"مسيّس وغامض".. فيتو روسي صيني ضد قرار أميركي بمجلس الأمن بشأن غزة

استخدمت روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب على غزة، اليوم الجمعة، حيث وصف المعارضون المشروع بأنه مسيّس وغامض و"يطلق يد إسرائيل".
 
وأعربت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد عن أسفها لاستخدام روسيا والصين للفيتو، وقالت إن الهدف الأول للولايات المتحدة هو التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في غزة "في إطار صفقة لإطلاق سراح الرهائن".
 
كما أعربت المندوبة البريطانية باربرا وودورد عن خيبة أملها لامتناع روسيا والصين عن دعم مشروع القرار الأميركي.
 
أما المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا، فقال في كلمته أمام المجلس إن مشروع القرار الأميركي محاولة لتمكين إسرائيل من الإفلات من العقاب.
 
وأضاف أنه لو اعتُمد هذا القرار فإنه سيغلق النقاش بشأن وضع غزة وسيطلق يد إسرائيل هناك، إذ إنه "يتضمن فعليا منح الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية في رفح (جنوبي قطاع غزة)".
 
واستنكر في الوقت نفسه اعتراف السفيرة الأميركية الآن فقط بضرورة وقف إطلاق النار بعد أن تم تدمير غزة على مدى 6 أشهر، حسب تعبيره.
 
وقال نيبينزيا إن المفاوضات التي شارك فيها الأميركيون بشأن غزة كانت موجهة فقط "للمماطلة".
 
وأشار المندوب الروسي إلى أن الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن أعدوا قرارا آخر "غير مسيّس" بشأن غزة.
 
من جانبه، قال المندوب الصيني تشانغ جون إن مجلس الأمن "يتململ" لكنه لا يتخذ أي إجراءات لوقف إطلاق النار في غزة.
 
وأضاف أن مشروع القرار الأميركي "غامض" ويتهرب من القضية الأكثر مركزية وهي وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن هناك مشروع قرار آخر واضحا في مطالبته بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
 
في السياق نفسه، قال المندوب الجزائري عمار بن جامع إن نص مشروع القرار الأميركي "يسمح ضمنيا باستمرار قتل المدنيين، ويفتقر لضمانات واضحة".
 
من ناحية أخرى، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم بأن بلاده ستعمل على قرار جديد لوقف إطلاق النار في غزة بعد استخدام روسيا والصين حق النقض.
 
وكانت الولايات المتحدة تعارض حتى عبارة وقف إطلاق النار، واستخدمت حق النقض عدة مرات لإحباط قرارات تدعو لوقف فوري لإطلاق النار منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.
 
لكن النص الذي تقدمت به هذه المرة يدعو إلى "وقف فوري ومستدام لإطلاق النار" لمدة 6 أسابيع تقريبا، عبر دعم "الجهود الدبلوماسية الدولية الجارية لتأمين هدنة مرتبطة بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين"، في إشارة إلى المحادثات الجارية بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.
 
حماس: مشروع القرار مضلل ومتواطئ مع إسرائيل
 
اعتبرت حركة "حماس" أن صياغة مشروع القرار الأمريكي بشأن الأوضاع في قطاع غزة، الذي تم إسقاطه بمجلس الأمن، الجمعة، كانت "مضللة ومتواطئة" مع أهداف إسرائيل باستمرار العدوان على قطاع غزة.
 
وأشادت الحركة في بيان لها، برفض كل من روسيا والصين والجزائر لمشروع القرار الأمريكي. وقالت إن "مشروع القرار الأمريكي حمَلَ صياغة تضليلية ومتواطئة مع أهداف العدو (إسرائيل)".
 
وأوضحت أن مشروع القرار، بالصياغة الأخيرة التي قدمتها واشنطن، كانت "تمكن العدو من الاستمرار في عدوانه، وتُعطيه الغطاء والشرعية لحرب الإبادة التي يرتكبها ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، فهو لا يتضمّن مطالبة صريحة بالوقف الفوري للعدوان الصهيوني على غزة".
 
وأعربت "حماس" عن تقديرها لموقف روسيا والصين والجزائر "الذين رفضوا المشروع الأمريكي المنحاز للعدوان على شعبنا، وأكدوا على المطلب الإنساني والمُلِحّ، بالوقف الفوري لحرب الإبادة الصهيونية المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر".
 
ولفتت إلى أنه خلال هذه الأشهر الخمسة "قدمت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، كافة سبل وأدوات الدعم العسكري والسياسي للكيان الصهيوني المجرم في حربه على شعبنا، وتسببت بمقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين".
 
بدورها، رحبت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان، بإسقاط مشروع القرار الأمريكي، معتبرة، أنه "سعي إلى شرعنة العدوان الصهيوني ضد شعبنا ومنحه الذريعة الدولية لمواصلة حرب الإبادة".
 
وقالت إن مشروع القرار سعى أيضا إلى منح إسرائيل "غطاءً قانونيا صادرا عن مجلس الأمن الدولي لمواصلة حربها دون مساءلة قانونية".
  
وتتواصل في الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة قطر ومصر ومشاركة الولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل أسرى، مع حرب إسرائيلية مستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
 
وخلّفت الحرب على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية ما أدى إلى مثول إسرائيل، للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
 
المصدر : يمن شباب نت+ الجزيرة+ الأناضول

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر