تصاعد التوتر بين القوتين العظميين: روسيا تهدد أمريكا بإسقاط طائراتها بسوريا وتستعد لحرب نووية

حذر مقدم النشرة المسائية بالمحطة الأولى للتلفزيون الرسمي الروسي من أن بطاريات المضادات الجوية الروسية في سوريا "ستسقط الطائرات الأمريكية". وفقا لما نقله موقع "عربي21" بلندن يوم الجمعة.

وأعلن الكرملين، يوم الجمعة ايضا، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقر اتفاقية مع الحكومة السورية تسمح لروسيا باستخدام قاعدة حميميم الجوية في سوريا لأجل غير مسمى. وهي القاعدة التي يستخدمها سلاح الجو الروسي منذ فترة في شن ضربات جوية لمصلحة دعم الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، أعلنت روسيا خططا لبناء قاعدة بحرية دائمة في ميناء طرطوس السوري. وتقول المعلومات أن روسيا نشرت بالفعل منظومة دفاع مضادة للطيران من نوع "إس-300" في طرطوس بشمال غرب سوريا، حيث تملك منشآت بحرية عسكرية، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.

وقال موقع "عربي21"، الجمعة، أن تقريرا لقناة "روسيا 24" تحدث "عن تحضير ملاجئ للحماية من ضربات نووية في موسكو قد تشنها عليهم واشنطن مستقبلا".

وتوترت العلاقة بين واشنطن وموسكو مؤخرا بعد فشل المباحثات الثنائية بينهما بشأن حل الأزمة السورية. وتبادل الطرفان الاتهامات بإفشالها.

وأشارت وكالة رويترز، في تقرير لها نشرته الخميس الماضي، إلى أن واشنطن في سوريا تحولت إلى السؤال المتعلق بما إذا كان ينبغي لها القيام بعمل عسكري بعد انهيار أحدث جهودها للتوسط في هدنة مع روسيا الشهر الماضي.

وينظر إلى إدارة أوباما على أنها تقاعست عن العمل منذ وقت مبكر في سوريا بشكل خاص، الأمر الذي قلص من خيارات الرئيس أوباما في الوقت الراهن بعد أن فشلت المباحثات التي استمرت اشهرا مع الإدارة الروسية. حيث لم تعد الفترة المتبقية لأوباما في الرئاسة (ثلاثة أشهر تقريبا) كافية لإنجاح أي عمل عسكري يتطلبه تصحيح الموقف الأمريكي المتهم بالتخلي عن حلفائه الرئيسيون في دول الخليج والشرق الأوسط، وإخلاء الساحة، وخصوصا في العراق وسوريا، لإيران وروسيا التي تدخلت عسكريا في سوريا بقوة ونجحت خلال عام من هذا التدخل في إنعاش حياة نظام الأسد الذي بدأ باستعادة عافيته وقوته مؤخرا بعد أن كان على وشك الانهيار في لحظاته الأخيرة.

وتأتي التهديدات الروسية الأخيرة، باستعدادها اسقاط أي طائرات أمريكية في سماء سوريا، في إثر محاولة أخيرة يقوم بها الرئيس الأمريكي أوباما بهدف تصحيح وضع إدارته، المتهمة، خلال الفترة المتبقية لها من الحكم. حيث توقع مسؤولون أمريكيون لوكالة رويترز، الخميس، أن يعقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الجمعة إجتماعا استثنائيا مع كبار مستشاريه للسياسة الخارجية لبحث خيارات عسكرية وخيارات أخرى في سوريا مع مواصلة الطائرات السورية والروسية قصف حلب وأهداف أخرى.

وقال المسؤولون لرويترز إن بعض كبار المسؤولين يرون أنه يجب على الولايات المتحدة التحرك بقوة أشد في سوريا وإلا فإنها تخاطر بأن تفقد ما تبقى لها من نفوذ لدى المعارضة المعتدلة ولدى حلفائها من العرب والأكراد والأتراك في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه إن بعض الخيارات تشمل عملا عسكريا أمريكيا مباشرا مثل شن ضربات جوية على قواعد عسكرية أو مخازن للذخيرة أو مواقع للرادار أو قواعد مضادة للطائرات. لكن المسئول أشار إلى أن أحد مخاطر هذا التحرك يتمثل في أن القوات الروسية والسورية غالبا ما تكون متداخلة فيما بينها وهو ما يثير احتمال مواجهة مباشرة مع روسيا يحرص أوباما على تجنبها.

وفي هذا السياق، قلل مسؤولون أمريكيون، طبقا لوكالة رويترز، من إمكانية أن يأمر أوباما بضربات جوية أمريكية على أهداف للحكومة السورية، وأكدوا أنه قد لا يتخذ قرارا في الاجتماع المزمع لمجلسه للأمن القومي. لكنهم ذكروا أن أحد البدائل هو السماح لحلفاء بتزويد معارضين مسلحين اختارتهم الولايات المتحدة بعد تمحيص بمزيد من الأسلحة المتطورة دون ان تشمل صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف تخشى واشنطن أنها قد تستخدم ضد طائرات غربية.

وقالت رويترز، ضمن تقريرها، إن الهدف النهائي لأي عمل جديد قد يكون هو دعم المعارضة المعتدلة كي يتسنى لها تفادي ما يعتبر على نطاق واسع الآن السقوط الحتمي لشرق حلب الذي تسيطر عليه المعارضة في يد قوات الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران.

وأضافت: وقد يخفف من حدة إحساس بالخيانة والخذلان بين المعارضة المعتدلة التي تشعر أن أوباما شجع انتفاضتها بالدعوة إلى رحيل الأسد لكنه تخلى عنها بعد ذلك متقاعسا حتى عن تنفيذ تهديده بشان "الخط الاحمر" فيما يتعلق باستخدام سوريا لأسلحة كيماوية.

ويستبق هذا التصعيد الروسي الأخير، اجتماعا تقرر له أن يعقد السبت في مدينة لوزان السويسرية بين وزيري الخارجية والروسي، لاستئناف جهودهما الفاشلة لإيجاد حل دبلوماسي، طبقا لرويترز التي توقعت أن ينضم إليهما نظراؤهما من تركيا وقطر والسعودية وإيران. لكن الوكالة نقلت عن مسئولين أمريكيين أنهم عبروا عن "فرص لا تذكر للنجاح"، لاجتماع لوزان.

ولفتت أيضا إلى أن الاجتماع المقرر الجمعة في البيت الأبيض واجتماع لوزان السبت يأتيان "بينما يواجه أوباما الذي لم يتبق له في السلطة سوى 100 يوم قرارات أخرى بشأن زيادة المشاركة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط -لا سيما في اليمن والعراق- وهو موقف عارضه عندما وصل إلى مقعد الرئاسة في البيت الابيض في 2008".

وأختتمت رويترز تقريرها، المطول بشأن الأزمة السورية بين واشنطن وموسكو، الذي نشرته الخميس، إلى تصريحات لـ"أنتوني كوردسمان" من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، والذي أشار إلى أن تقاعس الولايات المتحدة عن العمل في وقت مبكر عن ذلك في سوريا وخصوصا في حلب قلص خيارات أوباما.

وأضاف بالقول: "إذا تجاهلت خياراتك لفترة طويلة فإنك تخاطر بألا يبقى لك شيئا منها"

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر