في يوم الصحافة اليمنية..

الصحفي "عبد الخالق عمران" يتحدث لـ"يمن شباب نت" عن 8 سنوات من الإخفاء والتعذيب في سجون ميليشيا الحوثي

[ الصحفي اليمني عبد الخالق عمران، المحرر من معتقلات الحوثي بعد ثمان سنوات من الإختطاف ]

  منذ انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على السلطة الشرعية، أواخر سبتمبر 2014؛ والصحافة اليمنية تعيش أبشع كوابيسها على الإطلاق. حيث وجد الصحفيون أنفسهم في واقع مأساوي أمام موجات عنصرية متتالية ممثلة بالقمع والاختطافات الممنهجة، بعد أن شهدت مختلف المؤسسات الإعلامية حرب تجريف وحشية، هدفت إلى إرهاب واستبعاد الشهود، لحرمان المجتمع من التداول الحر للمعلومة..
 
 وفي التاسع من شهر يونيو/ حزيران 2015، اختطفت ميليشيا الحوثي الصحفي اليمني عبد الخالق عمران مع ثمانية من زملاءه، اثناء ما كانوا يؤدون عملهم كصحفيين في قلب العاصمة اليمنية (صنعاء). وعلى مدى ثمان سنوات، تعرض عمران وزملائه لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في دهاليز ومعتقلات الميليشيات المعادية لحرية الصحافة ومنتسبيها الأحرار..
 
ومن رحم تلك المأساة؛ أختار الصحفيون اليمنيون يوم الـ 9 من يونيو/ حزيران، من كل عام، كيوم وطني للإعلاء من شأن الصحافة اليمنية.
 
وبهذه المناسبة أجرى "يمن شباب نت" هذا الحوار مع الصحفي "عبد الخالق عمران"، الذي عانق حريته بفضل صفقة تبادل للأسرى في أبريل 2023، لينجو، مع ثلاثة من زملائه، من حكم "الإعدام" الصادر بحقهم من قبل محكمة حوثية في أبريل/ نيسان 2020.  
 
في هذا اللقاء يفضح الصحفي عمران جرائم وانتهاكات ميليشيات الحوثي بحق الصحفيين في معتقلاتها المظلمة، بناء على تجربته الإنسانية والنضالية في سجون المليشيا طيلة فترة اختطافه وزملائه، والتي قاربت الثمان سنوات..
  
 
- في مثل اليوم، قبل تسع سنوات؛ تعرضت وزملائك الثمانية إلى الاختطاف والإخفاء القسري.. لخص لنا هذه التجربة الأليمة؟ 

= قبل 9 سنوات، في 9 يونيو 2015، تم اختطافنا، أنا وثمانية من الزملاء، بسبب ممارستنا لعملنا الصحفي. وعلى مدى ثمان سنوات من الإخفاء القسري تعرضنا لصنوف التعذيب الجسدي والنفسي في 30 زنزانة انفرادية، متنقلين بين سبعة سجون تابعة للميليشيا، خضعنا خلالها لعشرات من جلسات التحقيق، وتعرضنا للمئات من عمليات التعذيب البدني، والتعذيب النفسي..
 
وبشكل عام؛ تعرضنا في سجون ميليشيا الحوثي لسلسة من الانتهاكات البشعة، بشكل شبه متواصل. وأستطيع القول إن هذه الميليشيات ارتكبت بحقنا كصحفيين جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. من اختطافنا وإخفائنا قسرياً، إلى حرماننا من أبسط الحقوق الأساسية كالزيارة والاتصال، إلى تعذيبنا بدنياً ونفسياً، بما في ذلك وضعنا كدروع بشرية في منشآت عسكرية، وأخيرا حولتنا إلى رهائن بغرض مبادلتنا بأسرى حرب تابعين لهم، بعد أن نهبت كل ممتلكاتنا، وصولاً إلى إصدار أوامر بقتلنا وتشريدنا وأهلنا من المناطق الخاضعة لسيطرتها.. لأننا صحفيون فقط.
 
 


أنواع ووسائل التعذيب البدني
 
- بالنسبة للتعذيب البدني.. ما هي أنواع وأساليب التعذيب التي تعرضتم لها؟ 

= هناك أساليب ووسائل كثيرة للتعذيب البدني. ولكن من حيث النوع، بداية، يمكن تقسيمها إلى نوعين: تعذيب داخل غرفة التحقيق التي تسمى (الورشة) ويقوم به محققون من ميليشيات الحوثي. والآخر: تعذيب خارج غرف التحقيق، ويقوم به السجانون التابعون لهم، أو المشرفين على تلك السجون والقائمين عليها. وضمن هذا النوع أيضا هناك تعذيب آخر يتم بالاعتداء علينا داخل الزنازين عن طريق بعض المساجين بتحريض من الميليشيات مقابل وعود بإطلاق سراحهم..
 
وبالنسبة لأساليب التعذيب؛ يمكن التطرق إلى بعض تلك الأساليب التي تعرضت لها رفقة زملائي، منها:
 
الضرب بالأيدي، والعصي، والهراوات الخشبية والمعدنية والكهربائية، وأعقاب البنادق في أنحاء الجسم وعلى الرأس والمفاصل والعمود الفقري، والضرب بين الفخذين والعضو الذكري.. وغيره.
 
ومنها أيضا: إجبارنا على الوقوف لساعات طويلة، والوقوف مع فتح الأرجل والضغط من الرأس حتى يصل للأرض، ضرب رؤوسنا على الجدار، وسحب الكرسي الذي نجلس عليه في غرفة التحقيق حتى نسقط على الأرض ليقوموا بالدوس علينا وجرنا وسحلنا مع الركل بالأقدام. إلى جانب الحرق بالسيجارة والرمي بقارورة المياه أو طفاية السجائر والصحون، أو بأي شيء أمامه..
 
الصعق بالكهرباء، والصلب والتعليق بالسلاسل عن طريق "الونش" على ارتفاع كبير في غرفة التحقيق مع الضرب بأسلاك الحديد ووضع قطع إسفنج في فمك لمنعك من الصراخ، وكذا التعليق في الشبك الحديدي الحاجز بين زنازين المختطفين وذلك من أجل التشهير أو التخويف والترهيب..
 
وأيضاً من أساليب التعذيب، الخنق. حيث يقوم بوضع كلتا يديه على عنقك أو إصبعيه السبابة والإبهام والضغط على القصبة الهوائية حتى يشعر بأنه سيغمى عليك فيبعد يديه ويكررها، وكذا لي الأذرع والعنق والأطراف، والإجبار على شرب مياه غير نظيفة، وتمارين الإجهاد: الضغط والقفز والدوران كالمروحة، وغيرها...
 
ومنها أيضا: وضع الأصابع في العيون والضغط عليها، والتهديد بالذبح عن طريق وضع رأس نصل الجنبية في عنقك ويمررها حول الرقبة بالكامل، والإجبار على حمل أثقال كراسي بلك أسمنتية وغيرها. وفي بعض الأوقات يوضع تحت قدميك آلات حادة ثم يجبرك على الوقوف عليها، وكذا نزع الملابس والتجريد منها ما عاد الداخلية مع الإبقاء علينا واقفين في البرد حتى الصباح مع صب المياه الباردة علينا.. ونتف شعر اللحية والرأس وأحياناً حرقها، وتقييد القدم مع اليد بحيث تصبح على شكل دائرة..
 

- معظم ما ذكرته يندرج تقريبا تحت النوع الأول، التعذيب داخل غرف التحقيق.. ماذا بشأن النوع الثاني: التعذيب خارج غرف التحقيق؟ 

= الصحفي عندهم مستباح. وهذا يعني أن كل أفراد عصابة الحوثي في السجون لهم الحق في تعذيبك والاعتداء عليك متى يشاءون، وكيفما يريدون. لا أحد يردعهم أو يمنعنهم عن ذلك. على سبيل المثال في مرة من المرات في سجن الأمن السياسي التابع للميليشيات الحوثية تم التحقيق معي منذ الصباح حتى الظهيرة، بعدها تم إخراجي من غرفة التحقيق والتعذيب وتعليقي في غرفة أخرى وكل من جاء منهم يضع عليَّ أسئلة ويعتدي عليّ بالضرب.. وحتى بعد أن تم إنزالي والسماح لي بالذهاب للحمام كان السجان المرافق لي يعتدي عليَّ حيث كان يجرني خلفه بقوة تارة، وأخرى يجعلني أمشي أمامه ويقوم بضربي بالعصا، وذلك الذي قدم لي بقايا طعام اعتدى عليّ بالضرب لأنني رفضت أكله. وهكذا تعرضنا مرات عديدة لاعتداءات مشابهة متكررة في جميع السجون الحوثية..
 
 
أساليب التعذيب النفسي
 

- ننتقل إلى التعذيب النفسي.. ما هو؟ وكيف كان يتم؟ 

= التعذيب النفسي، هناك الكثير مما تعرضنا له في هذا الجانب.. وأبرزها مثلا: التهديد بالتصفية. على سبيل المثال: ذات يوم قال لي أحد المحققين مهددا: "لن يسكت الإعلام إلا الإعدام". فبنظرهم أن الصحفي يستحق الموت حتى بدون أن يرتكب أي جريمة، يكفي فقط أنه صحفي..!! ومحقق آخر يقول لي: "حبسكم إحراج، وخرجتكم إزعاج، لذلك الأفضل هو قتلكم"!. ومما يقولونه في هذا الجانب أيضا: "أقتل الصحفي ولا تسجنه"، وأحدهم يهدد ويتوعد ويحلف يمين أنه سيقوم "بتعليق رؤوس الصحفيين على باب اليمن"..!!
 
محقق آخر يقول لي: "سنقوم بتصفيتك وتحويلك إلى رقم في الكشوفات، وستأتي المصالحة ولن يذكرك أحد"، ثم يضيف متوعدا: "والله ما تخرج من هنا إلا ميت، محمول على النعش".
 
وهناك أيضا الاعتداء اللفظي بالإساءة والشتم. مثلاً يناديك "يا كافر"، "يا منافق"، "يا عميل السعودية"، "يا عملاء التحالف"، "أنتم أعداء الله والوطن"، "عملاء اليهود والنصارى وإسرائيل وأمريكا"، و "لا يزال اليهودي داخلك"، "من يرضى على وطنه يرضى على عرضه"...وغيرها الكثير من الألفاظ النابية والسب والشتم والتخوين والإهانات، والتي هي عبارة عن ثقافة منتشرة وسائدة لدى معظم أفراد هذه المليشيات، ويتميزوا بها عن سائر الجنس البشري. 
 
ومن ضمن أساليب التعذيب النفسي أيضا: عصر الأصابع بهدف كسرها حتى لا تتمكن من الكتابة.. هكذا كانوا يهددوننا عندما نرفض أن نبصم على الأوراق. وتوجيه الأسلحة إلى الرأس والإيهام بإطلاق النار، وأيضاً التعذيب بالتجويع والتعطيش، إلى جانب وضعنا كدروع بشرية في معسكرات معرضة لقصف التحالف العربي، وغيرها الكثير من أساليب التعذيب الوحشية..
 
وهذا التعذيب النفسي استمر حتى لحظة خروجنا اثناء عملية تبادل الأسرى التي تمت في 16 أبريل/ نيسان 2023. كما أنه مستمر حتى الآن. إذ لا زالت الملاحقات الحوثية والاستهداف الممنهج عبر عدة أساليب متواصلة ضدنا، من ضمنها استمرار مطاردتنا على خلفية أوامر الإعدام التي أصدرتها المحكمة الحوثية في أبريل/ نيسان عام 2020..
 



حقوق منعدمة.. وأمراض منتشرة
 

- ما هي الحقوق الأساسية التي حرمتم منها داخل السجون الحوثية؟ 

= في سجون مليشيات الحوثي لا يوجد لأي مختطف أدنى حقوق إنسانية، سواء كنت صحفيا أم سياسيا أم طالبا أم عسكريا أم مدنيا أم أكاديميا أم غيره. تمتاز السجون الحوثية بأنها عديمة الحقوق لأي مختطف، يسودها نظام مليشياوي لا يستند إلى أي مبادئ أو لوائح أو قوانين، إنما أمزجة المشرفين والسجانين والمحققين، ولا قيمة للإنسان فيها، فهو مباح، وكل شيء تحت تصرفهم كيفما يرغبون..
 
وفي هذه السجون سيئة الصيت والسمعة، حُرمنا من الرعاية الطبية اللازمة، ومن الأكل المناسب ومياه الشرب النظيفة، بل حتى من النوم ومن الخروج إلى الشمس... كما تم حرماننا من التواصل مع اسرنا، ومن الحصول على الملابس، حتى ملابسنا التي تأتي من الأهل لم تكن تصل إلينا. وكذا أدوات النظافة والهواء النقي والنظيف..
 
حتى الزيارات كانت تُحرم وتُمنع عنا لفترات طويلة. باختصار حُرمنا من أن نعامل كإنسان، كبني آدم، لنا كرامة ولنا قدر وقيمة في هذا الوجود، وكنا نتمنى الموت بأي طريقة..
 

- أصبتم بالعديد من الأمراض في السجن.. حدثنا عن هذا الجانب من التجربة؟ 

= نعم أصبت وزملائي بالعديد من الأمراض، معظمها بفعل أساليب التعذيب الوحشية التي تعرضنا لها من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية، منها مثلاً: التهابات في الدم والكلى، وتضخم في الكبد، وأمراض القلب وهبوط في الدم، والتهابات وضعف النظر نتيجة ربط أعيننا لفترات طويلة... كما عانى أغلبنا من آلام في المفاصل والفخذ والركبة. وبالنسبة لي فأنا حاليا لا أستطيع السير إلا على العكاز، بالإضافة إلى أني أعاني من انزلاق في العمود الفقري..
 
ومنذ الشهور الأولى في سجون المليشيات الحوثية ظهرت علينا الأمراض الجلدية نتيجة للأوساخ وعدم الاستحمام وانعدام النظافة في كل شيء. وأصابتنا عدة أمراض مثل الآلام في المعدة والقولون العصبي والتهابات في الجيوب الأنفية والأذن والشعب الهوائية وغيرها من الأمراض..
 
وبالنسبة للزملاء أصبحوا حصالة أمراض، بعضها مزمنة وخطيرة. فالزميل "توفيق المنصوري" أصيب بالسكري والقلب والضغط وضعف النظر والتهابات البروستات والمفاصل والعمود الفقري والمعدة. أما الزميل "حارث حميد" أيضاً فعينيه كادت أن تصاب بالعمى، إلى جانب تعرضه لإصابات عدة من آلام المعدة والمفاصل، والتهابات في الدم والكلي والقلب والعمود الفقري والآلام في الرأس. وكذلك زميلنا "أكرم الوليدي" أصيب بالبواسير والقولون والمفاصل والقلب والعمود الفقري، وغيرها الكثير من الأمراض التي أصيب بها مختلف الزملاء، سواء هؤلاء الذين ذكرتهم من الذين بقوا معي حتى صفقة التبادل، أم أولئك الزملاء الستة الذين تم تحريرهم في الصفقة الأممية الأولى في أكتوبر 2020، أي قبل تحريرنا بعامين، وهم: هشام اليوسفي، هشام طرموم، حسن عناب، عصام بلغيث، وهيثم الشهاب، وكذا الزميل صلاح القاعدي الذي أفرج عنه قبلهم في ابريل 2020.
 



- من المؤكد أن أهاليكم عانوا الكثير بسبب هذه المحنة؟ 

= نعم.. في البداية مثلا تم وضع أهالينا تحت الإقامة الجبرية، مع تهديدات صريحة بالاختطاف. وقد تم اختطاف البعض فعلا وابتزازهم مالياً، كما تعرض معظمهم لحرب تضييق في سبل العيش ومصادر الرزق، والتشويه وتحريض المجتمع ضدهم..
 
هذا إلى جانب تعريضهم لمعانات نفسية فضيعة، خصوصا من خلال تخوفيهم بإعدامنا، وهو ما شكل لهم صدمات نفسية بليغة، وأمراض مزمنة لا زالوا يعانون منها حتى الآن. وفي الأخير تم نفيهم إلى المناطق المحررة ونهب كل ممتلكاتهم. وقبل هذا فقدت أسرنا ربها وعائلها، كما فقد الأبناء أباءهم..
 

من هم المجرمون؟
 

- هل تتذكر أسماء أبرز المتورطين في تعذيبكم، بشكل مباشر على الأقل؟ 

= المتورطون في تعذيبنا في غرف التحقيق، التي تسمى بـ "الورش"، لا نعرفهم، لأننا كنا نجر إليها ونحن مقيدوا الأيدي والأرجل ومعصوبي الأعين.. لكننا نتذكر أصواتهم، وربما نستطيع تمييزها.
 
اما أولئك السجانون الذي كانوا يعذبوننا خارج غرف التحقيق، فنعرف كنياتهم، وأبرزهم: أبو شريف إبراهيم شريف، ووحشي في البحث الجنائي التابع لميليشيات الحوثي، وأبو كهلان أبو طير، وأبو جهاد. وفي احتياطي الثورة أبو أحمد، وأبو خليل في احتياطي هبرة وأبوعلي وسليم القاضي، والأمن والمخابرات الحوثي يحيى سريع وأبو محمد والرياشي وأبو حمزة وأبو عقيل..
 
وأيضاً من ضمن الذي قاموا بتعذيبنا مباشر في السجون: يحيى صلاح هيبل، عبد القادر المرتضى، علي الحوثي، عبد الواسع أبو طالب، مراد حنين، أبو شهاب المرتضى، مجد الدين المرتضى، أبو أسامه الجنيد، عبد الرحمن الجنيد، مصطفى الجنيد، عدنان الجنيد، جلموت، أبو صخر، أبو ربيش، الذماري أبو كهلان، وقائمة طويلة من السجانين لا تحظرني أسمائهم جميعا الآن..
 
كما لا ننسى كبار الإجرام والمحرضين على التعذيب، وعلى رأسهم بالتأكيد: المجرم عبد الملك الحوثي، وأزلامه أمثال: جلال الرويشان، معمر هراش، عبد القادر الشامي، عبد الرب جرفان، عبد الحكيم الخيواني، وقاضي المليشيا الحوثية محمد مفلح الذي كان يوجه ميليشيات الأمن السياسي التابع للحوثيين بتعذيبنا وعزلنا في زنازين انفرادية ونحن في قاعة المحكمة الحوثية..
 

الصحفيون مستباحون
 

- ما الذي يعنيه اختطافكم، واختطاف الصحفيين بشكل عام، من قبل هذه الميليشيات الإرهابية؟ 

= يعني ذلك بداية: إعلان حرب على السلطة الرابعة وحرية الرأي والإعلام من قبل الميليشيات الحوثية التي لا تزال مستمرة حتى اليوم في استباحة الحياة الصحفية وإسكاتها..
 
أما لماذا نال الصحفيين كل هذا التعذيب والمعاملة القاسية، فذلك لأن ميليشيات الحوثي تعد الصحفي عدوها الأول. هكذا قالوا لنا من صميم عقيدتهم، أن تعذيبنا عمل ديني مقدس، وطقس تعبدي يقربهم إلى الله. الحوثيون يرون أنفسهم عُبّاد في مسالخ التعذيب، يتفننون في تعذيبنا على وقع تسجيلات لمحاضرات مجرمهم الأكبر عبد الملك الحوثي، الذي يحرض فيها على الصحفيين، لأنهم يكشفون حقيقة زيف فكرته، ويسلبونه التأييد والمناصرة، ويخلقون ضده وضد مشروعة الظلامي مقاومة وثورة..
 
 



- بعد مرور تسع سنوات.. كيف تحل عليك هذه الذكرى اليوم؟ 

= بالنسبة لنا، نحن الصحفيون التسعة، تحل علينا اليوم الذكرى التاسعة لاختطافنا وحالنا- إن جاز لنا القول: من السجن إلى المنفى، في رحلة مستمرة للبحث عن وطن..


مطالب وتوصيات
 
- في يوم الصحافة اليمنية، كلمة أخيرة أو رسالة تود قولها بهذه المناسبة؟ 

= نطالب بالإفراج عن جميع الصحفيين وكافة المختطفين لدى ميليشيات الحوثي، وتعويض الضحايا الذين تعرضوا للاختطاف والتعذيب من قبل هذه الميليشيا الإجرامية الارهابية. كما نطالب أيضاً بربط ملف التفاوض واستئنافه بإيقاف المحاكمات الحوثية للمختطفين والأسرى، سواء المتواجدين في سجون الميليشيات أم المحررين، والكشف عن مصير المخفيين قسرا..
 
وعلى المستوى الشخصي، نطالب بحماية دولية لأن استمرار محاكمتنا من قبل ميليشيات الحوثي هي إخلال باتفاقيات التبادل، وإمعان في الاستمرار بالإضرار بالصحفيين. وهي رسالة واضحة بان ميليشيات الحوثي عازمة على قتل الصحفيين بكل الطرق.
 
وكما أننا، في الوقت الذي نوجه فيه مطالبنا للمجتمع الدولي بوضع حد لانتهاكات وجرائم ميليشيا الحوثي بحق الصحافة والصحفيين، لا ننسى أن نطالب أيضا بإشراك الصحفيين في عملية السلام والعدالة الانتقالية.
 
وأخيراً نطالب السلطة القضائية الشرعية بمحاكمة قيادة الحوثي المتورطة في تعذيب الصحفيين، متسلحة بمركزها القانوني وشرعيتها الدولية، وعلى رأس هؤلاء القادة الإرهابيون: المدعو عبد القادر المرتضى (أبو هلال) رئيس وفد التفاوض الحوثي، ونائبه مراد قاسم حنين (أبو حسين)، وإيقاف التفاوض مع المليشيا الحوثي حتى يتم تغييرهم..
 
وأخيرا؛ نطالب الجهات ذات الصلة بهذا اليوم، تكريم الصحفيين، اعترافاً وتقديراً لأدوارهم النضالية والبطولية الاستثنائية والرائدة في مسيرة الحرية ونقل الرسالة المهنية بكل صدق وإخلاص في ظروف الحرب الشعواء، وباعتبارهم الجبهة الأولى في مواجهة الانقلاب الحوثي الإيراني.
 
 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر