قتل وسلب الممتلكات وإحراق المنازل.. عصابة حوثية تتسلط على رقاب المواطنين بمديرية "حبيش" في إب (تقرير خاص)

[ إحدى قرى حبيش/ تصوير: طاهر الفضلي ]

قبل أيام تعرضت بقالة المواطن "محمد عبدالله المجيدي" للنهب الكامل من قبل عصابة مسلحة تسلطت على رقاب أبناء مديرية حبيش، بغطاء ودعم من قيادات حوثية في محافظة إب وسط اليمن.
 
بألم وحسرة يروي المجيدي الكارثة التي حلت عليه بالقول: "حسبي الله ونعم الوكيل.. بقالة كما تلاحظون سقفها المتهالك، هي مصدر رزقي الوحيد وسط قرية سكانها أشد فقرا، تمت سرقتها شاملا كاملا ولم يبقوا فيها حتى إبرة خياط، لم يراعوا الحالة المادية ولا الوضع الصحي لابني الذي يعاني من فشل كلوي .. اشكوا همي وحزني لله وحده".
 
عملية السطو على محل "المجيدي" ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وهي واحدة من ضمن سلسلة جرائم لعصابة مسلحة تسلطت على رقاب المواطنين في مشهد يكشف الصورة الحقيقية لثقافة الغاب التي باتت سائدة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

 

تمكن "يمن شباب نت" من الحصول على معلومات حصرية عن هوية العصابة المسلحة التي عاثت الفساد في بلدة "صائر " بمديرية حبيش (شمال إب)، وعلاقتها بالحوثيين والجرائم التي ارتكبتها المليشيا بحق الأهالي في تلك المنطقة، نوردها في هذا التقرير الخاص.
 
أفراد العصابة والداعمين
 
أثارت حادثة إحرق متجر(طاحون) المواطن "علي بن علي" في أواخر أغسطس الماضي من قبل العصابة المسلحة، وتواطؤ المليشيا معها التساؤلات عن هوية العصابة وأعمالها والقيادات الداعمة لها.
 
وتُفيد المعلومات التي حصلنا عليها، بأن العصابة المسلحة تابعة لمليشيا الحوثي وأن العقل المُدبر لها والداعم الرئيسي هو القيادي الحوثي "حمود باعلوي"، وأن إدارة أمن مديرية حبيش بقيادة المدعو "قاف الهتار" متورطة هي الأخرى بدعم العصابة المسلحة والتواطؤ معها، وظهر ذلك جلياً في حادثة المواطن "علي بن علي".

وتشير المصادر إلى أن المعتدى عليه ذهب إلى إدارة أمن حبيش الخاضعة لإدارة الحوثيين للإبلاغ عما تعرض له متجره فقامت عناصر الأمن والمليشيا بإيداعه السجن ليوم كامل وعدم اتخاذ أي إجراءات بحق العصابة المسلحة التي قامت في اليوم التالي بمداهمة منزله وإضرام النيران داخله وإحراقه بالكامل.
 
وقال الإهالي إنه تم رفع عدة شكاوى وبلاغات عن ممارسات العصابة، إلاّ أن قيادة المليشيا الحوثية في ادارة أمن إب وإدارة أمن حبيش، تتجاهل ذلك، ويتم تقيد جميع الجرائم ضد مجهولين رغم معرفتهم بأسمائهم.

 

وأكدت المصادر، أن العصابة المسلحة التي عاثت في المنطقة الفساد تتكون من القيادي الحوثي "حمود علي عبد الله باعلوي" كداعم ومخطط والعقل المدبر لها، إضافة إلى كلاً من (حمود أحمد محمد الشامي المعروف بحمود سهفان، ومحمد عبد الرحمن الشامي المعروف أبو الزهراء، وعلي عبد الرحمن المكنى أبو جبريل، وسلطان عبد الرحمن المكنى أبو الرصاص، وزين العابدين علي هاشم الشامي المكني أبو بدر الدين، وعبد الله عبده حسين الشامي المكنى أبو مجد، ويحي حمود باعلوي المكنى أبو عبد الله، وعبد الدايم علي أحمد سيف الصنه، وأحمد حسن عبادي الصنه).
 
وبالعودة إلى هوية أفراد العصابة اتضح أن غالبية أفرادها من عناصر مليشيا الحوثي ومنخرطين في صفوفها والقتال إلى جانبها في عدة جبهات.
 
جرائم بالجملة
 
تواصل العصابة المسلحة جرائمها وانتهاكاتها بحق المواطنين وبدعم وتواطؤ من قيادات حوثية كبيرة، ما يؤكد أنها ممارسات ممنهجة هدفها إذلال الناس وسبلهم أموالهم وممتلكاتهم,
 
وحصل "يمن شباب نت" على توثيق محلي لجملة من الانتهاكات التي ترتكبها العصابة تتمثل في "أعمال القتل والتقطع والنهب وسرقة الدراجات النارية والمنازل وإطلاق النار على المنازل والسيارات، وفرض اتاوات مالية على المحال التجارية والباعة وفرض أفراد العصابة أنفسهم بالقوة مُحكمين لحل خلافات الأهالي بهدف الاستنفاع المالي.
 
وحسب توثيق الأهالي فقد أقدمت أفراد العصابة خلال السنوات الماضية، على قتل طفل وإصابة آخر بإعاقة دائمة في متجرهم، إضافة إلى إصابة أربعة مواطنين في حوادث منفصلة استهدفت عدد من المواطنين.
 
كما وثق الأهالي تسبب العصابة بتشريد مواطن من منزله والاستيلاء عليه، ونهب ستة منازل أخرى في قرى "صائر والسهولة ودراس" وإحراق آخر.
 
وتعرض 41 منزلا تعرض لإطلاق نار واستهداف من قبل العصابة المسلحة، حسب الإحصاءات المحلية نوردها بالأسماء في الكشف التالي:

 

صورة لوضع شاذ
 
ويرى الناشط الشبابي، عبدالرحمن البيضاني، بأن تسلط العصابات المسلحة المدعومة من الحوثيين على المواطنين، تجسد الواقع الشاذ الذي تشهده البلاد منذ انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
 
وقال في حديث خاص لـ "يمن شباب نت"، إن "الجرائم أصبحت روتين يومي وظاهرة لا تستدعي الوقوف عليها أو استنكارها باعتبارها حدث شاذ !!، كون الجرائم لم تعد شاذة في هذا الوضع الشاذ الذي يتسيده لصوص الليل وقطاع الطرق، ويتحكم بمصائر الناس ورقابهم مجموعة من المفصعين والقتلة".
 
وأضاف: "حبيش لا تختلف عن غيرها من المديريات الخاضعة لسلطة الحوثي، والوضع الأمني لا يخفى على أحد رغم محاولتهم البائسة في التكتيم على كثير من الجرائم.
 
وتشهد محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، فلتان أمني زادت معه معدلات الجريمة وأعمال القتل والنهب والسطو على ممتلكات المواطنين في مختلف مديريات المحافظة.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر