أقسى أيام الحرب.. الاحتلال يعترف بمقتل 15 عسكريا بيوم واحد ومحلل صهيوني: حماس تستثمر تفوقها

[ قتلى من قوات الاحتلال (رويترز) ]

نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن جيش الاحتلال وصفه نهاية الأسبوع الأخير بأنها الأقسى منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بعد مقتل 14 جنديا وضابطا وإصابة 44 آخرين، 10 منهم في حالة خطرة، وذلك في آخر أيام الأسبوع.

وفي نباء عاجل قبل قليل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط في معارك بشمال غزة ما يرفع عدد قتلاه إلى 15 خلال 24 ساعة.
 
واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد بأن إسرائيل "تدفع ثمنا باهظا" في الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
 
وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة "ندفع ثمنا باهظا جدا في الحرب لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال".
 
ووصفت وكالة أسوشيتد برس، في تقرير لها اليوم، إعلان جيش الاحتلال مقتل هؤلاء الجنود في غزة بأنه واحد من أعنف أيام المعارك منذ بدء إسرائيل هجومها البري على القطاع نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
 
وأشارت إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما زالت قادرة على خوض القتال رغم الحرب الوحشية المستمرة منذ أسابيع.
 
ويرتفع بذلك مجمل قتلى الجيش الإسرائيلي منذ عملية طوفان الأقصى والحرب على غزة إلى 487 جنديا وضابطا، بينهم 159 قتلوا منذ بدء العملية البرية.
 
عمليات المقاومة

لكن الخسائر اليومية التي يقر بها الاحتلال تبقى أقل مما تعلنه المقاومة الفلسطينية، فقد أعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- أنها قتلت عددا كبيرا من الجنود الإسرائيليين في كمائن نصبتها لقوات الاحتلال بالقطاع.
 
وقالت كتائب القسام -أمس السبت- إنها قتلت جميع أفراد 4 سيارات عسكرية إسرائيلية بكمين محكم في جحر الديك وسط القطاع، بعد تفجير حقل عبوات مضادة للأفراد والدروع في القوة الإسرائيلية.
 
وأضافت الكتائب أن مقاتليها دمروا دبابة إسرائيلية هرعت إلى المكان بقذيفة "الياسين 105" واستهدفوا قوات نجدة وإخلاء بمنطقة العملية، مشيرة إلى أن طائرات وسيارات إسعاف للاحتلال شوهدت تنقل القتلى من المكان.
 
وإلى الشرق من جحر الديك قرب السياج الحدودي، استهدف عناصر القسام قوة إسرائيلية راجلة بعبوة وأسلحة رشاشة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
 
وفي شمالي قطاع غزة، وتحديدا جباليا البلد، أكدت كتائب القسام أنها أوقعت عددا كبيرا من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، مؤكدة أن الاشتباكات بهذا المحور مستمرة.
 
كما قالت إن مقاتليها دمروا 5 دبابات إسرائيلية في جباليا باستخدام صاروخين إسرائيليين لم ينفجرا، مؤكدة أن أحد المقاتلين أجهز على 4 جنود من مسافة صفر في حي القصاصيب بمخيم جباليا.
 
وفي جنوبي القطاع، أكدت كتائب القسام أنها استدرجت 5 جنود إسرائيليين من وحدة "يهلوم" إلى نفق شرق خان يونس وفجّرته بعد دخولهم إليه، مؤكدة القضاء عليهم من نقطة صفر.
 
كما دمر مقاتلو القسام ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" شمال مدينة خان يونس، وهو ما أدى لاشتعال النيران فيها، حسب ما ورد في أحد بيانات الجناح العسكري لحركة حماس.
 
ويتزامن ذلك مع اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال في جباليا البلد، حيث تحاول قوات الاحتلال التقدم وسط قصف مدفعي كثيف، وتحليق لمقاتلات إسرائيلية في سماء شمالي قطاع غزة.
 
حماس تستثمر تفوقها
 
في السياق، قال المحلل العسكري إسرائيلي ​​​​​​​لنير دفوري ، الأحد، إن حركة "حماس" تستثمر تفوّقها في حرب العصابات بجنوبي قطاع غزة، باعتبارها "منطقة تعرفها جيدا"، وشدد على أن عدد القتلى الكبير للجيش الإسرائيلي خلال الـ 24 ساعة الأخيرة يؤكد وجود "معارك ضارية".
 
جاء ذلك في تحليل له نشرته القناة "12" العبرية (خاصة) على موقعها الإلكتروني تحت عنوان "هل حقق الجيش الإسرائيلي الأهداف التي حددها حتى الآن؟.. النموذج الذي تختبره إسرائيل في شمال قطاع غزة".
 
وأضاف دفوري: "تشهد عطلة نهاية الأسبوع الصعبة، التي قُتل خلالها 13 عسكريا (قبل الإعلان عن مقتل جندي جديد) في معارك بقطاع غزة، على شدة القتال والمعارك الصعبة التي تدور رحاها".
 
وتابع أن "قدرة مقاتلي حماس على تعقّب الجيش الإسرائيلي، والخروج من فتحات الأنفاق حتى في المناطق التي احتلها الجيش، وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات أو قذائف (آر بي جي)، تنجح في إلحاق خسائر بقواتنا".
 
واستدرك: "الحقيقة أن حماس تستغل تفوّقها في حرب العصابات في منطقة تعرفها جيدا"، مضيفا: "المعارك شديدة، وتتركز في وسط وجنوبي قطاع غزة، حيث لا تزال القوات في طور اختراق خطوط دفاع العدو (المقاومة الفلسطينية)، التي تم إعدادها لذلك منذ فترة طويلة".
 
دفوري قال إن إسرائيل "تحاول الاستفادة من الوضع الذي وصل إليه الجيش في شمالي قطاع غزة وتحويل المنطقة إلى نموذج".
 
وأوضح أن "الهدف هو إنشاء هيئة في شمالي قطاع غزة، بالتعاون مع الهيئات الدولية، تتألف من السكان المحليين، وتكون مسؤولة عن توزيع المساعدات الإنسانية، وبالنظر إلى صور الفوضى القادمة من الجنوب وفقدان السيطرة، ستكون لهذه الهيئة قوة كبيرة".
 
و"سيصبح هذا النموذج ممكنا بفضل حقيقة مفادها أن الجيش الإسرائيلي قد سيطر بشكلٍ شبه كامل على المنطقة، وأن حماس غير موجودة هناك بحكم الأمر الواقع"، على حد قول دفوري.
 
وتوقع أنه "ربما تكون الهيئة التي ستتولى المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية هي نفسها التي ستتولى زمام الأمور في القطاع بأكمله مستقبلا".
 
ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في منصبه بعدها، عبر إعادة الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء حكم "حماس" لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عقود.
 
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوما ضد قواعد عسكرية ومستوطنات قتلت فيه نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
 
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ ذلك اليوم، حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى ظهر الأحد 20 ألفا و424 قتيلا، و54 ألفا و36 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
 
المصدر : أسوشيتد برس + الأناضول + الصحافة الإسرائيلية
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر