محللون: زيارة الوفد الأممي لصنعاء محاولة فاشلة لإنقاذ الحوثيين سياسيا (تقرير خاص)

[ نائب المبعوث الأممي خلال لقائه القيادي الحوثي صالح الصماد بصنعاء ]


بعد توقف دام لقرابة ثلاثة أشهر عن المساعي السياسية في اليمن عاد مؤخراً إلى الواجهة السباق المارثوني لإحياء المفاوضات مع الحوثيين والحكومة الشرعية.
 
المساعي تمثلت بزيارة نائب ولد الشيخ، معين شريم، إلى العاصمة صنعاء للقاء الحوثيين وقيادات حزب صالح لاستئناف المفاوضات في حين أعلن الحوثيون رفضهم لمقترحات الأمم المتحدة لشأن الحل السياسي.
 
وقال القيادي الحوثي، صالح الصماد، خلال لقائه اليوم الاثنين بنائب المبعوث الأممي" معين شريم" إنه إذا استمر تقدم قوات الجيش (الشرعية) باتجاه الحديدة سيتم" قطع البحر الأحمر والملاحة الدولية".
 
وفي وقت سابق من الشهر الجاري اشترطت الحكومة اليمنية عودتها للمفاوضات مع الانقلابيين شرط سماحهم للإغاثة الإنسانية بالوصول إلى المواطنين من دون اعتراضها و التزامهم بالمرجعيات الثلاث التي يجب أن تكون أحد أسس أي حوار قادم وفقاً لتصريحات صحفية لوزير الخارجية عبدالملك المخلافي.
 
ويرى مراقبون سياسيون أن زيارة نائب ولد الشيخ إلى صنعاء تمنح جماعة الحوثي فرصة لالتقاط أنفاسها وإعادة ترتيب صفوفها التي تكبدت مؤخراً خسائر فادحة مع تقدم قوات الجيش الوطني مسنوداً بقوات التحالف العربي في مختلف جبهات البلاد.
 
كلاماً مملاً وغير واقعي
 
وفي هذا الشأن؛ اعتبر المحلل السياسي، نبيل البكيري، توقيت زيارة نائب المبعوث الاممي إلى صنعاء" توقيت غير برئ وخاصة عقب التحولات الكبيرة التي حدثت عقب مقتل صالح على يد جماعة الحوثي والزيارة بمثابة تلطيف الجو الخانق الذي يحيط بالمليشيات ومحاولة كسر عزلتها التي باتت محاصرة بها".
 
و أضاف البكيري في سياق حديثه لـ"يمن شباب نت": الحديث عن السلام مع جماعة الحوثي أصبح كلاماً مملاً وغير واقعي بالنظر للمشوار الطويل الذي قضي في المباحثات والحوارات دون أي جدوى.
 
محاولات مصيرها الفشل
 
من جهته يرى الكاتب الصحفي، محمد محروس، أن الأمم المتحدة "لم تعد محل ثقة بالنسبة لليمنيين فجهودها التي تبذلها حتى اللحظة كلها في مهب الريح وكأنها تنفخ في قربة مثقوبة" حد وصفه.
 
أما عن مستقبل مساعي نائب المبعوث الأممي يقول، محروس،" كل المؤيدات تقودنا إلى الفشل، حيث والحوثيون لم يتجاوبوا مع كل جهد بذل في سبيل الحل السياسي ولم يذعنوا لأي قرار أممي يصب في هذا الاتجاه وهذا ما يجعلنا أمام حقيقة واحدة وهي أن هذه المليشيا لا يمكن أن تقرع إلا بالحل العسكري".
 
وأشار في سياق حديثة لـ"يمن شباب نت" إلى أن هذه المساعي لن تعدو عن كونها محاولة وستضاف إلى سلسلة المحاولات السابقة التي كان مصيرها الفشل الذريع.
 
تخبط عسكري وسياسي
 
أما عن توقيت المساعي الأممية يضيف، محروس، قائلاً "تأتي في وقت دقيق وحاسم بالنسبة للمليشيا التي تعيش حالة ترهل وتخبط كبيرين سياسيا وحالة تراجع عسكري بسبب ما آل إليه الوضع في صنعاء وتصدع جبهاتهم بعد قتلهم لحليفهم السابق صالح وفي ذلك محاولة أممية للإختلاء بالطرف المنتصر في صنعاء ومحاولة إقناعه الدخول في مباحثات جديدة تحسب لجهودها التي لم تحقق ما يذكر منذ اندلاع الحرب في البلاد".
 
و طالب، محروس، الحكومة الشرعية بــ" تثبت توجهها المعلن والمحاربة من أجل فرض شروطها حتى تحقق ما يتطلع إليه اليمنيون فالواقع يتجه نحو حسم عسكري لا مناص عنه مهما طالت فترته وأن لا نجاح إلا للشرعية وأجنحتها العسكرية ذات التفوق الميداني المستمر".
 
وتتزامن محاولات إحياء المفاوضات مع تطورات عسكرية لافتة على مختلف الجبهات، وخصوصا جبهة الساحل الغربي للبلاد وقطع خط امداد الحوثيين على الحدود السعودية جبهة صعدة معقل الحوثيين.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر