الضالع: الألغام الخطر المزروع تحت الأرض ضحاياه المدنيين

[ أحد الأطفال الضحايا جراء القصف العشوائي للحوثيين في محافظة الضالع (أرشيفية) ]

تتنوع قصص الموت في حياة اليمنيين بتعدد وسائل مليشيا الإنقلاب التي تصنعها لهم، فمن لم ينال نصيبه بصاروخ باليستي أو رصاص قناصه، أو قذيفه مصدرها الميليشيات، يجد نصيبه، موجود تحت التراب، عن طريق الألغام التي زرعتها المليشيا الانقلابية، والتي باتت خطر يهدد حياة المواطنين، وهاجسآ يقض مضاجع الأمنين، في كل لحظة ومكان..

نعمة وعزالدين.. ضحايا ألغام!   

 

نعمة قايد الكلالي 80 عاماً، واحدة من ضحايا الخطر المزروع وسط واطراف قريه "المعصر"  الخاضعة لسيطرة مليشيات الإنقلاب بشمال مديريه قعطبة غرب محافظة الضالع.

 

تسرد "نعمة" عن تفاصيل قصتها "ليمن شباب نت" بالقول  "كنت ذاهبه لشراء قصب "علف" الذرة للمواشي من احد الوديان القريبة من جبل "ناصه" القريب من القرية، والذي تسيطر عليه الميليشيات، فتفاجأت بما لم أتوقع خلال فتره حياتي.

 

وأضافت، كنت أمشي وأشعر بالأمان، ونظراتي تتوزع لأي خطر من الأعلى "رصاصه " أو "شظايا" لكني وجدت نفسي جسد مقطع، خلال ثواني.   

 

فقدت "نعمة " رجلها اليسرى وأجزاء من اطراف يدها اليسرى، وترقد حالياً في أحد المستشفيات بعد 80 عاماً من الكفاح. 

ومن الشيوبه الى الطفولة، تستمر قصص الخطر بحق المدنيين نتيجة الألغام التي زرعتها الميليشيات والذي كان ضحيته الطفل "عزالدين الأعقم " 14 عاما ، والذي هو الآخر كان أحد ضحايا الألغام التي زرعتها المليشيا الانقلابية، التي بددت كل أحلامه ورمت بها في سبيل المعاناة والألم، الذي يحتسيه صباح مساء. 

 

يتحدث عزالدين بلهجته البريئة كطفولته، عن قصته مع "اللغم" الذي كان أحد ضحاياه، بالقول، كنت أرعى الغنم، التي أعمل في رعايتها بشكل يومي، الى جوار دراستي، حيث أرعى الغنم في العطلة، وذات يوم وعند عودتي من المدرسة  بأطراف قريه "المعصر"  شمال قعطبة، صادفني لغم وأنا عائد من المدرسة، فقدت قدمي بسببه.

 

وها هو اليوم "عزالدين" يذهب الى المدرسة، متكئآ على عصاه، بعد أن فقد قدمه اليمنى، ليبدأ حياة جديدة عنوان الاعاقة والتحدي.

  


'نعمة "و"عزالدين"  ليستا الإ إنموذجين، لعشرات القصص المأساوية التي كانت ضحايا الألغام التي زرعتها المليشيا الانقلابية، لتظل تصارع الحياة، بعد ان فقدت جزء من أطرافها وتحول الكثير منهم الى اصحاب إعاقات مستديمة.

 

أرقام وإحصائيات!

 

في إحصائيه حصل عليها "يمن شباب نت " أن اكثر من 20 مواطن هم ضحايا الألغام خلال عام 2016 فقط، في محافظة الضالع.

 

ووفقاً للإحصائية، فإن نسبه النساء والأطفال بلغت هي الأعلى بين  عدد الضحايا.

 

وكان "يمن شباب نت"  قد كشف خلال شهر أكتوبر قيام ميليشيات الإنقلاب  برزع كميات كبيره من الألغام في القرى الغربية "لمريس" و"شمال قعطبه" و"جنوب دمت" بمحافظة الضالع.

 

ولم تمض سوى أيام معدودة في أولئك، حتى انفجر لغم بسيارة كانت تحمل مواطنين، زرعت المليشيا هذا اللغم بالطريق العام، بين قريتي المعصر ورمه غرب مريس نتج عنه مقتل ثلاثة مواطنين واصابة أخر.

 

مناشدات عاجله!

وفي الوقت الذي يرتفع فيه ارقام الضحايا في صفوف المدنيين، فقد أكدت مصادر متعددة استمرار المليشيا بزرع كميات كبيرة من الألغام، وسط مناشدات الأهالي والمواطنين للمنظمات الحقوقية والانسانية، بسرعة التدخل العاجل لإنقاذ أبناء المنطقة من هذا الخطر الداهم الذي بات يترصد المواطنين من ابناء محافظة الضالع، والعمل على الضغط على المليشيا لتسليم خرائط الألغام للهلال الأحمر ليتم نزع تلك الألغام.


 

وطالب الناشط والحقوقي احمد الضحياني - مسؤول مؤسسه و"ثاق" للتوجة المدني بالمحافظة بسرعة الضغط على المليشيا لتسليم خرائط الألغام حتى تتمكن المنظمات المختصة بالعمل على نزعها.

 


وكشف الضحياني في تصريح "ليمن شباب نت"  أن  مليشيات الحوثي وصالح تلجا لزرع الألغام في الطرقات والمواقع التي تنسحب وتفر منها، موكداً أن أغلب الضحايا في صفوف المدنيين.

ويبقى الخطر ينتظرهم  !

وبين احياء تلك القرى التي تقاوم الحياه، وتبحث عن لقمة العيش وسط المزارع التي هي مصدر دخل نسبه كبيره من السكان بالمحافظة  تجد الموت مزروعاً يحصد كل من يمر او يبحث عن بقايا حياه زرعتها مليشيات الموت في القرى الخاضعة لسيطرتها بشمال وغرب محافظة الضالع.

 

كما أن الأدوات والآلات المعنية بإزاله الخطر "كاسحات  الألغام"  تبدو غائبة عن هذه الجبهة التي تعاني من تجاهل وغياب للدور الحكومي بحسب ما يراه المختصون.
.
 

وعليه فإن الخطر سيبقى قائماً من الموت الذي زرعته المليشيات، وبات يترصد المدنيين ليرتفع أعداد الضحايا، ما لم يتحرك اليمنيون حكومة وشعباً لإنتزاع خطر هذا "اللغم " المتمثل بالإنقلاب.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر