدوية البسيطة إلى جانب صناعة الحرف التقليدية مثل "الخزف والآجاب  والحبال والظلل الواقية من الشمس والمهاجن" التي تصنع من النخيل بالإضافة إلى تشكيل عقود الفل وكذلك تجهيز بعض الأكلات المحلية والحلويات لتقديمها في الأسواق في كفاح مستمر مع الحياة.

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر