لماذا ستبذل إيران ما بوسعها لمنع التوصل لأي تسوية دبلوماسية للصراع في اليمن؟

[ مستشار الخارجية الإيرانية على أصغر خاجي يلتقي قيادة الحوثيين بسفارة طهران في مسقط ]

قالت صحيفة أمريكية إن إيران ستفعل ما في وسعها لمنع التوصل لأي تسوية دبلوماسية للصراع في اليمن، طالما أنها تعتقد بأن "النصر ما يزال في متناول اليد"، في الوقت الذي التقى مستشار الخارجية الإيرانية، علي أصغر خاجي، قيادة الحوثيين في العاصمة العمانية مسقط لبحث آخر المستجدات في اليمن.
 
ووفق تقرير لصحيفة واشنطن تايمز «Washington Times» - ترجمة "يمن شباب نت"- "فإن العملية الفرنسية - الأمريكية التي صادرت شحنة إيرانية ضخمة من الأسلحة المتوجهة للحوثيين باليمن، تعد "خبراً ساراً" وتفتح أبواب التكهنات حول الحجم الحقيقي للشحنات الإيرانية التي وصلت إلى الحوثيين".
 
وأشار التقرير "بأن دعم الحوثيين هو إحدى الطرق التي يستخدمها حكام إيران لنشر ثورتهم، فمن خلال حزب الله أصبحوا أقوى قوة في لبنان، وبالتعاون مع روسيا دعموا دكتاتورية الأسد القاتلة في سوريا، وهم يحولون العراق ببطء - وإن لم يكن بالتأكيد - إلى مستعمرة لهم".
 

إيران تتحرك في مسقط

قالت الخارجية الإيرانية في وقت متأخر الأربعاء إن علي أصغر خاجي كبير مستشار وزير الخارجية الإيرانية التقى قيادة الحوثيين برئاسة رئيس وفدهم التفاوضي محمد عبد السلام، في مسقط بعد يومين من زيارة قام بها وزير الخارجية السعودية إلى مسقط. وأشارت "أن المسؤول الإيراني أكد ترحيب طهران بجهود تمديد الهدنة في اليمن، أكد أن لا حل عسكري للصراع في اليمن".
 
وتأتي زيارة المسؤول الإيراني إلى مسقط في ذروة مفاوضات دولية وإقليمية مكثفة لتمديد الهدنة بين الحكومة والحوثي بعد تعثرها في مطلع أكتوبر الماضي. ومن المتوقع أن يصل إلى مسقط المبعوث الأممي هانز غروندبيرغ، وكان قد سبقه أمين عام جامعة الدول العربية، ومسؤولين سعوديين، والمبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ.
 
ومنذ سبتمبر/ أيلول 2022، تدور مفاوضات ثنائية بين السعودية وميلشيات الحوثي برعاية عُمان، من اجل تمديد الهدنة المنتهية في اليمن، وزادت وتيرة التوقعات بإعلان اتفاق جديد بالتزامن مع الحراك الدبلوماسي المكثف خلال الأسابيع الماضية، حيث زار وفد عماني صنعاء مرتين خلال اقل من شهر للقاء قيادات الحوثيين.
 

اليمن كموقع استراتيجي
 
ويقع اليمن على الشاطئ الشرقي لأحد الممرات المائية الأكثر استراتيجية في العالم: حيث باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، وبالتالي البحر الأبيض المتوسط ​​بالمحيط الهندي. - وبحسب التقرير - "ستتغير قواعد اللعبة إذا سيطرت طهران على هذا الممر بالإضافة إلى مضيق هرمز الذي يفصل إيران عن شبه الجزيرة العربية والذي يمر عبره 30٪ من تجارة النفط الخام المنقولة بحراً في العالم يومياً".
 
وقال التقرير "يدعم السعوديون الحكومة اليمنية، الشريك الاستراتيجي الأمريكي منذ أن التقى الرئيس فرانكلين روزفلت بالملك عبد العزيز بن سعود في عام 1945، التفاهم الضمني منذ ذلك الحين هو أن توفر الولايات المتحدة الأمن فيما يحافظ السعوديون على تدفق النفط في حدود المعقول بالنسبة للمستويات والأسعار لدعم النمو الاقتصادي الدولي".
 
وانتهك الرئيس أوباما هذا الاتفاق عندما مال نحو طهران وطلب من السعوديين "مشاركة الجوار"، وقد أدى اغتيال جمال خاشقجي عام 2018، المعارض السعودي والكاتب في صحيفة واشنطن بوست، إلى تفاقم العلاقات. فيما تعهد بايدن اثناء حملته الانتخابية كمرشح رئاسي، بجعل السعوديين "يدفعون الثمن ومنبوذين".
 
وبعد فترة وجيزة من انتقاله إلى البيت الأبيض، قام بشطب الحوثيين من القائمة السوداء للإرهاب (وهي لفتة تصالحية لم تكن مستحقة وغير متبادلة) ووجه بإنهاء دعم الولايات المتحدة للعمليات العسكرية الهجومية للتحالف بقيادة السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
 
"كان حكام إيران سعداء بلا شك، ومن الواضح أن السعوديين كانوا مستائين" – وفق التقرير - متسائلين لماذا يساعد الرئيس الأمريكي عملاء طهران؟  الحوثيون يطلقون صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف سعودية وإماراتية.  لماذا لا يريد السيد بايدن أن يجعلهم منبوذين؟  ألا يفهم ماذا سيعني الأمر إذا حكم الحوثيون اليمن على أعتاب السعوديين الجنوبيين بينما تعزز طهران هلالها الشيعي شمال شبه الجزيرة العربية؟
 
وانتقد تقرير الصحيفة الامريكية، بعض المحللين الذي يجادلون بأن الولايات المتحدة يجب أن تسعى إلى انفراج مع الحوثيين، حيث أشار بأن بعض هؤلاء المحللين أنفسهم سبق وأن نصحوا - وما زالوا يفعلون ذلك بالفعل - بأن هناك معتدلين داخل حركة طالبان يمكننا التعايش معهم.
 
وأشارت: "بأن شعار حركة الحوثي يجعل من المستحيل رؤية الدول الحرة والمحترمة تجد الكثير من القواسم المشتركة مع مثل هؤلاء، ولهذا ينبغي على أمريكا أن تفعل كل ما في وسعها لمنع أسلحة طهران من الوصول إلى وكلائها".
 
وتابع تقرير بالقول: "ليس من المصلحة الوطنية للولايات المتحدة أن تصبح اليمن مستعمرة أخرى لإمبراطورية الجمهورية الإسلامية المتوسعة والعنيفة".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر