خلافات صالح والحوثي..صراع مصالح أم تناقضات تحالف

لا يكاد يمر يوم حتى تتسع مساحة الخلافات بين مليشيات الحوثي وعصابات المخلوع صالح، بشكل أكبر وبخطى متسارعة، وصلت حد التهديدات المتبادلة بين الطرفين، على خلفية وقوف صالح في وجه سعي جماعة الحوثي الحثيث للسيطرة على قوات الحرس الجمهوري الذراع الأيمن والأقوى للمخلوع.

وفي أبرز تطورات هذه الخلافات، هو ما اعلنه القيادي الحوثي صادق أبو شوارب مؤخرا عبر قناة المسيرة، التابعة للحوثيين، حيث اتهم قيادات المؤتمر التابعة لصالح باللعب على حساب دماء الحوثيين، مهدداً بثورة ضدهم، وكنس زعيمهم المخلوع، عقب رفض وعرقلة الأخير لخطوات تشكيل الحكومة الانقلابية، كرد عملي على سعي الحوثيين للسيطرة على الحرس.

وبعيدا عن الأسباب المعلنة للخلافات المتزايدة بين الطرفين، فأن ثمة أسباب وأهداف جوهرية للصراع، تظل خفية عن الرأي العام، ربما تكشف الأيام القادمة عن بعضها بوضوح.

تحالف هش

وفي هذا السياق يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي، أنه لا توجد أسس قوية للتحالف القائم حالياً بين صالح والحوثيين، ولهذا يبدو التحالف هشاً أكثر من أي وقت مضى.

ويضيف التميمي في حديث لـ"يمن شباب نت" بأن هناك تباين واضح في الأسس والمنطلقات السياسية والفكرية لطرفي التحالف، فالحوثيون يريدون استعادة الإمامة، وهو مشروع منفصل تماماً عن مشروع المخلوع صالح الذي يريد تمكين عائلته السياسية من السلطة في البلاد مجددا.

وتابع التميمي: "ونظرا لهذه التوجهات المختلفة، يبدو الحليفان متناقضاًن، وسيزداد هذا التناقض الذي قد يصل إلى مستوى المواجهة العسكرية كلما توفرت الفرصة لترسيخ سلطة الأمر الواقع في صنعاء، وسينخفض مستوى الخلاف، مع استمرار تعرض تحالف الانقلاب للتهديد من جانب الحكومة والتحالف.

ومع ذلك يعتقد التميمي أنه من السابق لأوانه أن ينفض التحالف الانقلابي دون رؤية يقينية بشأن مستقبلهما السياسي، مستبعدا أن يتبدد التحالف على مشارف هزيمة محتملة أمام الحكومة والتحالف العربي، خاصة أن المؤثرون الإقليميون هم من يتحكمون إلى حد كبير بتوجيه سياسية التحالف الانقلابي ومواقفه ومعاركه ضد السلطة الشرعية.

ويخلص الكاتب والمحلل السياسي اليمني، التميمي، إلى أن هدف الدفع بالعلاقة بين الطرفين إلى مستوى من التوتر يظل في سياق الأهداف الإعلامية التي تهدف ربما إلى إبقاء الباب موارباً أمام الرياض لإعادة فتح خط للتواصل مع المخلوع صالح، أو الذهاب إلى عقد صفقة سرية مع الحوثيين على خلفية التباين المعلن في المواقف مع حزب المخلوع صالح.

صراع مصالح

من جهته يلاحظ المحلل السياسي نبيل البكيري أن الخلافات بين التحالف الانقلابي (الحوثي - صالح ) تزداد يوما بعد اخر، فكلما حشر الانقلابيون في زوايا ضيقة اعتقدوا أن هناك أطرافا تحاول ان تجعل منهم قرابين.

إلا أن البكيري، وضمن حديثه لـ"يمن شباب نت"، يستبعد دخول الحوثيون وصالح في مواجهات عسكرية، كون تحالفهم استراتيجي ولا يمكن ان يدخلوا في صراع مفتوح، مشيرا إلى أن ما يحدث حاليا هو صراع على حجم المصالح، لا سيما بعد أن شعر المؤتمرون في جناح المخلوع ان مصالحهم اصبحت في أيدى الحوثيين يحكمون بها كيفما يشاؤون.

ويعزز البكيري رؤيته، بعدم دخول الطرفين في مواجهة مسلحة في الوقت الحالي، بقوله "أن التحالف القائم بين الحوثي وصالح يستند الى خلفيات مذهبية ومناطقية، فضلا عن وجود ضامن لهذا التحالف، ممثلا بايران التي قامت بتأسيسه وحافظت عليه ولا تزال".

واستنادا لذلك، يعتقد البكيري، أنه يصبح من الصعوبة الغاء أي طرف للآخر، لان الطرفان يخضعان للتوجيهات والاوامر التي تصلهم من طهران، التي ترى أن مصلحتها تكمن في استمرار التحالف الانقلابي في الوقت الحالي على الأقل.

ويخلص البكيري إلى أن المناوشات والصراعات بين الطرفين ستستمر، مستبعدا في الوقت ذاته، أن تصل هذه المناوشات الى درجة المواجهة العسكرية، لان الطرفان يدركان جيدا أن تحالفهما استراتيجي ولا يمكن أن يفرطوا به. حسب وجهة نظره. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر