"إنقطاع الرواتب" قصص معاناة مستمرة في منازل مواطنين بلا حيله (تقرير خاص)

[ طفل يمني اما خزان ماء سبيل (أرشيفية) ]

"لم أجد ما أسد به جوع أطفالي بسبب توقف راتبي، ولم أجد عملا استطيع به توفير لقمة عيش كريمة"، هكذا بدأ  المواطن "سالم" وصف حالته المعيشية بالغة الصعوبة، والتي ازدادت سوءا عقب انقطاع راتبه ، مصدر دخله الوحيد منذ ثلاثة أشهر متواصلة، في ظل انعدام أي فرصة عمل، علها توفر له مايسد به رمق أطفاله، بسبب الحرب المتواصلة منذ أكثر من 19 شهرا.

وفاقمت أزمة توقف مرتبات موظفي الدولة لأكثر من ثلاثة أشهر متواصلة، معاناة الآلاف من الموظفين، الذين باتوا غير قادرين على توفير أبسط متطلبات العيش، فضلا عن تسببها بركود اقتصادي شل حركة الأسواق بنسبة تجاوزت ال50%، مما يعني توسع دائرة الفقر وانضمام أعددا جديدة إلى طابوره الطويل، الذي يعيش 80% من السكان تحت خطه وفقا لتقارير منظمات دولية.

 

عجز عن المعيشة

يقول سالم، البالغ من العمر 42 عاما، في حديث لـ"يمن شباب نت" كانت حياتي قبل انقطاع الراتب تسير بشكل جيد، لم نكن نعيش في ترف، لكن كنا مستورين الحال، كنت استطيع تغطية نفقات أولادي دون متاعب،أما الآن "أصبحنا نعيش على وجبة واحدة، عدا الأطفال نقدم لهم وجبة إضافية، بسبب صراخهم المستمر من الجوع".

يواصل سالم حديثه وملامح الحزن تسيطر عليه قائلا "لا يوجد في المنزل سواء 5 كيلو من الدقيق، حاولت الذهاب إلى التجار الذين اعرفهم، فكان الرد "سدد ما عليك أولا، تعاملنا مع تجار الجملة أصبح نقدا ولا نستطيع التعامل بالديون".

ويتساءل سالم بغصة من الحزن وقلة الحيله " أين نذهب من هذا الوضع؟ لا أعمال، ولا رواتب، ولا مصدر دخل بديل، في ظل حكومة لم تهتم بأمر مواطنيها.

وأختتم حديثه، "لم أعد احتمل البقاء" جملة أخرجها سالم من الأعماق، شعرت بأن قلبه وفؤاده خرج معها، ثم انصرف ودموعه تغرق لحيته البيضاء النقية".

 

عدم القدرة على توفير الاحتياجات

المواطن "جميل" هو الأخر الذي يكتوي بنار أزمة توقف الرواتب، وانقطاع الأعمال، في وقت استنفد الناس كل ما لديهم من استراتيجيات للبقاء، دون وجود أي بوادر اتفاق سياسي يلوح في الأفق.

يقول " جميل " البالغ من العمر (55) عاما، أن حالته المعيشية ازدادت تعقيدا أكثر من أي وقت مضى، وبات لا يستطيع توفير احتياجات المنزل الضرورية، التي تبقيه وأطفاله " الثمانية" على قيد الحياة.

يضيف "جميل"،  في حديث لـ "يمن شباب نت" أن الأزمة الخانقة التي ضاعفتها أزمة توقف الرواتب، أجبرته على أن يذهب بورقة" ملكية منزله" إلى أحد تجار المنطقة لإقراضه كل ما يحتاجه من مواد غذائية، ومبالغ مالية "محدودة" لتوفير قيمة أقراص علاجية لمرض مزمن يعانيه، إلى حين استلام رواتبه.

 

حالتا " سالم"، و " جميل" نماذج لمئات الأسر من الموظفين الذين انقطعت بهم السبل، جراء توقف مرتباتهم، والتي زادت حياتهم القاسية، أكثر قساوة  وحرمانا، ومنحهم رصيدا مفتوحا من التعاسة والشقاء، في ظل وعود متتالية تطلقها البنوك المركزية الخاضعة للشرعية، والواقعة تحت سيطرة الانقلابيين على حد سواء، بصرف رواتبهم، الإ أن تلك الوعود لم ترى النور بعد سوى في وسائل إعلام الطرفيين.

 

مليون و200الف موظف حكومي

ويبلغ عدد موظفي الجهاز الإداري في اليمن نحو مليون و200 ألف موظف بالقطاعين المدني والعسكري، وتبلغ فاتورة الرواتب 75 مليار ريال شهريا (300 مليون دولار)، من بينها 25 مليون ريال (نحو 100 مليون دولار)، لمنتسبي الجيش والأمن وفقا للبنك المركزي اليمني.

وبالتزامن مع هذه المعاناة.. حذرت الأمم المتحدة من أن ملايين الأشخاص  يعانون من خطر الموت جوعا في اليمن ، وأن النزاع يسبب خسائر فادحة، وخاصة للأشخاص الأكثر احتياجاً، لاسيما النساء والأطفال".

ووفقا للتقارير الدولي فإن الجوع يزداد كل يوم في اليمن وقد استنفد الناس كل ما لديهم من استراتيجيات للبقاء. وهناك الملايين من الناس لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة دون الحصول على مساعدات خارجية".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر