فوضى "السلاح" تجتاح محافظة "السلام" والمدنيين أكثر الضحايا (تقرير خاص)

[ جانب من مدينة إب (أرشيفية) ]

اجتاحت مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية محافظة إب منتصف أكتوبر من العام 2014م وباجتياحها للمحافظة وفد إلى المحافظة مئات المسلحين ومعهم مئات من قطع الأسلحة المختلفة التي عجت بها المدينة،وبمرور الأيام تحولت المدينة المسالمة إلى سوق كبير للسلاح ،فالمدينة التي تنام مبكرة وتصحو مع بدايات الفجر،لم تعد تهنأ بنوم هانئ ولم تعد تصحو إلاّ على أخبار الموت والقتل وأصوات الرصاص.
 
 
في الوقت الذي أكتب فيه هذا التقرير تمام الساعة الثالثة من مساء اليوم الأحد،تدور في الأثناء اشتباكات مسلحة بين مسلحين في وسط مدينة إب،لا أدري ما نتيجتها بعد.
 
 
لا يكاد يمضي يوم في محافظة سموها زوراً مدينة السلاح ،إلاّ ويصلك نبأ قتل أو إصابة أو اشتباكات مسلحة في أي مديرية من مديريات المحافظة العشرين.
 
 
بالمختصر لا وجود لأسباب كثيرة نسردها هنا ..السبب الأول والرئيسي هو انتشار السلاح كنتاج أساسي لخضوع المحافظة تحت سلطة الانقلابيين،وأي شرود بالحديث عن أسباب أخرى يعني الهروب من الحقيقة المرة التي لابد أن يعلمها الجميع.
 
 
ينتشر السلاح في المحافظة بشكل تعدى الظاهرة وأصبح روتيناً يومياً،ولانتشاره تبعات وأضرار كثيرة على المجتمع منها ماهو مباشر ومنها ما هو غير مباشر،ومنها لحظي وآني ومنها ما يتعدى ذلك إلى المستقبل،وما يهمنا في هذه التناولة خطر هذا السلاح على حياة الجريمة في المحافظة المُسماه مدينة السلام!
 
 
الصراع بين الانقلابيين يودي بحياة المدنيين
 
 
في مطلع الشهر الجاري قتل الشاب(مالك عبد الرقيب الشعيبي)بجوار منزله في منطقة مثلث المواصلات ،نتيجة اشتباكات مسلحة بين مسلحين حوثيين وقوات أمن مركزي أسفرت عن قتيلين وعدد من الجرحى.
 
وفي منتصف الشهر قتل الطفل(صدام مارش) وأصيب عدد من المواطنين برصاص طائش في اشتباكات مسلحة بين قيادات حوثية  بأحد أسواق مديرية مذيخرة جنوب غرب مدينة إب.
 
مصادر محلية أفادت بأن الحادثة حدثت نتيجة مواجهات مسلحة جرت بين المشرف الأمني وقيادي آخر نتيجة خلافات حول اتاوات مالية فرضتها المليشيات على بائعي القات في مركز المديرية.
 
وفي مدينة إب أصيب مواطن يُدعى (ناجي البعداني)بشظية في ظهره وهو في عمله ،فيما أصيب المواطن(محمد الوائلي)بطلق ناري في قدمه ،في اشتباكات مسلحة منتصف الشهر الجاري بين مسلحين متحوثين من أسرتي(عقيل) (البعداني) في منطقة أحوال الثلاث .
 
وفي مديرية السدة أصيبت امرأة وطفل ورجل في اشتباكات مسلحة في أحد الأسواق  بين مسلحين حوثيين ومواطنين من أسرة "بني عبدالمغني) في خلافات حول بئر ماء تريد المليشيات مصادرته لصالحها.
 
 
 
اشتباكات مسلحة لا تتوقف
 
بصورة شبة يومية تحدث اشتباكات مسلحة بين مسلحين أغلبهم حوثيون إن لم يكن كلهم ،وينتج عن ذلك عدد من القتلى والجرحى ،مع حالة الخوف والهلع التي تسود بين أوساط الأهالي والمدنيين.
في الجمعة الماضية قتل مسلح من أسرة (آل قاسم) مسلحين من مرافقي الشيخ المتحوث(أشرف الصلاحي)وأصاب آخر،بعد إطلاقه الرصاص عليهم بجوار منزل الصلاحي في حي "الوازعية" وسط المدينة.
 
وقبلها بأيام حدثت اشتباكات مسلحة بين متحوثي(بيت عقيل)ومتحوثي(بيت البعداني)في أحوال الثلاث،استمرت ليومين،قطعت فيها بعض الشوارع،وتوقفت الدراسة في المدارس المجاورة،ونتج عنها مقتل زعيم عصابة بيت "عقيل" وأصيب عدد من المدنيين.
 
وفي بداية الشهر اشتبكت مجاميع مسلحة من مليشيات الحوثي مع مسلحين من قوات الأمن المركزي في منطقة "مثلث المواصلات" واستمرت لساعات،أدت إلى مقتل ثلاثة من بينهم مواطن.
 
 
الاشتباكات لا تتوقف في المحافظة التي تجنبت الصراع الدائر في البلد وارتضت أن تعيش بسلام،وبات عدد القتلى فيها يوازي ويفوق أحيان محافظات تعيش صراعات وحروب وكل ذلك يعود إلى ظاهرةانتشار السلاح التي ازدادت وتفاقمت نتائجها مع سقوط المحافظة بيد الانقلابيين .
 
 
 
الاحتكام إلى السلاح لحل النزاعات
 
في ظل غياب تام للسلطة المحلية التي ارتمت في أحضان الانقلابيين وانصهار الأجهزة الأمنية والقضائية في صفوف المليشيات الانقلابية،لجأ كثير من الناس إلى الاحتكام إلى السلاح في حل نزاعاتهم الشخصية،الأمر الذي ينتج عنه حالات قتل وإصابات وتفاقم للمشاكل والنزاعات تتطور إلى حالات ثأر مستمرة كما هو سائد في بعض المناطق القبلية في مديريات (يريم،الرضمة،السدة،النادرة،القفر) وقد سُجلت حالات قتل وإصابات في الشهر الجاري ،نتيجة احتكام هؤلاء الأسر إلى حل نزاعاتهم بالسلاح كما جرى في مديرية النادرة .
 
ففي الحادي عشر من الشهر الجاري أسفرت اشتباكات مسلحة بين أسرتين في مديرية النادرة إلى مقتل أربعة مواطنين وإصابة آخرين في خلافات شخصية.
 
 
وأفادت المصادر يومذاك بأن مسلحين من أسرة "آل القحيف" وآخرين من أسرة "داجنة" اشتبكوا في سوق "الخميس الشرنمه " بمنطقة العود بمديرية النادرة وأدت تلك الاشتباكات إلى مقتل أربعة من كلا الأسرتين ،وإصابة آخرين.
 
 
مقتل امرأة بسلاح أبيض
 
 قُتلت امرأة  في العقد الثالث من عمرها مساء الثلاثاء في منطقة دار الشرف بمدينة إب ـ وسط اليمن ـ من أحد مسلحي الحوثي وصالح الانقلابية في خلافات أسرية.
 
 
وذكرت مصادر محلية بأن مسلح حوثي بمنطقة دار الشرق جنوب مدينة إب ،يعمل في إدارة الأمن ،ضمن قوام مسلحي الحوثي،قام بطعن زوجة أخيه بسلاح أبيض"جنبيه" عدة طعنات في رأسها  في خلافات أسرية لم تعرف أسبابها،أدى إلى وفاتها على الفور.
 
 
المصادر أكدت بأن الجاني قام بإخفاء جثتها في بدروم العمارة ،قبل أن يتم العثور عليها وإيداعها في ثلاجة مستشفى الأمومة والطفولة في المدينة فيما لا يزال الجاني فاراً حتى الآن.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر