دمار ودماء وأشلاء.. هكذا وجد الفلسطينيون مخيم "النصيرات" بعد انسحاب الاحتلال

كشف انسحاب الجيش الإسرائيلي، الخميس، من منطقة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، عن حجم دمار كبير ورائحة دماء وأشلاء تفوح في أنحاء المنطقة.
 
وعلى مدار 8 أيام، دمر الجيش الإسرائيلي المنطقة بشكل شبه كامل وسعى في خرابها، ما أثار صدمة الفلسطينيين الذين لم يتوقعوا هذا الحجم الهائل من الدمار الذي لحق بالمنطقة.
 
بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي تمكن فلسطينيون من العودة إلى منازلهم ومحالهم التجارية التي كانت نابضة بالحياة، لكنهم وجدوها أطلالا تتناثر فيها جثث القتلى والجرحى.
 
لم تسلم الشوارع والبنية التحتية من عملية الجيش، حيث اختفت شوارع كاملة وانهارت بنايات سكنية عالية، فأصبحت مجرد ذكرى للفلسطينيين الذين انتابهم الحزن والأسى بعد تلك المشاهد الصادمة التي لم يشاهدوا مثيلًا لها من قبل.
 
المساجد أيضًا تعرضت لتدمير الجيش الإسرائيلي، وتحولت المعالم الدينية إلى ركام، وتم تدمير المآذن وتشويه جماليتها الدينية المميزة.
 
أين يذهب السكان؟
 
أحد الفلسطينيين الذين نجحوا بالعودة إلى منطقة المخيم قال: "وجدنا المنطقة في حالة خراب شامل ودمار، وتغطيها آثار الدماء".
 
وأضاف الرجل للأناضول مفضلا عدم نشر اسمه: "لم نتوقع حجم الدمار الذي شهدناه في تلك المنطقة، فالأمر كان صادماً للغاية".
 
وتابع: "غادر الناس المنطقة أثناء توغل الجيش الإسرائيلي بشكل مفاجئ، ولم يتسن لهم الحصول على شيء من ممتلكاتهم، فلجأوا للنجاة بأرواحهم فقط".
 
وعن الأوضاع العامة في القطاع، أشار إلى أن "الوضع غير مقبول بعدما مضى نحو 7 أشهر من الحرب، ونحن نريد أن تتوقف".
 
وتساءل بحيرة: "أين يذهب السكان؟ المدارس مكتظة بالنازحين، والشوارع مليئة بالخيام، ونحن نعيش في ظروف صعبة للغاية".
 
بدوره، قال آخر بعد هول الصدمة: "كنا نسكن في منازلنا واليوم نبحث عن خيمة لنجلس فيها بعد تدمير منازلنا وخسارة ممتلكاتنا".
 
وأضاف: "بعد بناء المستقبل، لم يبق شيء، أبناؤنا في سن الـ20 وليس لديهم مستقبل".
 
متى ستنتهي الحرب؟

فلسطينية تمكنت من تفقد منزلها المدمر، قالت: "ذهبت لتفقد منزلنا ووجدت كل شيء مدمرًا، ولم يسلم المسجد من الدمار أيضًا".
 
وأضافت: "قتل أبي، فقدت أحبابي وأقاربي"، متساءلة بحرقة: "إلى متى ستستمر الحرب؟ يكفي، فقدنا كل شيء، كل شيء تم تدميره".
 
والخميس، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني انسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال مخيم النصيرات، مخلفا عشرات الشهداء إثر عملية عسكرية استمرت 8 أيام متواصلة.
 
وقال في بيان: "بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من شمال النصيرات، تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشال عدد من الشهداء، وما زال هناك العديد من الشهداء تحت الركام والأنقاض لم يتم إخراجهم بعد".
 
وشدد البيان على حاجة الدفاع المدني الفلسطيني لـ"معدات وآليات حفر ثقيلة حتى يتمكن من البحث عن جثامين الشهداء وإخراجها".
 
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش "أنهى الليلة الماضية الغارة التي استهدفت أطراف مخيم النصيرات".
 
ومساء الأربعاء، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن عملية الجيش الإسرائيلي في النصيرات أسفرت عن 520 قتيلا وجريحا ومفقودا، خلال أسبوع.
 
وأشار إلى أن الجيش "دمر خلال العدوان 14 برجا وعمارة سكنية وعشرات المنازل التي تعود لمواطنين شردهم الاحتلال من أبراجهم وعماراتهم السكنية ومنازلهم، تحت تهديد قصف الطائرات وقذائف الدبابات".
 
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 110 آلاف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
 
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

المصدر: الأناضول

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر