في ظل عدوان اسرائيلي متواصل.. الصحة العالمية: كلّ شرايين الحياة قُطعت عن غزة

[ جرائم الاحتلال الاسرائيلي في غزة - وكالات ]

أفادت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، بأنّ الفلسطينيين في قطاع غزة يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على الغذاء والمياه وغيرهما من الضروريات، في ظلّ ما وصلت إليه الأوضاع من جوع ويأس وسط العدوان الإسرائيلي المتواصل عليهم.

يأتي ذلك في وقت تحذّر فيه الأمم المتحدة من مجاعة قد تكون حتمية، ولا سيّما في شمال القطاع المعزول، وسط الحرب المدمّرة الذي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، في مؤتمر صحافي في جنيف، إنّ "النظام الصحي في قطاع غزة على شفير الانهيار، بل أكثر من ذلك... كلّ شرايين الحياة في غزة قُطعت بطريقة ما".

وشدّد ليندماير على أنّ ذلك سبّب "وضعاً مأساويّاً" في إشارة إلى مجزرة شارع الرشيد التي خلّفت مئات الشهداء والمصابين في صفوف فلسطينيين كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية.

يُذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي يمنع بطريقة ممنهجة إدخال الإمدادات إلى شمالي قطاع غزة، حيث وقعت مجزرة يوم أمس. وبإيجاز، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين كانوا ينتظرون إمدادات غذائية في شارع الرشيد غربي مدينة غزة، في شمال القطاع الذي عُزل عن الوسط والجنوب. 

وفي حين راحت جهات غربية رسمية تطالب بالتحقيق في ما جرى، زعمت إسرائيل أنّ ذلك أتى نتيجة "تدافع حشود حاصرت شاحنات المساعدات ودهسهم".

وأوضح ليندماير أنّ "الناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والمياه النظيفة، وأيّ إمدادات (ممكنة)، لدرجة أنّهم يخاطرون بحياتهم للحصول على أيّ طعام أو إمدادات لدعم أطفالهم وإعالة أنفسهم".

الصحة العالمية: إمدادات الغذاء إلى غزة متوقّفة عمداً

صحيح أنّ ثمّة إمدادات شحيحة تصل إلى المناطق الجنوبية من قطاع غزة، من خلال معبر رفح الحدودي مع مصر، غير أنّها تخضع لموافقة إسرائيل، وهي تكفي بصعوبة فلسطينيي القطاع الذين نزح معظمهم إلى الجنوب، لدرجة أنّها قد لا تكون كافية لتجنّب أزمة جوع هناك.

أمّا في الشمال الذي ما زال يضمّ نحو 500 ألف من الفلسطينيين البالغ عددهم في القطاع 2.3 مليون نسمة، فالأمر أشدّ سوءاً، ولا سيّما مع شبح المجاعة المخيّم عليه.

وإذ قال ليندماير إنّ "إمدادات الغذاء متوقّفة عمداً"، شدّد "دعونا لا ننسَ ذلك".

بالنسبة إلى الأمم المتحدة، يبدو أنّ حدوث مجاعة واسعة النطاق "أمر شبه حتمي" ما لم يكن يسجّل أيّ تحرّك من أجل عكس ذلك. 

وكان المسؤول في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) راميش راجا سينغهام قد وصف الوضع في قطاع غزة بالخطر، مشيراً إلى أنّ "ما لا يقلّ عن 576 ألف شخص في غزة، أي ربع السكان (تقريباً)، على بعد خطوة واحدة من المجاعة". 

أتى ذلك في اجتماع لمجلس الأمن الدولي عُقد في نيويورك حول قضية الأمن الغذائي في القطاع، يوم الثلاثاء الماضي.

بدوره، حذّر نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كارل سكاو، في الاجتماع نفسه، من احتمال حدوث مجاعة في قطاع غزة بحلول شهر مايو/ أيار المقبل. 

وشرح أنّ "الأوضاع الإنسانية قبل الحرب الأخيرة كانت صعبة للغاية، إذ كان ثلثا سكان غزة يعتمدون على المساعدات الغذائية، أما اليوم، فيحتاج جميع السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى المساعدات الغذائية".

(رويترز، العربي الجديد)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر